إضراب المعلمين: لن نتفرق وكلنا الوطن.. بقلم رلى السماعين
إضراب المعلمين: لن نتفرق وكلنا الوطن
رلى هاني السماعين
صحيفة المنتصف
كيف نعالج وضعنا الداخلي ونحن وكأننا في حربٍ مع أنفسنا! ما حدث يوم الخميس الماضي من أزمة مرورية غير مسبوقة في العاصمة كان سببه إضراب المعلمين. فتأملت الحدث: المعلم عرقل يوماً دراسياً كاملا لان لديه حقوق حقة يريدها ويريد من المسؤول أن يستجيب له كمواطن يتعب ويشقى ويبني أجيال للمستقبل. والحكومة غاضبة على الاسلوب الذي طرح فيه المعلم قضيته وباتت عامة. والعامة تدخلت ولعبت وسائل المواقع الافتراضية دورها في تحميل صور وتسجيل فيديوهات. ورأيت إبن الوطن، من أسود الوطن من الامن العام يقف مقابل المعلم الذي هو معلمه وخاله وعمه …. تلك الليلة لم أنم كثيرا وأنا أفكر كيف إنقسمنا ونحن بلد أعطينا للحوار معنى ومنحنى مختلفاً صدّرناه إلى العالم عندما أطلقنا في عام ٢٠٠٤ رسالة عمان. ومنذ ذلك الوقت ولفترة ليست بقصيرة ونحن نتكلم عن الحوار الذي بات معناه غائباً عن حياتنا ومن الواضح فعله أيضاً.
إذا إنقسمنا على ذواتنا فنينا. إذا غاب الضمير فنينا. إذا إنقسمنا سهُل التحكم بِنَا. إذا غاب الضمير مات الحق وضاع الامل.
أتسائل: هل سيأتي يوم تتوحد فيه صفوفنا من جديد ونتذكر هويتنا وبأن في وحدتنا تكمن قوتنا!
سطرت أحرفي هذه ظهر يوم الجمعة. هناك من يقول بأن المعلمين سيعملون إضراباً مماثلاً يوم الاحد وسوف ُتعلق الدراسة في المدارس مرة أخرى، فتذكرت حديثاً دار بيني وبين وإمرأة عراقية إلتقيتها في مناسبة ليست ببعيدة. كانت تجلس قربي، عرفتها من لهجتها. إلتفتُ اليها بفضول وفِي رأسي يدور سؤال واحد: هل أنت مقيمة في الاردن إقامة دائمة؟ أجابتني بالنفي وبأنها وزوجها ينتظران بشغف كبير أن تصلهم رسالة إلكترونية، إيميل، من UNHCR ( المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) تعملهم بأن دورهم قد حان إلى الهجرة إلى كندا. قلت لها: لتكن مشيئته في حياتكم. قالت: آمين. أشاحت بوجهها عني وأشرت بوجهي عنها وكلانا سرح في أفكاره المختلفة. واضح بأنها مشوشة الفكر، حزنت لما إستقر عليه حال جيراننا من العراقيين والسوريين وقبلهم الفلسطينين. فالسيدة وزوجها وإبنتها غير مستقرين وينتظرون إيميلاً كي يبدؤوا حياة جديدة في بلد بعيد بارد وغريب سيسمونه وطناً.
هل هذا ما نريده؟ أن نكون غير مستقرين ومشوشين عاطفياً وفكرياً؟
قناعتي بأنه لا يوجد مشكلة الا إذا أردنا لامرٍ ما أن يكون مشكلة. متاكدة بوجود قادة معلمين حكماء يأخذون على عاتقهم خطوة الحوار مع الحكومة. ومتأكدة بأن هناك في موقع المسؤولية من يريد الأفضل لمن يتعبون في بناء وتشكيل جيل المستقبل. متاكدة لاننا في أرض النخوة ونحن الشعب الذي صمدنا ووقفنا ضد تيارات التفرقة والتشويش.
لن ننقسم ولن نعطي مساحة أكبر للغضب لانه في لحظة ما كلنا عملنا لحاضر الاردن، ونعمل لمستقبلٍ آمن، كما عمل آبائنا لحاضرنا. لسنا أعداء بعضنا البعض وكلنا الوطن.
*كاتبة وباحثة مختصة في شؤون الحوار بين أتباع الاديان
بوركتي لهذا المقال الطيب كاتبتها الطيبة، لكن ما أرغب ان اقوله المعلمون فتحوا باب الحوار لمدة خمس سنوات، ولم يتم الاستجابه لهم ولا لحوارهم، هل هناك حلول أخرى مقترحة؟