صحيفة المنتصف
القدس من مضر المومني – في عام 1994 وبرعاية امريكية، وقع الأردن مع اسرائيل اتفاقية عرفت باتفاقية وادي عربة” نسبة الى المنطقة الواقعة بين البلدين والتي تمت بها مراسم التوقيع على الاتفاقية” ، ومن اهداف الاتفاقية الموقعة بين البلدين ارساء السلام والتعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين ،خصوصا ان منظمة التحرير الفلسطينية كانت قد سبقت الأردن بالتوقيع على اتفاقية سلام مشابهة مع إسرائيل والتي عرفت باتفاقية اوسلوا، وكانت خياراً فلسطينيا يهدف الى انهاء الصراع مع إسرائيل ، والبدء بترتيبات فلسطينية للانتقال الى مرحلة الحكم الذاتي الفلسطيني على مناطق الضفة الغربية وانهاء السيطرة العسكرية والمسؤولية المدنية الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية.
ومن معاهدة أوسلو الإسرائيلية الفلسطينية ،انبثقت اتفاقية وادي عربة حسب الرؤية الأردنية للمنطقة ،لبسط السلام العادل والشامل مع احقية تقرير المصير للشعوب ، بالإضافة الى رؤى اقتصادية لتنعم شعوب المنطقة بحياة ايسر واسهل.
،وبمناسبة مرور 30عام على توقيع الإتفاقية بين الأردن وإسرائيل ،نظم معهد الامن القومي الإسرائيلي في تل ابيب ندوة حوارية بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية ،لمناقشة ما حققته هذه الاتفاقية بعد مرور 30عام ، من اهداف عملية كانت معلنة وقتها او اهداف معنوية ،لم يتم ذكرها في الاتفاقية ،
كما دعا المنظمون للندوة عدة شخصيات سياسية وعسكرية واكاديمية ،ساهمت في انجاز الاتفاقية وشخصيات عملت بين الطرفين على اساس اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية ، ولاقت الندوة حضورا كبيرا ،وسط غياب أردني وعربي باستثناء جمهورية مصر العربية، التي اثبتت وجودها من خلال ممثلا عن السفارة المصرية في تل ابيب.
تطرق المتحدثون في الندوة الى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل مؤخرا خصوصا في العام الأخير ووقت الحرب على غزة ، والذي ترفض الأردن حتى الأن ومنذ بداية الحرب على غزة، ترفض عودة طاقم السفارة الإسرائيلية الى عمان لتسير أمور ومعاملات السفارة، الأمر الذي اوقع جفاء غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية الأردنية الإسرائيلية منذ توقيع اتفاقية السلام.
كما أشار المتحدثون الى هشاشة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل والتي اتضحت مؤخراً وقت الحرب على غزة ،
وأشار السفير الإسرائيلي الأسبق في عمان أمير فايسبرود والمسؤول الحالي في وزارة الخارجية عن المنظمات الدولية العاملة في إسرائيل ، أشار الى أن السلام بين الأردن وإسرائيل رغم مرور 30عام على الاتفاق ،الا انه بقيى محصوراً بين فئات معينة مثل رجال الأعمال ورجال سلطة ،ولم يخرج السلام بين الدولتين الى الشارع العام ولم يشعر الشارع الأردني باي نتائج ملحوظة جراء السلام مع إسرائيل ،ودعا أمير فايسبرود الى تخطي المرحلة السابقة ،وتوسع دائرة السلام في الأردن ،مؤكدا ان النموذج الخليجي ( دول الخليج العربي) اثبت جدية في السلام وان المواطن الخليجي يعي تماما أهمية السلام مع إسرائيل واثره على المنطقة ، وان إسرائيل تجد في التجربة الخليجية نموذجا يستحق العمل معه وتطبيقه في مواقع أخرى..
ومن جهته اشار الجنرال السابق عاموس جلعاد الى أن السلام لن يكتمل الا باتفاق سلام مع السعودية ،وان السعودية هي من ستقود العالم الإسلامي الى سلام شامل ودون ذلك يبقى السلام منقوصا.
كما اكدت السفيرة الإسرائيلية السابقة في عمان عينات شلاين ان التحديات التي تواجه الأردن كبيرة من أجل تطبيق معاهدة السلام مع إسرائيل بشكل كامل ،واشارت الى وجود اللاجئين في الأردن والقوى الرافضة للعلاقات مع إسرائيل وهي قوى مؤثرة على المستوى السياسي واكدت ان هناك العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى بين البلدان دفنت بسبب الافتقار الى قرار سياسي شجاع وحكيم ،من الجانب الأردني.
كما تحدث امنيون إسرائيليون عن التحديات الامنية التي تواجهها الأردن والتي تركزت على إيران ومحاولتها زعزعت استقرار الأردن ، للوصل الى ورقة رابحة والضغط على إسرائيل ،من أجل تمكين نفوذها واذرعها في المنطقة.
من جهة أخرى قال مسؤول حكومي أردني فضل عدم الكشف عن اسمه،” ان التحديات كبيرة في الوصول الى سلام كامل مع إسرائيل وان 30عام من توقيع اتفاقية وادي عربه ،لم تجلب السلام المطلوب للمنطقة، رغم ان الرؤية الأردنية تجاه السلام والتي انبثقت منها معاهدة السلام مع إسرائيل ،تهدف الى سلام شامل وعادل للمنطقة، وان الأردن واضح وصريح ،السلام المنقوص لن يأتي بثمار تستصيغها شعوب المنطقة، وكلنا الان نشهد قوى داخل الأردن وخارجها رافضة السلام مع إسرائيل ،بل ويستشهدون بالتجربة الأردنية ،والتي حسب رأيي فشلت وتحتاج الى إعادة تدوير.
كما اكدت مسؤولة اكاديمية اردنية ” أن السلام مع إسرائيل محصور عند فئات معينة مستفيدة وذات مصالح شخصية ، و30عام والسلام مدفون عند شركات معينة وصالونات رجال الأعمال ، وهذا بحد ذاته كفيل لان يبقي السلام بعيد عن الناس والشعوب ،التي تدرك أهمية السلام في المنطقة ،لكنها تلمس نتائج عكسية وغير مرضية من اتفاقيات مع سياسيين او رجال أعمال .
واختتمت الندوة بأسئلة الحضور حول مستقبل السلام بين الأردن وإسرائيل وهل يمكن تطويرة ليصل الى سلام بين الشعبين ، ولم يلقى الحضور اجوبة شافية وواضحة حول مستقبل السلام الإسرائيلي مع الأردن.