أمن التحضيرات…بقلم مشهور المومني

أمن التحضيرات
فصل من فصول موسوعة طوفان الاقصى

صحيفة المنتصف

عملية طوفان الأقصى عملية عسكرية نجحت بنسبة فاقت توقعات وطموحات مخطيطيها وعجز المحللين العسكريين عن تصورها او تفسيرها وذهب البعض للحديث عنها وكأنها عقيدة عسكرية جديدة ومدرسه حربية متقدمة ستحل وتنافس مدارس عريقة وستكون ملهمة لحركات التحرر العالمية.
مع ان التنفيذ بدأ في السابع من أكتوبر عام 2023 م الا أن التخطيط له والاعداد سبق ذلك بوقت كبير قد يكون اسابيع وقد يكون شهور وقد يتعدى ذلك لسنيين، وهنا يطرح سؤال كيف كان لهذه التحضيرات والاعدادات ان تتم دون علم قوات الاحتلال واستخباراته والاستخبارات العالمية التي ياما تغنت بقدرتها على كشف عمليات واحداث قبل وقوعها في مختلف اصقاع الارض؟
بعض ما اشتملت عليه التحضيرات :
1. التخطيط للعملية . ان مجرد الحديث عن عملية بهذا الحجم والمبادرة في الهجوم ووضع اهداف بحجم اهداف عملية الاقصى هو اكبر من ان يصدقه الصديق قبل العدو فالدلائل وحسابات مقارنة القوة والامكانات تجعل من الحديث عنها نوع من المستحيل ويجعل العدو يغفل عنها ولا يحسب حسابها او يستعد لها وقد يستهجن الحديث عنها جملةً وتفصيلاً.
2. اعداد الانفاق. ان حفر الانفاق عملية معقدة سبق الاشارة الى تعقيداتها ولكن من اهم التعقيدات هو اخفاء عملية الحفر او الاتجاه الذي تتوجه اليه والغاية منها ولكن المقاومة استطاعت حفر انفاق خصيصاً لتنفيذ هذه العملية سواء كانت هذه الانفاق ستستخدم لتقرب المقاتلين الى اقرب نقطة من السياج الفاصل او حتى داخل مستوطنات الغلاف او لنقل الاسرى لداخل غزة او لإمداد القوات بالسلاح وتبديلها داخل الغلاف، فالسرية والامن الذي احاط عمليات الحفر عملية كبيرة لا تقل اهميتها عن عملية الاقصى نفسها.
3. التدريب على التنفيذ : لقد تم التنفيذ بحوالي الف ومئتين مقاتل لكل منهم واجب وهدف وتم تقسيمهم الى مجموعات حددت واجباتهم مسبقاً وتم تدريبهم عليها واجراء العديد من التمارين واستخدمت في التدريبات اسلحة وذخائر حية ولكن كيف استطاعت المقاومة الحفاظ عل سرية العملية والتأكد من أن جميع المشاركين فيها سيحتفظون بالسر ولا يفشونه اولم يشكوا بوجود الجواسيس بينهم او لم يكن بينهم من لا يقدر اهمية المعلومة ويتحدث عنها لاحد اخر غير معني مثل (اب ،ام ،اخ ،زوجة ،او صديق) فيقال ان السر اذا عرف به واحد لم يعد سراً.
4. زمن ووقت التنفيذ . لقد تم التنفيذ في صباح يوم السابع من اكتوبر وهو يوم عيد ديني عند كيان الاحتلال وفي ايام الاعياد يقل عدد المناوبين في الوحدات العسكرية وهذا مفاجئ ولكن كيف تم تجميع اعداد المقاتلين للتنفيذ وضمان عدم اكتشاف العدو لهذا التوقيت ،كيف خفي ذلك عن الجواسيس والعملاء ،كيف خفي ذلك عن الاقمار الصناعية واجهزة التجسس والرادارات والمراقبات والكاميرات.
5. الاسلحة والمعدات المستخدمة. استخدمت طائرات مسيرة واخرى شراعية وصواريخ لتنفيذ ضربة على مدن تواجد الكيان المحتل وهذه الاسلحة تم تصنيع قسم منها او استخدم وحدد له الاهداف فقط لهذه العملية فكيف استطاعت المقاومة اخفاء امتلاكها او تحديد اهدافه عن العدو الذي لا تفارق طائراته المسيرة سماء قطاع غزة .
هذه بعض ما احتاج الى الامن والسرية لإنجاح هذه العملية أما اساليب تنفيذ الاستخبارات المعاكسة فهي سر لغاية كتابة هذا الفصل لا يستطيع الاجابة عليه الا المقاومة ولكن الاكيد هو مقدار المسؤولية التي تتحلى بها المقاومة قادة ومقاتلين والثقة المتبادلة والإدراك لخطورة كل المعلومات المتعلقة فيها واجهزة استخبارات عالية الكفاءة القادرة على متابعة امن العملية طيلة سنين الاعداد والتخطيط وصولاً ليوم التنفيذ .وعند الكشف عنها ستكتب كتب وستصاغ مبادئ لأمن العمليات العسكرية المستقبلية .