التنمر الالكتروني…. بقلم ليث عكروش
التنمر الالكتروني…بقلم ليث عكروش
صحيفة المنتصف
المتصفح للمواقع الالكترونية والقنوات الاعلامية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، يتفاجئ بالكمية الهائلة من التعليقات والردود على الاخبار والمنشورات المطروحة، والتي يغلب عليها التجريح والحقد والشتاءم وعدم اللباقة .
ومنبع الصدمة او المفاجاة، يتمثل بتساؤل مهم وهو هل هذه التعليقات تعبر عن واقعنا الاجتماعي، والذي انتقل بفعل التطور الى منصات التواصل ام انها حسابات وهمية و طابور خامس، يحاول ركوب موجات تهدف لاثارة الفتن والنعرات والحقد والمشكلات بين العامة.
والملاحظ دائما، عبر هذه التعليقات، بان هذا الطابور الخامس يعيث بمواقع التواصل ومنصاته فسادا.. ونيرانه تاكل الاخضر واليابس، وتتعمق بادق التفاصيل لاي حدث او اشكالية، لتنفث سمومها وتشعل حروب بين المعلقين انفسهم، بين تاييد ومعارضه.
وتتعدد اضرار التنمر الالكتروني ،والذي يعرف في كثير من الدراسات العلمية ” بأنه فعل عدائي يقوم به المتنمر إلكترونياً باستخدام التقنية الحديثة ضد طرف آخر بغرض إلحاق الضرر به مادياً، معنوياً، اجتماعياً ونفسياً” .
وبطبيعة الحال، وكما هو معروف بان التنمر على الاخرين في اي مجتمع يعتبر جريمة ويعاقب عليها القانون، فهو كذلك بالنسبة للتنمر الالكتروني .. ومن الممكن ان تكون خطورته النفسية والمعنوية اكبر على المتنمر عليهم، لان الفاعل غير معروف للضحية، ولانتشاره وتوثيقه على شبكات التواصل، والذي تتعدد اشكاله وانواعه، كرسائل التهديد والتعليقات الغير لائقة والتحرش والابتزاز وقرصنة الحسابات وانتحال الشخصية، والتحايل وتسريب المعلومات.
هذه الافة دخيلة على مجتمعنا، وعلينا ان لا نقف مكتوفي الايدي اتجاه اي تنمر الكتروني بالعمل على التبليغ وتوثيق الاساءات واساليب التنمر وتسليمها للجهات المختصة، لاتخاذ الاجراءات العقابية والعمل على مقاضاتهم وعدم التنازل عن الحقوق، والتي كفلها لنا القانون لكي نردع كل من يحاول ان يتنمر على غيره وحتى لو كان تنمره الكترونيا .