قطر “الصمود في زمن الكورونا” بقلم أسعد العزوني
قطر …الصمود في زمن الكورونا
أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
قصص النجاح المعتبرة التي يعتد بها ،وتصبح حديث المجالس أو إهتمام الباحثين والمراقبين ،هي تلك التي تحدث في ظروف يغلب عليها التحدي ،ولذلك تكتسب صفة المعتبر وتأخذ حيز الإهتمام،وتدرج في مساقات التدريس في الكليات المتخصصة لدراستها وتعميم التجربة،لكن النجاحات التي تتحقق في الظروف العادية فلن يلتفت لها سوى صحفي يكتب عنها خبرا قصيرا،لأنها لم تكتسب أهمية المعتبر ولم تثر إهتمام الكثيرين.
هذا هو واقع الحال بالنسبة لدولة قطر الشقيقة ،التي سجلت نجاحات نالت صفة المثيرة والمعتبرة ،وباتت محط إهتمام المراقبين والباحثين،وكان التساؤل :كيف لدولة مثل قطر تتعرض لحصار رباعي غاشم،أن تسجل مثل هذه النجاحات وتتألق في سماء العالم نجمة مضيئة ،في حين أن مجموعة الحصار الرباعية تتخبط في مشاكلها وترتكب مع شعوبها الخطايا يوميا ،إلى درجة التقطيع بالمنشار والإغتيال في البيوت لمصادرتها والإستيلاء عليها بالقوة وبدون وجه حق.
ظن خصوم دولة قطر الحاسدين الحاقدين واهمون ،أن جائحة الكورونا التي تضرب العالم بأسرة وإن بدرجات متفاوتة، ستنوب عنهم وتحقق ما عجزوا هم أنفسهم بمؤامراتهم وكذبهم وتدليسهم في النيل من دولة قطر خصمهم العنيد،وستحد من صعودها الصاروخي المطور نحو الأعالي، محملا بإنجازات شتى في كافة المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والسياسية والدبلوماسية.
يجمع المراقبون أن دولة قطر تسجل سبقا في ملف النجاح بدون “هياط”،وأن أهم محطات نجاحها المعتبر ،هي وحدتها الوطنية وتلاحم الشعب مع القيادة التي أنجزت وعدها بحماية البلاد والعباد،ولم تقم بإراقة نقطة دم واحدة كما هو الحال في دول الحصار الأربع التي تشهد الكثير من أوجه الإرهاب الداخلي.
قطر الصاعدة لن تشهد في زمن الكوليرا نكوصا في طموحاتها ،ولذلك فإن الخبراء والمراقبين يجمعون أنها لن تسجل إنخفاضا في إستثمارات الطاقة ،وهي تخطط لتوسيع إنتاجها من الغاز،وتقوم حاليا ببناء 80 ناقلة غاز عملاقة ،تمثل 60% من طاقة بناء السفن في السوق العالمية،كما تخطط لإنتاج 110 ملايين طن سنويا عام 2024،و127 مليون طن سنويا عام 2027 ،كما يتوقعون ان تحقق دولة قطر دخلا مميزا هذا العام من عائدات النفط التي تقدر ب 168 مليار ريال،وأن العام 2020 المسلح بكورونا سيشهد قفزات نوعية محسوبة لدولة قطر في الإنتاج.
رغم الحصار وكورونا ،إلا أن العقل القطري المسلح بالولاء والإنتماء،يعمل في كافة الإتجاهات ،وأول إنجاز مشهود له هو التصدي للحصار وتحويله بتوجيهات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من نقمة إلى نعمة،ونقل قطر من دولة صغيرة يطمع بها إلى مصاف الدول العظمى ،وها هي اليوم تتصدى لكورونا وللحصار وتتوسع خارجيا بالسلم والمحبة والمصالح ،إيمانا منها بأن الطبيعة تكره الفراغ ،وتسجل في الساحات الدولية حضورا لافتا ومن ضمنها طبعا إمبراطوريات كبرى يحسب لها ألف حساب وحساب ،بينما الخصوم تائهون في حاراتهم الضيقة،يلعبون مع شعوبهم لعبة القط والفأر.
مع تركيز دولة قطر على الإقتصاد ،فإنها لم تغفل دول القوة العسكرية التي حصنتها أمام الخصوم وجعلت منها خطا فوق الأحمر البنفسجي،إيمانا من قيادتها بمقولة “وطن لا نحميه ..لا نستحق العيش فيه”،وها هي تعمل جاهدة لبناء الرادع القطري من خلال بناء قدراتها العسكرية التي تخلق منها قوة إقليمية متفوقة.
قبل الحصار لم تكن دولة قطر تنفق على التسلح أكثر من مليار دولار سنويا ،لكن غدر الغادرين وحسد الحاسدين نبه القيادة القطرية إلى ضرورة إعادة النظر في المفهوم الجيوسياسي،وها هي تعكف على بناء قوة عسكرية خرافية ،ولا ننسى أن دولة قطر باتت تعتمد شعار القوة في كل شيء،وإختارات حلفاء أقوياء وبنت معهم علاقات ندية قوية بعيدا عن التبعية والإستغلال ،بعكس ما تقوم به دول الحصار،وربما نحتاج إلى مجلدات للحديث عن هذه الزاوية بالذات ،ولكننا نكتفي بالقول أن دولة قطر قامت ببناء علاقات تكامل مع الأردن،بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وسمو الأمير تميم وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،وقد لعب شيخ الدبلوماسية العربية الشيخ الشاب سعود بن ناصر آل ثاني دورا مميزا في هذه العلاقات ،لأنه عمل بجد وإخلاص وعمل سفيرا مزدوجا لدولته قطر وللأردن أيضا.
ينتظر العالم أجمع أكبر نجاح نوعي لدولة قطر تمثل في بناء القوة ،ولكن من باب الرياضة والذي سيتحقق إن شاء الله في مونديال قطر 2022 ،عندما يجتمع العالم بأسره في دولة قطر ،لتسجيل أول سابقة عربية حققتها قطر في هذا المجال،وعجزت عنها دول الحصار على وجه الخصوص التي أغاظها هذا النجاح القطري.
المارد القطري مستمر في الصعود نحو الأعالي رغم الحصار وكورونا،متسلحا ب”أبابيل قطر”،ومسنودا بهمة القطريين قيادة وشعبا،وبدعوات فقراء العالم الذين تطعمهم وتسقيهم وتؤويهم دولة قطر، من خلال أذرعها الإنسانية بعيدا عن العرق أو الدين أو الجنس أو الهوية.