أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

العاهل الاردني متفائل بمستقبل المنطقه وامكانية تحقيق السلام

العاهل الاردني متفائل بمستقبل المنطقه وامكانية تحقيق السلام…بقلم المحامي راجح ابو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف

في اعقاب تسلمه جائزة رجل الدولة الباحث لعام 2019 من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى مساء يوم الخميس قبل الماضي تحدث العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في جلسة حوار ادارها المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف عن مجمل التطورات في منطقة الشرق الاوسط وخطر الارهاب والتطرف وجهود تحقيق السلام في المنطقة .
وقد جاء حديث العاهل الاردني شاملا وجامعا ومحللا للاوضاع في منطقة الشرق الاوسط التي تشهدها حالة من عدم الاستقرار منذ اكثر من ثمانية اعوام جراء ما عرف بالربيع العربي الذي عصف بالعديد من الدول العربية والذي تجدد اليوم في لبنان والعراق والجزائر حيث تشهد هذه الدول الثلاث حالة من عدم الاستقرار تتمثل في المظاهرات الاحتجاجية التي تملؤ شوارع تلك البلدان رفضا للاوضاع المعيشية القاسية التي تعيشها تلك الدول حيث الفقر والفساد والبطالة .
وفي ذات الاطار فان عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ما زالت في مرحلة الجمود منذ عام 2014 اي منذ اكثر من خمسة اعوام جراء التعنت الاسرائيلي خاصة من جهة مواقف رئيس حكومه اسرائيل الانتقاليه الحاليه الذي يتراس حكومه هي الاكثر يمينيه في تاريخ الحكومه الاسرائيليه منذ قيام اسرائيل في عام 1948 .
وفي حديث العاهل الاردني عن جمود عملية السلام توقف طويلا عند العلاقات الاردنية الاسرائيلية حيث قال بصراحته المعهودة ان العلاقات الاردنية الاسرائيلية في اسوأ حالاتها وارجع جزءا من اسباب سوء هذه العلاقات الى قضايا داخلية اسرائيلية واعرب عن امله في ان تتمكن اسرائيل من تحديد مستقبلها سواء في الاسابيع او الاشهر القادمة واضاف قائلا انه من المهم لنا جميعا واقول هذا لاصدقائنا في الولايات المتحدة اعادة تركيز جهودنا على جمع مختلف الاطراف على طاولة المفاوضات والنظر الى الجزء الممتلىء من الكأس .
ولا شك ان هناك اجماعا عربيا تمثل في مبادرة السلام العربية التي اصدرتها قمة بيروت العربية عام 2002 على ان السلام هو خيار العرب الاستراتيجي ويتم التوصل اليه من خلال مفاوضات جادة تجري في اطار زمني محدد وتكون مرجعيتها قرارا مجلس الامن والامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان ومبادرة السلام العربية واتفاق اوسلو لعام 1993 .
وقد دخل الجانب الفلسطيني خلال الاعوام التي اعقبت توقيع اتفاق اوسلو وحتى العام
2014 مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي وكان الجانب الفلسطيني يرى في هذه المفاوضات الوسيلة لتحقيق سلام عادل وشامل يتمثل في قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا في الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس الشرقية وذلك ضمن حدود الرابع من حزيران من عام 1967 .
ولكن الجانب الاسرائيلي وخاصة نتنياهو اراد تحويل تلك المفاوضات الى هدف بحد ذاته وليس الى سبيل لتحقيق السلام العادل المنشود . اراد تلك المفاوضات ان تكون غطاء للاستمرار في محاولاته فرض سياسة الامر الواقع من خلال اقامة المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات القائمة سويا الى جعل اقامة الدولة الفلسطينية امرا غير قابل للتطبيق على الارض حيث رفض نتنياهو كل الدعوات لوقف الاستيطان او حتى تجميده .
وردا على سؤال في الجلسة الحوارية حول ما اذا ما كان حل الدولتين ما زال قائما قال العاهل الاردني انه سؤال مهم جدا هل وصلنا لى نقطة اللا عودة وما هو البديل ؟ واجاب جلالته قائلا اعتقد ان النساء والرجال الصالحين بامكانهم اعادة الزخم بالاتجاه الصحيح ولكن انها فرصتنا الاخيرة فمع مرور كل عام يزداد الامر تعقيدا وتزداد الامور صعوبه على الفلسطينيين ولاسرائيليين للمضي قدما معا ولا شك ان الذي زاد الامور
صعوبه هو الموقف الامريكي المنحاز تماما الى الجانب الاسرائيلي حيث ان الرئيس ترامب منذ اللحظه الاولى لدخوله البيت الابيض وخلال لقائه الاول في واشنطن مع نتنياهو في منتصف شهر شباط من عام 2017 اعلن تخليه عن حل الدولتين وبذلك نسف احدى اهم اسس عمليه السلام التي عمادها حل الدولتين ثم زاد الطين بله باتخاذ مزيد من القرارات التي اخرجت الولايات المتحده من وسيط نزيه في عمليه السلام من ذلك اعترافه ضم اسرائيل القدس ونقل سفارته من تل ابيب الى المدينه المقدسه واغلاق ملف اللاجئين وسعيه
الى وقف اعمال وكاله الغوث الدوليه الاونروا واخيرا اعلان وزير خارجيته بومبيو ان الاستيطان في الضفه الغربيه شرعي .
وكل هذه القرارات من اداره ترامب شجعت نتنياهو وحكومته اليمينيه على رفض الاعتراف
بالحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في اقامه دولته المستقله ورفض الاعتراف بالقدس الشرقيه عاصمة لتلك الدولة واخيرا اعلان نتنياهو اعتزامه ضم منطقة الاغوار الى اسرائيل وكل هذه القرارات اصابت عملية السلام في مقتل !!
وفي حديثه عن مستقبل اسرائيل قال العاهل الاردني في جلسة الحوار في واشنطن ان مستقبل اسرائيل هو ان تكون جزءا من الشرق الاوسط والمشكلة في ذلك ان لن يحصل بالكامل اذا لم نقم بحل القضية الفلسطينية فاذا لم نقم بذلك الحل فاننا لن نصل الى الدمج الكامل الذي نصبو اليه جميعا
وبذلك يؤكد جلالته ان لا سلام في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية فحل القضية هو مفتاح السلام وهو الوصفة الوحيدة لانهاء الصراع المستمر منذ اكثر من قرن من الزمان اذ انه يفتح صفحة جديدة من الازدهار والتعاون بين شعوب المنطقة
واشار الملك عبد الله الثاني في الحوار في معهد واشنطن الى ان الفلسطينيين والاسرائيلين يرغبون في السلام حيث قال لو سألت الفلسطينين والاسرائيليين لو قدمنا لكم السلام فانهم سيصوتون للسلام ودعا قادة المنطقة الى الايمان بشعوبهم حيث قال امنو بشعوبكم فهم يريدون فعل الصواب ولكن اعطوهم الفرصة ليقوموا بذلك واضاف جلالته قائلا تأكدوا ان هناك جيلا من الشباب في منطقتنا يريد مواصلة حياته سواء اكان اردنيا او فلسطينيا او اسرائيليا اويمنيا او ايرانيا يريد ان يجد فرص عمل والاستقرار مع اسرة والمضي قدما الى الامام .
والواقع ان العاهل الاردني من خلال نظرته الثاقبة الى مستقبل شعوب المنطقة يرى انه يجب التركيز على جيل الشباب باعتبارهم قادة المستقبل وامل تلك الشعوب في مستقبل افضل خاصة وان الشباب يشكلون نسبة كبيرة بين شعوب المنطقة ومن هنا جاءت دعوة جلالته الى اعطاء الشباب الامل في المستقبل من خلال ايجاد فرص عمل لهم كسبيل الى الاستقرار وتكوين اسر لهم والسير قدما الى الامام نحو مستقبل زاهر بدلا من تجاهلهم حيث ان من شأن ذلك جعلهم فريسة سهلة في حبائل التنظيمات الارهابية اذ ان الفقر والبطالة هو التربة الخصبة للارهابيين لاستقطاب الشباب وتجنيدهم في العمليات الارهابية ولذلك قال جلالته امنحو الشباب محبتكم واهتمامكم فهم سيجعلون العالم مكانا افضل اذا ما اعطيناهم الفرصة .
واشار العاهل الاردني الى انه لا يمكن تحقيق السلام دون دعم الولايات المتحدة وقال اننا جميعا بحاجة الى الدور الامريكي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين ولاسرائيليين ولكن قال في ذات الوقت ان السلام الاردني الاسرائيلي تم انجازه دون الاميركيين وذلك لان الاردنيين والاسرائيليين كان لديهم الثقة المتبادلة لصنع هذا السلام واشار في هذا السياق الى ان والده الراحل الملك الحسين بن طلال ورئيس الوزراء الراحل اسحق رابين كافحا معا لتحقيق السلام الاردني الفلسطيني وبذلك فتحا باب الامل امام الاردنيين والفلسطينيين والاسرائيلين واخرين لتحقيق السلام واعرب عن امانيه في ان يعود الفلسطينيون والاسرائيليون خلال الشهرين او الثلاثة اشهر القادمة للحديث معا وقال جلالته انه متفائل بالمستقبل فحين نتطلع الى النصف الممتلىء من الكأس ندرك ان الناس تود ان تمطي قدما في حياتها ونحن احيانا ننسى ذلك كثيرا واضاف جلالته قائلا على الرغم من ان المنطقة تبدو مليئة بالتحديات لكن انا متفائل وسنمضي نحو المستقبل واستمد هذا التفاؤل ليس فقط من عائلتي بل من الشباب والشابات في الاردن الذين يملكون الطموح للعمل نحو حياة افضل فالاردن جزء من الشرق الاوسط والشباب يودون المضي قدما الى الامام والعيش معا لبناء عالم افضل لهم وهذا ما يمنحنا الطاقة للاستمرار بالمضي قدما .
وتحدث جلالة العاهل الاردني عن خطر الارهاب الذي يمثله داعش وغيره من التكفيريين وقال انهم يشكلون تحديا للعالم كله ودعا الى مواجهة الارهاب والارهابيين على مستوى العالم اجمع .
وهكذا جاء حديث العاهل الاردني شاملا وجامعا ومانعا وصف الداء ووضع الدواء ورمى الكرة في الملعب الاسرائيلي حيث اشار الى نية العرب عامة والاردنيين والفلسطينيين خاصة في تحقيق السلام العادل والشامل الذي يفتح الامال بمستقبل افضل للاجيال القادمة وخاصة جيل الشباب ولذا فان جلالته استحق عن جدارة جائزة رجل الدولة الباحث لعام 2019 . والله لموفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى