في مواجهة التسونامي الالكتروني… بقلم ليث عكروش
في مواجهة التسونامي الالكتروني
المنتصف
من وراء شاشات يتبادلون الشتائم، وباقذع الصفات ينعتون بعضهم، ويروجون لاشاعات يغلب عليها كم هائل من الحقد والسوداويه وكره للاخر وجلد للذات والمجتمع والاوطان.
المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي ،والمدقق في الردود والتعليقات على اي حدث في المجتمع ، كبر او صغر يرى هذه الامواج الهائلة او (التسونامي الالكتروني) ، وتعليقات اصبحت كانها ادوات حربية في ايادي فرق متناحرة ، كل يقذف الاخر بسيل من الشتائم والصفات التي يندى لها الجبين.
والمتتبع منا لهذه الهجمات الالكترونية الموجهة، وهذا الكم الهائل من الاشاعات المفبركة التي تجتاح السوشل ميديا صباح مساء، يسئل نفسه هل هي حقيقة وتعبر عن مجتمعاتنا وان ( نارا تحت الرماد)، ام انها اسلحة موجهة صوبنا و تدار من غرف سوداء مختصة خارجية وذباب الكتروني، هدفه الهجوم على قيمنا وعاداتنا وثوابتنا ومنجزاتنا الوطنية – ولغاية بنفس يعقوب – .
وهنا؛ ولهذه الغاية اطلقت الحكومة مشكورة، منصة حقك تعرف للكشف عن الاشاعات ودحضها والتحقق من الاخبار والمعلومات المتداولة المغلوطة، بالاضافة لما تقدمه ايضا كافة الاجهزة الاعلامية العامة والخاصة في هذا المجال والتي ترفع لها القبعة، و ايضا ما يقدمه مرصد مصداقية الاعلام الاردني (اكيد)، والذي كان له دور في هذا الجانب، والذي ينشر شهريا تقريرا في هذا المجال و يهدف فيه للكشف عن الاخبار الكاذبة والمضللة والتي تشوه الحقائق .
وفي ظل ماسبق و هذا التسونامي الالكتروني، وسرعة انتشار الاخبار ، وفي اطار الدفاع عن وطننا الغالي ليبقى وطنا حصينا منيعا، من الضروري ان يتم التعامل مع هذه الاشاعات واصدار البيانات بشكل لحظي ومفصل – و اضع تحت لحظي عشرات الخطوط- وعبر كافة المنصات الاعلامية الحكومية والخاصة ووسائل الاعلام بكل اشكالها، وذلك لوئد هذه الاشاعات والهجمات الالكترونية في مهدها، وتبيان مصادرها ومطلقيها وتفنيدها اولا باول ، ايا كانوا افرادا في المجتمع او خارجه دولا او حكومات خارجية لتوضيحها وعدم التعاطي معها من قبل العامة باي شكل من الاشكال … وليس فقط على منصة حقك تعرف الحكومية، ومرصد مصداقية الاعلام الاردني اكيد ونشرته الشهرية.
ومن الجدير ذكره بهذا الخصوص ان عدة دراسات في هذا المجال اكدت “أن من أهم العوامل المؤثرة على نمو وانتشار الشائعات بالمجتمع هى غياب المعلومات الواضحة والدقيقة بنسبة تزيد عن ٦١٪، ولذلك تؤكد الدراسات، على ضرورة ان تقوم الأجهزة الرسمية بإصدار البيانات الصحفية فور ظهور الشائعات من دون انتظار او تاخير؛ وهو ما يتعين معه زيادة التواصل بين أجهزة الدولة والإعلام لمواجهة الشائعات، وتوفير آلية لإدارة الرسائل ومحتواها، وكذلك تكوين وتجهيز ردود فورية للأحداث الطارئة، ومد وسائل الإعلام بكل المعلومات للحد من انتشار المعلومات المغلوطة، والتى يستغلها بعض الأفراد أو الجهات لزعزعة استقرار الدول”.
وياتي كل ما سبق ؛ ترجمة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي اكد فيها جلالته على ضرورة تعزيز القيم الايجابية ، وحماية المجتمع من شرور الاشاعات واغتيال الشخصية، وضرورة وضع الحقائق والمعلومات في متناول المواطنيين، وذلك لتدعيم الراي العام والجبهه الداخلية ومشاركتهم للجهات المعنية في محاربة و”مواجهة هذا التسونامي الالكتروني” .