مقاومة بعمر زمن وبحجم دول …بقلم د. فلاح العموش
مقاومة بعمر زمن وبحجم دول
كتب : د. فلاح العموش
صحيفة المنتصف
احاول دوما التغاضي عن الكتابات السياسية والاكتفاء بقراءتها وتحليلها والاستماع للمحليين السياسيين واصحاب الرؤى , رغم عدم ايماني بكثير من تلك التحليلات , انما ومنذ ايام وغيرة منا كمؤمنين ومسلمين وتحديدا كاردنيين ونحن نتابع ما يحدث في فلسطين وما ترمز اليه تلك الاحداث لتعيد لنا نشوة ايمانية ان الايقاع لم يخفت وان اصحاب الحق الشرفاء لم يتخلوا وان الطغاة المحتلين قد اغتروا واعتقدوا انهم سيملكون العالم , لكن العاقل الذي تابع ما جرى خلال الايام الماضية انما يدل على ان المقاومة الفلسطينية قد استكملت قدرتها واعلنت بما لديها عن قوتها, وعندما نقول غزة هي مساحة محدودة محاصرة معدمة نمت فيها قوة عسكرية منظمة نابعة من ايمان عميق بانها صاحبة حق وليست معتدية ,وما اظهرته من استهداف للمدن التابعة لاسرائيل كان خير دليل , ونحن هنا خارج نطاق المقارنة او الحرب المتكافئة فاسرائيل تعتبر نفسها دولة مستقلة لها وزنها السياسي والعسكري ,ولا شك انها تتلقى الكثير من الدعم سواء من الحلفاء او المطبعين, ولكن ما قامت به من عدوان على غزة وغيرها من المناطق هو داخل النطاق المتوقع والبديهي , انما ما ردت به المقاومة الفلسطينية كان خارج النطاق وخارج التوقعات وخارج التقديرات, رغم وقوع اصابات في الافراد الفلسطينيين واستشهاد العديد من الرجال والنساء والاطفال الا ان ذلك يبشر بالخير, بان ما زال هناك من يدافع عن القدس وعن فلسطين وعن الاقصى , وذلك انما ينبع من عقيدة راسخة وايمان مطلق باستجابة الله سبحانه وتعالى وارساله لجنود لا يراها احد تساهم في تغيير المعادلات الغير متكافئة , جميعنا في كل الدول العربية مسلمين وعرب ومسيحيين نؤمن بان القدس عاصمة فلسطين الابدية , ونؤكد ان المواقف الشعبية في اغلب الدول لا تمثل اراء زعماءها بل تمثل نخوة ينتظرها اي فرد فينا من الاخر لو كان في ذات الموقف ,ولا يخفى على عاقل ان التخبط الاسرائيلي واضح وان الاجهزة الاسرائيلية جميعها يشوبها الكثير من التوتر والقلق والخوف والعشوائية في التعامل مع الاحداث الجارية , ومن ينكر ان كثيرا من الاسرائيلين لا يقبلون ما يحدث وغير راضيين بواقعهم الذي اعتاد على الترف والحرية ان ينتهي به الحال في الملاجيء , وسنرى في الايام القادمة ان الخريطة السياسية العالمية والعربية ستتغير وستختلف التحالفات بعد ما حصل, وستغير كثير من الدول اراءها ومواقفها من فلسطين وذلك بعد ان اتضحت الصورة امام العالم , عاشت فلسطين حرة ابية وعاشت القدس عاصمة فلسطين الابدية وعاش كل قلم يحر على هذا الكوكب .