سلاح الصبر لا يمتلكه الا القليل… بقلم مشهور المومني
صحيفة المنتصف
درس مهم من موسوعة طوفان الاقصى
لطالما حاول العدو كسر معنويات عدوه واستخدم كل الوسائل المتاحة لذلك بهدف كسر ارادة القتال لديه ودفعه للهزيمة بالاستسلام او الفرار او فرض الشروط القاسية والتعجيزية التي تجعله خاضع للابد ولا تقوم له قائمة بعدها.
في طوفان الأقصى شاهدنا أكبر وأبشع وسائل الضغط من قبل جيش الاحتلال استخدم وسائل عسكرية واخرى مدنية بعضها مادي واخرى معنوية بحيث وصفت من قبل المنظمات الدولية والإنسانية وكثير من الدول المحبة للسلام والانسانية انها تعد بشكل منفصل او في مجملها جرائم حرب وابادة جماعية .
إبتداء ً من وصف اهل غزة انهم حيوانات وانهم لا يستحقون معاملة البشر وقطع الكهرباء والماء والوقود عنهم مما سبب معاناة كبيرة للمواطنين في غزة وشكل وسيلة ضغط كبيرة على المقاومة ولكن صمد الشعب مما عزز صمود المقاومة فلم تخضع او تستسلم .
وجاء القصف الجوي ليقتل ويدمر في مجازر لم يشهد تاريخ الحروب والصراعات مثيل له فأبيدت عائلات كامله حتى وصفت بانها انتهت من السجلات المدنية فقد إستشهد فيها الجد والابن والحفيد اي ثلاثة اجيال في ضربة واحدة او ضربات متلاحقة وازيلت مربعات سكنية بما حوت من سكان اثاث وتعب سنين عن وجه الارض ولكن ذلك لم يردع المقاومة او يكسر ارادتها فصبرت وتحملت ذلك ولم تستسلم .
ثم جاء الضغط الاكبر الذي تزامن مع الاجتياح البري فلم يسلم بشر او شجر ولا حجر من وطئت مجازر جيش الاحتلال الذي قتل ما قتل ومهد طرق لقواته على جثث الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ وبيوت المدنيين ولم تسلم منه المساجد والمستشفيات ولا حتى المقابر فنبش القبور وسرق الجثث وهذا كله لم يكن لينال من صبر المقاومة وقدرتها على الاستمرار والصمود.
لم يبقى اي شأن من شؤون الحياة الا و اعتدى عليها جيش الاحتلال فحارب المقاومة بالضغط عليهم من خلال الورقة الأضعف وهي المدنيين فحرمهم من الماء والطعام والمسكن والعلاج فجاعوا وعطشوا وتعرضوا للبرد والنزوح والخوف ناهيك عن القتل والاعتقال والتعذيب ولكنه فشل كما في كل محاولاته فما زاد الشعب الا تمسك بالارض والالتفاف حول المقاومة ولحمة وتكافل فيما بينهم فتقاسموا الطعام رغم ندرته وما زادهم ذلك الا تصميم على المقاومة وتحقيق الاهداف .
ولصبر المقاومة اسباب منها على سبيل الذكر لا للحصر
الايمان بالله وهو اهم مقومات الصبر فقد احتسبوا من قتل شهيدًا عند الله وهذا الايمان كان عند اهل غزة قولا وفعلا فوجدناهم يزفون الشهيد بالتكبير والتهليل والحمد لله فامنوا ان الشهادة جائزة يهبها الله لمن يشاء من عباده .
خذلان القريب والصديق لهم فتوكلوا على الله وحده ولم يركنوا لا على فلسطيني ولا على عربي ولا على مسلم بل انهم علموا ان النصر من الله فزادهم صبرًا ويقينا بان النصر في النهاية قادم .
وحشية عدوهم ونقضه للعهود فعلموا ان النتيجة التي يسعى له العدو واحده القتل والتدمير والتهجير وان جيش الاحتلال لا يمكن ان يصدق بوعد او يفي بعهد وان القرآن وصفهم بهذه الصفة فلا فائده للتفاوض معه او مهادنته لانه سيستغل اي فرصة ليعاود القتل وارتكاب المجازر فتعاملوا مع العدو باللغة التي يفهمها القوة مقابل القوة فاوقعوا به من الخسائر التي لن يقدر على تحملها فهو لا يملك سلاح الصبر كما يمتلكونه.
علموا ان الاهداف النبيلة والغايات السامية تحتاج الى تضحيات كبيرة وكان لهم في ما حصل في الثورة الجزائريه خير مثال فلم ينال الجزائرين الاستقلال الى بعد تقديم اكثر من مليون شهيد فكثيرا ما سمعنا وشاهدنا اهل لشهداء يقولون ان تحرير الارض والاقصى يستحق ما يقدم لاجلها واكثر.
وفي الختام فان صبر المقاومة فاق قدرة جيش الاحتلال على الصبر عليه وتحمله
حتى ان صبرهم تفوق على صبرنا بالدعاء لهم وما هي الا ايام امام انجازات وبسالة المقاومة وصبرها سينهار هذا الكيان ويرضخ لشروط المقاومة فسلاح الصبر تتفوق فيه المقاومة على جيش الاحتلال وكما يقال فما النصر الا صبر ساعه