صحيفة المنتصف
استهل الخبير العسكري الأردني ،العقيد المتقاعد مشهور المومني حديثه عن اعداد الدولة للحرب ،بقول الله تعالى ؛(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)الانفال
وأشار المومني خلال حديث خاص مع المنتصف ، الى عناصر القوة الكثيرة، منها الجيش والمقاتلين والسلاح ولكنها لا تكفي واكبر الدروس يمكن ان نتعلمها من الحرب على قطاع غزة ، فهي مدرسة جديدة في علوم العسكرية والحرب، تختلف عن كل المدارس السابقة ، ولكي نستخلص العبر طرح المومني تساؤلات حول اهمية اعداد الدولة للحرب بشكل عام، وقال:
الم تثبت الحرب على غزه اهمية اعداد الدولة للحرب؟
الم تثبت الحرب على غزة ان الاعداد يتطلب سنين وجهد متواصل ؟
الم تثبت ان الاعداد هو اعداد شامل لا يقتصر على اعداد القوات المسلحة؟
الم يثبُت بشكلٍ جلي لا غبار عليه ان هذا الاعداد يحتاج لخطط طويلة المدى؟
الم يثبت ان الولاء للوطن والايمان بالقادة ضرورة من ضرورات الصمود؟
ام تثبت التجارب انه لا يمكن لهذا الاعداد ان يتم جنبا لجنب مع تفشي الفساد؟
الم تثبت هذه الحرب ان النجاح يحتاج لمعرفة العدو الذي يحاربك من الداخل والقضاء عليه قبل الاعداد لمواجهة الاعداء الخارجيين؟
الم نتعلم من هذه الحرب ان تقديم التضحيات والجهد الاكبر يقع على عاتق المظلومين في مجتمعاتهم من العامة ؟
الم نرى ان المنتفعين من الوطن اول المهاجريرين(الهاربين) عند اول صافرة انذار؟
الم نرى ان الفقراء هم الاكثر كرما والأكثر تضحية والاقل تذمرًا ؟
الم نتعلم ان الاعداد يحتاج لبنية تحتية واحتياطات استراتيجية وتوفر بدائل والاعتماد على النفس؟
الم نتعلم ان السلام لا يتحقق الا بالقوة؟
الم نتعلم ان الاعداء انسانيون فقط عندما نكون نحن طرفا النزاعات ؟
الم نتعلم ان التسويف لا يحقق النتائج وان تبدا ولو متاخرا خير من ان لا تبدأ ؟
الم تعلمنا هذه الحرب ان عدم الاعداد هو جريمه وخيانة عظمى ؟
في الختام نقول ان الاعداد يجب ان يشمل كل نواحي الدولة ويشترك به الجميع إبتداءً من الاسرة والمدرسة والمسجد والاعلام والقضاء والصحة والتعليم وفي المدن والقرى والارياف ويشمل بنيه تحتية وصناعات وزراعة وتجارة ومناهج تعليم مدرسي وجامعي ومعاملات اجتماعية وترسيخ ان الجميع على ثغره من ثغر الدولة فلا يؤتين من قبله
وكل هذا لن يتم الا بارادة سياسية واعية لحجم المخاطر ومدركة لاهمية الاعداد.