تكيات غزة الخيرية تخفف من معاناة الناس الصعبة
صحيفة المنتصف
غزة من وردة زكريا بن جرمي – في ظل الحرب و رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة لا زال الخير و العطاء موجود في عروق الغزيين ، التكيات الخيرية صورة من صور هذا العطاء ، ففي الآونة الأخيرة أصبحت مُنتشرة بشكل كبير جداً بالتحديد في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة بينما متوفرة بشكل محدود في المحافظات الشمالية و يرجع ذلك لأسباب عدة .
على الطرقات و في الأحياء و الحواري و بين خيام النازحين ترى تلك التكيات تقدم ما توفر من طعام بشكل مجاني إلى الناس ، يشرف عليها أفراد أو مؤسسات هدفها التخفيف من معاناة و في ظل الأوضاع المعيشية و الإقتصادية الصعبة ، و يعمل معظم العاملين فيها بشكل شبه مجاني حيث يحصلون في نهاية اليوم على ما قسمه النصيب من بعض المعلبات الغذائية ، و إن توفر المال يحصلون على مبالغ رمزية .
في الصباح الباكر تجد المشرفين و العاملين في تلك التكيات كخلية النحل ، هذا يجهز الحطب و ذاك يغسل الأواني و المعالق ، و الآخر يُشعل النار ، ليجهزوا ما توفر من طعام لناس ، و لعل أبرز ما تقدمه هو المعكرونة و الأرز و العدس و الفاصولياء .
بينما في المحافظات الشمالية تتوفر التكيات بشكل محدود و يرجع ذلك لأسباب عدة من بينها أن المواد الغذائية الأساسية لصناعة الطعام غير متوفرة في الأسواق بسبب الحصار الإسرائيلي على شمال القطاع ، إضافة إلى أن الإحتلال يمنع دخول شاحنات القطاع الخاص التي تحمل على متنها المواد الغذائية و بعض السلع الضرورية إلى الشمال مُنذ فترة طويلة .
في ظل أزمة الغذاء التي تتفاقم كل يوم في قطاع غزة ، أصبحت التكيات الخيرية هي الملاذ الأول لأغلب العائلات ، كل يوم ترى المئات بل الألاف من المواطنين يصطفون على تلك التكيات من أجل الحصول على الطعام لعدم تمكنهم من توفيره بأنفسهم تارة بسبب عدم توفر المال من أجل شراء السلع الغذائية الضرورية و تارةً آخرى بسبب منع الإحتلال إدخال تلك المواد من أجل التضييق على الناس و قتلهم جوعاً .