أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت..إلى أين؟..بقلم اسعد العزوني

لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت..إلى أين؟

بقلم أسعد العزوني

اسعد العزوني
المنتصف / الكاتب الاردني اسعد العزوني

صحيفة المنتصف
لن يكون لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت ،هو ذاته الذي كان قبل التفجير،،لأن لكل مرحلة استحقاقاتها وفواتيرها،ويقيني أنه آن الأوان أن يدفع لبنان ثمن خطيئته التي إرتكبها منذ “إستقلاله” عام 1943 وإعتماده النظام الطائفي البغيض،وجاء اتفاق الطائف السعودي عام 1989 ليعمق أكبر مؤامرة في تاريخ لبنان ،ويعتمد أيضا الطائفية أساسا لوقف الحرب الأهلية التي أشعلتها السعودية بالتنسيق مع قوى إقليمة معروفة،وقام بها أطراف لبنانيون على أمل ان تقيم لهم مستدمرة الخزر الصهيونية كيانا انعزاليا خاصا بهم في لبنان،لكن ذلك لم يتم ،وقال الجنود الإسرائيليون لشارون إبان اجتياحه للبنان صيف العام 1982 بالتنسيق مع السعودية والإنعزاليين وقوى إقليمية أخرى انهم لن يموتوا من أجل إنشاء دولة للمسيحيين.
أنجز التحالف الصهيو-عربي المرحلة الصعبة في تطويع لبنان عام 1982 بإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان غدرا ،بعد ان خدعت السعودية القيادية الفلسطينية بأن قرار إقامة الدولة الفلسطينية جاهز،ولذلك قال الزعيم الفلسطيني الراحل بالسم الدحلاني ،السيد ياسر عرفات للصحفيين في ميناء بيروت قبيل صعوده إلى سفينة المنفى الأمريكية إلى اليونان،أنه ذاهب إلى فلسطين،وترك الجميع في حيرة من هذا الأمر اذ كيف لمنفي يقول انه عائد إلى وطنه؟
كان المفروض أن تبدا المرحلة الثانية في لبنان بسلاسة أكبر بسبب غياب الفلسطينيين وحلفائهم من المقاومة اللبنانية،لكن ظهور حزب الله اللبناني المدعوم من إيران قلب الطاولة على من حولها ،وعقّد اللعبة ،ما أدى إلى تأخير تنفيذ المشروع الصهيوني بدفع من صهاينة العرب ،وجاء صيف العام 2006 ليسجل حزب الله نصرا مؤزرا على مستدمرة إسرائيل الخزرية عجزت عنه أنظمة عربية،الأمر الذي إستنفر قوى التحالف الصهيو-عربي ،لإستئصال حزب الله من لبنان،رغم ان هذا الحزب لم يقم بعمل يذكر ليفرحنا منذ العام 2006،وانخرط في سوريا دفاعا عن النظام السوري وفاء للتحالف القائم بين الطرفين.
دارت ماكينة التحالف الصهيو –عربي بأقصى سرعتها للتأليب على حزب الله والمقاومة الفلسطينية الصورية وإيران وحتى تركيا،وشمل العداء الإخوان المسلمين ودولة قطر،وقرر التحالف الصهيو-عربي فرض حصار على قطر ،بتهم باطلة منها دعم الإرهاب،حتى انهم وعندما تدفقت المساعدات الإنسانية القطرية على لبنان ،قالوا أنها ستذهب إلى حزب الله ،وكان ذلك للتغطية على مواقفهم وتقصيرهم بحق القضايا العربية عموما ،وتصدر قطر المحاصرة قائمة النخوة العربية.
كما أسلفنا فإن مرحلة ما بعد تفجير مرفأ بيروت تختلف عما قبلها،إذ رأينا كيف هب الرئيس الفرنسي ماكرون مبعوثا للغرب المتصهين وساعي البريد الإسرائيلي إلى لبنان،ليملي عليه شروط إسرائيل قبل الضربة القاضية،حتى لا يكون ثمن ما سيدفعه التحالف كبيرا.
تحدث ماكرون إلى اللبنانيين وكأنه فعلا الحاكم العسكري للبنان او المندوب السامي،وكان في كلامه لا يحترم صغيرا أو كبيرا في لبنان،علاوة على انه قدم لهم قائمة الإستسلام،التي تدعو لتخليص لبنان من المقاومة ونزع سلاح المليشيات،وان يتحول لبنان إلى دولة منزوعة السلاح،كما أن عشرات الآلاف من اللبنانيين وقعوا على وثيقة تدعو إلى عودة لبنان إلى الإنتداب الفرنسي ،وهذه سبة في وجوه كل أمراء الحرب في لبنان،الذين عملوا مقاولين لمص دماء الشعب اللبناني ،بدلا من إصلاح الحال وتوفير الحياة الكريمة لهذا الشعب الذي يستحق التضحية.
التحالف الصهيو-عربي مصمم على تنفيذ المشروع الصهيوني القاضي بتأسيس مملكة إسرائيل التوراتية الكبرى ،وعاصمتها السياسية والسياحية مدينة نيوم السعودية،ولن يتم ذلك إلى بالقضاء على حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة،وأظن ان تفجير مرفأ بيروت سيكون إيذانا بشهن هجوم إسرائيلي أمريكي سعودي إماراتي مصري على لبنان، يتبعه أو ربما في الوقت نفسه هجوم آخر من ذات التشكيلة يضاف إليها سلطة رام الله على غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية هناك،وعندها سيتم الإعلان عن إقامة مملكة إسرائيل الكبرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no