أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

اشكالية ضم الاغوار : بين إلغاء الاتفاقيات مع أسرائيل وقلة البدائل المطروحة…بقلم د.أمجد شهاب

أشكالية ضم الاغوار : بين إلغاء الاتفاقيات مع أسرائيل وقلة البدائل المطروحة.
بقلم الدكتور أمجد شهاب

د.امجد الشهاب -المنتصف
د.امجد الشهاب -المنتصف

صحيفة المنتصف

أصبح واضحا أن اغلبية الإسرائيليون يشعرون بالرضى عن حكومة الوحدة الوطنية التي تم توقيع اتفاقها يوم الاثنين الماضي بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس.
وحسب استطلاع أجراه معهد مدجام والذي نشر مساء البارحة الجمعة 24/4/2020, يؤكد ان 67% من الإسرائيليين يدعمون ويؤيدون أتفاق تشكيل الحكومة وخاصة مشروع ضم الاغوار والمستوطنات الموجودة بالضفة الغربية وهذه الاراضي التي ستضمها اسرائيل ستقضي نهائيا على فكرة التفاوض مع الفلسطينيين وأنشاء دولتهم.
ففكرة ضم الاغوار والمستوطنات الموجودة بالضفة الغربية لدولة الكيان تلقى ترحيب واسع واصبح تحقيقها مطلبا شعبيا لدى اغلبية المجتمع الاسرائيلي حتى لو كان ذلك على حساب المشروع الوطني وحقوق الفلسطينيين وانتهاك صارم للقانون الدولي وحقوق الانسان …الخ.

وتعتبر اتفاقيات اعلان المبادئ (اوسلو) بدون اي شك أسوء ما تم توقيعه في القرن العشرين على الاطلاق لاسباب عديدة من أهمها انها اضاعت كل تضحيات الشعب الفلسطيني على مدار مئة عام وخاصة انتفاضة الحجارة بدون اي نتائج تذكر على الارض بل بالعكس حولت مقدراته المالية والبشرية في خدمة المشروع الصهيوني.

وأصبحت فكرة الغاء والتخلص من الاتفاقيات الموقعة مع الطرف الاسرائيلي اصعب بكثير مما يتوقعه الناس العاديين فليس هناك اسهل من اطلاق التهديدات واصدار القرارات كمثال الفرنسي المشهور (ما اسهل الحديث وما أصعب التنفيذ) ا على أرض الواقع وخاصة مع مرور الوقت.
وأكبردليل على ذلك اعلان السلطة الفلسطينية والمجلس الوطني والمركزي وحركة فتح اكثر من مرة عن وقف العمل بجميع الاتفاقات ولكن لم ينفذ أي قرار على أرض الواقع وبالعكس زاد التنسيق وأخره التنسيق الطبي بالرغم من قرار الرئيس الامريكي الاخير اعلان القدس عاصمة اسرائيل .

ونستنج بان السلطة او منظمة التحرير غير قادرة على تنفيذ القرارات المتخذة بوقف العمل بالاتفاقيات وخاصة وقف التنسيق الامني مع الطرف الاسرائيلي رغم وجود اجماع لدى جميع اطياف الشعب الفلسطيني على ضرورة الرد على ارض الواقع.
وهذا الوضع شجع نتنياهو على المضي بخطوات مجنونة لتحقيق حلم اسرائيل بالسيطرة على باقي الاراضي الفلسطينية بشكل رسمي وتصفيىة قضيتهم.

وهنا يطرح سؤال ما هي البدائل المطروحة ؟ خاصة وان قرار الضم اصبح اكيدا ووشيكا ولن تستطيع محاولات السلطة بطلب الدعم السياسي من الدول العربية والاسلامية والغربية (الاوروبية) ولا من الامم المتحدة للضغط على اسرائيل وحثها على العدول عن مشروع الضم.

البدائل المطروحة قليلة ولكن يبقى السؤال ما امكانية القدرة والجديه بتطبيقها بالرغم من وجود قاعدة شعبية واسعة لقبولها. كالعودة الى منظمة التحرير وحل السلطة ,أي الرجوع الى نقطة البداية واحتمال تطبيق هذا الطرح من قبل الرئيس محمود عباس ضعيف جدا خاصة ان شريحة من المتنفذيين وكبار الموظفين بالسلطة يعتبرون انشائها مصلحة وطنية في طريق انشاء الدولة الفلسطينية العتيدة.
والطرح الثاني هو انهاء الانقسام مع حركة حماس والاتفاق معها على مشروع مقاومة لرد على مشروع الضم . وتطبيق هذا الطرح صعب جدا بسبب تداخل المصالح الحزبية بين الفصيلين ومنها اعادة هيكليه منظمة التحرير والانتخابات ووسائل المقاومة…الخ.

الطرح الثالث وهو أضعف الايمان بالقيام بإجراءات لأعاده هيكلة السلطة وتغير وظائفها وخاصة طريقة عمل الاجهزة الامنية واقتصارها على جهاز او اثنين فقط , وعمل اصلاحات واسعة للحد من استنزاف الموارد البشرية والمالية كوزارة الخارجية مثلا ,والاعتماد على نظرية اقتصاد المقاومة والتقشف تطبيق نظرية الواقعية الجديدة التي تبحث عن عناصر القوة ونظرية مساحة الحركة التي تتجسد بالتكيف مع معطيات الواقع الجديد بين الحركة والوقت. والاعتماد على الكفاءات المهنية لمواجهة مرحلة المخاض الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى