صراع ناقلات النفط البحرية..بقلم د.احمد الملاعبة
صراع ناقلات النفط البحرية .. بين إيران وبريطانيا
أ.د. أحمد ملاعبة
صحيفة المنتصف
** مضيق هرمز وبحر العرب واللذان يسيطران على سوق نقل النفط حيث تمر منهما ثلث كمية النفط المنقولة بحرا في العالم.
** الإيرانيون ردوا على احتجاز ناقلتهم في جبل طارق بحجز ناقلة ترفع علم بريطانيا في بحر العرب وعللوا أن الحجز جاء بحجة ارتكابها مخالفات واصطدامها بسفينة صيد.
** تأزم وتصعيد الإجراءات قد يؤدي إلى حرب دولية .. وبريطانيا وامريكيا تهددان.
** احتجاز الناقلة البحرية بين متاهات تخصيب اليورانيوم في ايران وعقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا.
عاد الصراع الإيراني الأوروبي الأمريكي إلى الواجهة بعد ان اتخذ شكلا جديدا .. فبعد أن قامت حكومة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني باحتجاز ناقلة نفط إيرانية يوم ٤ / ٧ (تموز الحالي) بناء على طلب امريكي بحجة الاشتباه في خرقها الحظر النفطي الأوروبي على سوريا.
ويأتي احتجاز السفينة العملاقة “غريس 1” البالغ طولها 330 مترا
والتي تحمل حوالي ٢،١ مليون برميل نفط في وقت حرج في العلاقات الأوروبية الإيرانية بسبب الخلافات حول تخصيب اليورانيوم.
ومن الجدير بالانتباه اليه هنا ايضا أن الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على سوريا منذ 2011 .. وتشمل العقوبات مسؤولين سوريون (عددهم ٢٢٧) تحت ذريعة دورهم في الحرب وقتل المدنيين في سوريا. وتم تمديد فترة العقوبات إلى عام 2020، وتشمل الحظرا النفطي وتجميد اموال وممتلكات تابعة للمصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.
فهل تداخلت المعيطات بحث تم احتجاز ناقلة النفط الإيرانية (غريس-١) بالقرب من مضيق جبل طارق بحجة اتهامها انها ستغير مسارها.
رغم ذلك نفى الإيرانيون الادعاءات البريطانية ولكن التدخل الأمريكي صعد المسألة حيث أكدت امريكيا أن لديها معلومات من خلال مراقبة الناقلة عبر الأقمار الصناعية والإشارات الارضية ومصدر أخرى. أن هناك نية للسلطات الإيرانية بتغيير مسار الناقلة باتجاه الموانئ السورية.
هذه المعلومات التي قالت أن هناك تغير في الإحداثيات النهائية الناقلة.. مما جعلها بحكم المحجوزة وبقيت رأسية في مكانها فوق الماء.
تداعيات عديدة رافقت احتجاز الناقلة، منها ما يتصل بملكية الناقلة والدولة التي ترفع علمها مع العلم ان الناقلة ترفع علم بنما ولكن إيران أعلنت ملكيتها لها، ووصفت احتجازها من قبل سلطات جبل طارق بالقرصنة.
من ناحية أخرى أعلنت هيئة بنما البحرية أن الناقلة “غريس ١- Grace 1” ( قد شُطبت من سجلاتها للسفن الدولية اعتبارا من ٢٥ / ٥ – أيار الماضي). وبررت بنما هذا الشطب إلى إنذار تلقته بأن ناقلة النفط استخدمت في تمويل الإرهاب أو مرتبطة به.
من جانب آخر وردا على حجز الناقلة الإيرانية قامت طهران بحجز الناقلة ” “ستينا إيمبيروا Stena Impero” يوم ١٩/ ٧ اي بعد حوالي الاسبوعين من احتجاز الناقلة غريس ١ (Gace 1).
الإيرانيون رغم ردهم السريع ولكن هذا الرد يشوبه الحذر وذلك خوفا من إندلاع حربا ضدهم بسبب الناقلة التي ترفع العلم البريطاني والمحتجزة في ميناء بندر عباس (أو بالأصح مرسى بندر بهونار القريب) علما بأن طاقم الناقلة مؤلف من ٢٣ منهم ١٨ هنديا و ٣ روسيين و فليبنيا واخر لم تحدد جنسيته. ورغم الحجز فلقد سمحت طهران لروسيا بزيارة السفينة والاطمئنان على أفراد الطاقم الروسي.
والتساؤل المشروع هنا هل ارتكبت بريطانيا خطأ فادحا باحتجاز الناقلة الإيرانية وانها بذلك ظهرت بموقع الضعيف رغم أنها تملك ناقلة حربية “مونتروز” في بحر العرب والتي بقيت عاجزة عن الدفاع عن ناقلة النفط “ستينا ايمبيرو”.
من ناحية أخرى، ثم خطر كامن يقلق علماء البيئة من كارثة الانسكابات النفطية حال حدوث خطأ في الناقلة والذي له آثار كبيرة على البيئة البحرية.
إن النفط الخام يحتوي على هيدروكربونات حلقية بمركبات متعدده ومعقدة، والتي من الصعب جدا جمعها والتخلص منها وتستمر لسنوات في رسوبيات قيعان البحار. وأحيانا تطفو فوق سطح البحار والتي تحتاج إلى تقنيات عالية لجمعها.
التنوع الحيوي البحري الذي يتأثر باستمرار بالمركبات النفطية يمكن ان
يؤدي إلى تدمير التجمعات الحيوية و إلى إنتشار الأمراض المزمنة.