
صحيفة المنتصف
أفادت مصادر فلسطينية مساء أمس (الاثنين) بوقوع هجمات غير مسبوقة على عدة مناطق في مدينة غزة، حيث شُوهدت الدبابات الإسرائيلية تتقدم إلى شارع “الجلاء”، أحد الشوارع المركزية في قلب المدينة، فيما تواصلت الغارات الجوية على أحياء متفرقة.
وشهد شمال غرب غزة ما وصف بـ”حزام ناري” جراء الضربات، في حين غطت سماء المدينة ألسنة اللهب والدخان الكثيف.
بحسب تقارير محلية، شنت الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية 37 غارة خلال عشرين دقيقة فقط، إلى جانب قصف مدفعي مكثف، ما أجبر آلاف السكان على النزوح شرقًا وجنوبًا.
وأشارت شهادات من الميدان إلى أن الطريق نحو الجنوب كان مكتظًا بالنازحين، وسط صعوبات في إيجاد وسائل نقل وارتفاع حاد في أسعار الرحلات.
مصادر فلسطينية تحدثت أيضًا عن استخدام “روبوتات مفخخة” في بعض الأحياء، بينها “الشيخ رضوان” و”الكرامة” و”تل الهوى”، بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة وطلعات مكثفة لمروحيات أباتشي التي واصلت إطلاق النار على أهداف داخل المدينة.
الهجمات العنيفة لم تقتصر على شمال غزة، بل شملت كذلك مناطق غربية ووسطى من المدينة، حيث دوّت انفجارات قوية سُمعت أصداؤها حتى في وسط إسرائيل ومنطقة الشارون.
فاطمة، وهي نازحة من المدينة، عبّرت بمرارة عن المشهد قائلة: “بينما يجتمع القادة العرب في قمم فاخرة، تواصل إسرائيل قصف غزة بلا هوادة. مدينتنا تنزف وتتألم وتُترك وحيدة”.
أما أنس، وهو نازح آخر، فاعتبر ما جرى “ليلة من الجحيم، حيث استُخدمت جميع أنواع الأسلحة ضد المدينة”.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من التحضيرات العسكرية التي شملت تدمير أبراج سكنية ونزوح مئات الآلاف، ضمن عملية “مركبات جدعون ب”.
في الوقت نفسه، لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحميل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن مصير المخطوفين، مهددًا بأن أي نقل لهم إلى خارج الأنفاق سيُعتبر “جريمة ضد الإنسانية”.