كلية عمّون الفندقية ..مفخرة أردنية
كلية عمّون الفندقية ..مفخرة أردنية
بقلم …أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
شرفت بتلبية دعوة وصلتني لحضور حفل إشهار كتاب :المطبخ الأردني :قديمه وحديثه”،وكذلك مهرجان الطبخ الأردني ،في مبنى كلية عمون الجامعية التطبيقية،وكم أبهرني ما رأيت من جهد مبذول في هذا الصرح الأردني المميز ،ظهر طبعا من خلال عرض إبداعات أبنائنا وبناتنا في هذه الكلية .
كانت معروضات المطبخ الأردني الغني التي أتيح للجميع تذوقها بالكامل ،إثباتا قاطعا على أن شبابنا من الجنسين قادرون على الإبداع في حال وجود بيئة حاضنة ،ويقيني أن كلية عمون الجامعية التطبيقية تمثل حاضنة دافئة للشباب من كلا الجنسين ،فما كان معروضا من أصعب الطبخات وأشهاها ،كان من إبداع هؤلاء الشباب الذين أتقنوا ما جاؤوا من أجله ،ولا نغفل أنه لو لم يكن هناك مشرفون من كلا الجنسين – وقد إلتقيت بعضهم وتحاورت معهم دون أن أعرف أنهم من كادر الكلية – لما أبدع هؤلاء الشباب،ولو لم يكن الشباب يمتلكون الرغبة في الإبداع لما إستطاع المشرفون على التعامل معهم والوصول معهم إلى هذه النتيجة المشرفة.
علاوة على الإبداع المطبخي لا حظت أن الطلبة من الجنسين تعلموا وأتقنوا شيئا آخر غير الطبخ ،وهو فن الإتيكيت الذي نفتقده حتى في غالبية فنادق الخمس نجوم،وكان أبناؤنا من الجنسين في كلية عمون يجيدون فن التعامل مع الضيوف ،وهذه قيمة مضافة أخرى للكلية التي إحتضنتهم ،وساعدتهم على إجتياز العديد من الصعوبات ووضعتهم على بر الأمان ،عندما هيأتهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم ويمتلكون حرفة ليست ككل الحرف.
ما خرجت به من هذه الزيارة هو أن شبابنا ليس جامدين ولا ميئوسا منهم ، في حال وجدوا من يرعاهم ويأخذ بأيدهم ،وان التعليم الحرفي هو ما نحتاجه بعد أن غص السوق بالمهندسين والأطباء وخريجي الكليات الأخرى الذين تفتح لهم أبواب الجامعات الخاصة على مصراعية ليس حبا بتعليمهم ،بل رغبة ملحة في مص دم آبائهم ،بسبب الأقساط الفلكية ،ومن ثم تخريجهم ودفعهم للإنتساب إلى نادي البطالة الأردني بعد إغلاق سوق الخليج أمامنا ،وإنعدام العدالة المجتمعية عندنا ،وإفتقاد الفرص للجميع للحصها في فئة المتنفذين الذين تحجز المناصب العليا لأبنائهم وبرواتب فلكية حتى قبل أن يتخرجوا ،بحجة ان آبائهم خدموا البلد بين عهدين او أكثر.
مطلوب تعميم تجربة كلية عمون الجامعية التطبيقية على البلد بطولها وعرضها ،وإستيعاب شبابنا من الجنسين وتعليمهم حرفا محددة ،حتى لا نكون ضحايا لمستحمري التعليم أصحاب الجامعات الخاصة ومن في حكمهم من المتنفذين ،لأن التعليم الحرفي والتدريب هما سبيلنا لمستقبل أفضل حتى لا نخسر أبناءنا،وندفعهم للتطرف والعنف والإنحراف.