أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

حاتم الكسواني يكتب….المذيع ضياء سالم

المذيع ضياء سالم … بقلم حاتم الكسواني

المذيع الاردني ضياء سالم /المنتصف
المذيع الاردني ضياء سالم /المنتصف

صحيفة المنتصف

المذيع ضياء سالم … حاتم الكسواني
الأسبوع الماضي إلتقيت بقريب للمذيع ضياء سالم قطيشات الذي ذكرني به وبسيرته العطرة .
فضياء رجل تقطر مواقفه وسلوكياته رجولة وإلتزام وهو يشكل حالة بين مذيعي الإذاعة الأردنية فهو الوحيد الذي قرأ خبر نجاحه في الثانوية العامة بنفسه حين كانت النتائج تعلن عبر أثير الإذاعة قبل عصرالتكنولوجيا الألكترونية حيث كان قد إلتحق بدار الإذاعة كمذيع قبل إعلان نتائج الثانوية العامة ثم إلتحق بكلية الهندسة الزراعية بجامعة بغداد ليعود بعدها لإستكمال مسيرته كمذيع وإعلامي ومترجم .
وضياء مذيع واثق بنفسه يمتلك ناصية اللغة و لا يهزه المايكرفون، وهو ذو صوت عريض مميز.، ولطالما تمازح مع المذيعة الراحلة هدى السادات عندما كانت تقول له بأن رجلا أعمى عرفها من صوتها فكان يرد عليها وانا عرفني الأطرش من صوتي ثم يدخلان في حالة من الضحك المتواصل.
بدأ ضياء مسيرته الإذاعية بإعداد وقراءة نشرة أسعار الخضار اليومية الصادرة عن وزارة التموين ثم تنقل سريعا لتقديم برامج رئيسة في الإذاعة والتلفزيون وتبوء مراكز قيادية حيث كان في الفترة التي إلتحقت بها بالإذاعة رئيسا لقسم التنسيق والخدمات البرامجية.
لضياء مواقف مشرفة وداعمة لي شخصيا، فعند إلتحاقي بالإذاعة ألحقت بقسم الإرشيف الإخباري وكنت امر يوميا على مكتبه لأخذ خريطة البرنامج الإذاعي اليومية “log shiet” لصحيفة الدستور حيث كنت متعاونا مع صفحة إستراحة الدستور التي كان يشرف عليها المرحوم موسى عبد السلام.
وعند مناقشة واحدة من الدورات البرامجية للإذاعة أدرج برنامج تحت عنوان “كل العلوم” وأختير له معد مدفوع الأجر من خارج الإذاعة فما كان من ضياء سالم إلا أن قام بتذكير لجنة البرامج بي قائلا : لدينا موظف جديد ويحمل درجة البكالوريوس في الإعلام بقسم الإرشيف فلما لا نكلفه بالبرنامج المذكور، وفعلا كان برنامج كل العلوم اول إطلالة إعلامية لي حيث كلفت بإعداده بينما كلف الزميل نشأت سلايطه بتقديمه.
ولم تمضي أشهر حتى إستدعاني ضياء سالم طالبا مني أن أكون ضمن فريقه لإعداد وتقديم برنامج البث المباشر وهو البرنامج الأول للإذاعة الأردنية… كان ومازال.
برنامج البث المباشر في تلك الدورة التي شاركت فيها مع ضياء سالم برفقة الزميلين زياد فريج ورافع صلاح كان مختلفا تماما حيث قام بتنفيذ حينها ثلاث فرق حيث كان كل فريق يقوم بتنفيذ البرنامج لمدة شهر ثم يتيح المجال للفريق الذي يليه..
– الفريق الأول كان بقيادة وإشراف الأستاذ المرحوم جبر حجات.
– الفريق الثاني بقيادة وتنفيذ الأستاذ المرحوم محمد الخشمان.
– الفريق الثالث بقيادة وإشراف ضياء سالم.
كان ضياء منافسا شرسا فهو يعمل بهمة عالية باحثا عن الحداثة والتجديد في العمل الإذاعي ومن أجل ذلك إختار فريقه من الشباب حديثي العهد بالعمل الإذاعي وكان حريصا على تضمين برنامجه فقرات جديدة في كل مرة نعود فيها للبرنامج ناهيك عن إحتفاظه بمجموعة من المعزوفات الموسيقية والأغنيات الجديدة التي كان يحرص على العودة بها لدورنا في إعداد وتقديم البرنامج مفاجئا بها جمهور المستمعين والفريقين المنافسين .
بقى ان اذكر موقفا لم أنساه أثناء عملي تحت قيادة ضياء سالم.
حيث أن ضياء سالم كان قد كلفني بكتابة مادة النصف ساعة الأولى وهي فترة منوعة تعتمد على الفقرات الخفيفة والأغنيات فقد لاحت لي الفرصة ان اخص خطيبتي بيوم عيد ميلادها بأغنية عبد الحليم حافظ ” عقبالك يوم ميلادك” فاخترت فقرة تقول بان الكاتب الإنجليزي سومرست موم قال بأنه ماكان يستطيع أن يكون كاتبا مشهورا دون الهدايا التي كان يقدمها له والده والتي تمثلت بمجموعة من الكتب في كل عيد من أعياد ميلاده.
وقبل يوم من البث قال لي ضياء أرني ماكتبت من فقرات، فقدمتها له، واعجبته فقرة سومرست موم إلا انه إعترض على الأغنية وقال هذه الفقرة تناسبها أغنية فيروز “لمين الهدية” وحاولت عبثا إقناعه بمناسبة أغنية عبد الحليم إلى أن إضطررت مصارحته قائلا له : خلص ابو الليث مشيها.. صرنا واعدينها… فضحك ضحكته الجميلة المجلجلة قائلا : لمين الهدية وروح إشتريلها هدية.
كان هذا ضياء سالم.
ولكن لم استسلم فبعد 25 عاما كنت اعد وأقدم برنامج” لمه من بعد غياب” وكنت قدجمعت في حلقتي بعض أبناء جبل عمان الذين فرقتهم الأيام وكان بينهم مطربا يعمل في بيت شقير وتصادف يوم الحلقة يوم ميلاد زوجتي فذكرت لهم وللمستمعين قصتي مع ضياء سالم وعزفنا على العود عقبالك يوم ميلادك وغنينا جماعيا ومزجنا مع أغنية عبد الحليم من الأستوديو وكان جوا إحتفاليا ولا أروع لنا وللمستمعين.
متعك الله بالصحة والعافية ياضياء فقد كنت عنوانا للرجولة وصاحب كلمة لاتتراجع عنها فمواقفك معروفة وتروى في ذكريات الإذاعيين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no