أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
فلسطينمقالات

العلاقات الفلسطينية الكويتية في ازهى مراحلها..بقلم المحامي راجح ابو عصب

على ضوء تعيين سفير غير مقيم للكويت في فلسطين

العلاقات الفلسطينية الكويتية في ازهى مراحلها
المحامي راجح ابو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف 

قرار امير دوله الكويت الشقيقة الاسبوع الماضي بتعيين سفير غير مقيم لدولة الكويت في فلسطين يؤكد متانة العلاقة بين الكويت والسلطة الفلسطينية وكذلك يشير الى العلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والكويتي .
وق صدر المرسوم الاميري الكويتي يوم الثلاثاء قبل الماضي بتعيين سفير الكويت لدى المملكة الاردنية الهاشمية عزيز الريحاني بالاضافة الى عملة سفير غير مقيم لدى فلسطين وبذلك يعد السفير عزيز الريحاني اول سفير كويتي لدى السلطة الفلسطينية.
وقد جاء القرار الكويتي الخاص بتعيين سفير لدى السلطة الفلسطينية غداة مباحثات اجراها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع امير الكويت صباح الاحمد الصباح في الكويت حيث تناول الزعيمان كما ذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا تطورات القضية الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران من عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين .
ولا شك ان القرار الكويتي الذي جاء غداة المباحثات بين العاهل الاردني وامير الكويت يؤكد مجددا ان العاهل الادني يعتبر القضية الفلسطينية قضية الاردن الاولى بعد ان لم تعد قضية العرب الاولى حيث ان دولا عربية عديدة اخذت تتجاوز هذه القضية وتتجاوز ايضا مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 والتي تنص على ان القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى وانه لا سلام في المنطقة بدون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وذلك وفق مبدأ حل الدولتين وهكذا يظل الاردن الشقيق المدافع الاول عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وذلك كشرط اساسي لاحلال السلام العادل والشامل في المنطقة كما ان العاهل الاردني ما زال متمسكا بالثوابت العربيه وبقرارات القمم العربية الخاصة بشروط تحقيق ا لسلام .
وتعد دولة الكويت الشقيقة من ابرز المدافعين عن القضية الفلسطينية وقد فتحت ابوابها واسعة امام ابناء الشعب الفلسطيني للعمل لديها وقد بدأت العلاقات الفلسطينية الكويتية منذ زمن طويل ففي عام 1936 توجهت بعثة من معلمين فلسطينيين للعمل في مدارس الكويت وتعليم ابناء الكويت الاشقاء حيث ان المعلمين الفلسطينيين مشهود لهم بالكفاءة الواسعة في التعليم وكذلك مشهود لهم بالاخلاص الشديد في العمل ولهذا تتابع وصول الفلسطينيين الى الكويت باعداد كبيرة من دولة الكويت وشعبها الشقيق حيث وفرت لهم دولة الكويت فرص العمل الواسعة والعيش المستقر في اجواء من الحرية والاحترام .
واجواء الحرية التي فتحتها دولة الكويت لابناء فلسطين المقيمين والعاملين فيها سمحت بتأسيس حركة فتح على ارض الكويت في نهاية الخمسينات من القرن العشرين الماضي عندما وصل ياسر عرفات وابو جهاد الى الكويت في عام 1958 حيث بدأ في عام 1959 صدور جريدة فلسطيننا في تشرين الاول من عام 1959 .
ولم يتوقف الدعم الكويتي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على استضافة الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني وفتح المجال واسعا امامهم للعمل في كافة المجالات ولا على التأييد للقضية الفلسطينية في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بل ان الكويت الشقيق قدم دعما ماليا كبيرا لمؤسسات فلسطينية خاصة في مدينة القدس فقد كان الدعم ماليا كبيرا لمؤسسات فلسطينية خاصة في مدينة القدس فقد كان الدعم المالي الكويتي هو الذي وضع اللبنة الاولى لانشاء جامعة القدس في بلدة ابوديس وذلك من خلال تأسيس مجلس امناء المعهد العربي الكويتي في القدس عام 1958 وذلك بجهود امير الكويت المغفور له باذن الله تعالى سمو الشيخ صباح السالم الصباح ومن رحم المعهد العربي ولدت جامعة القدس التي اصبحت صرحا علميا في مدينة القدس .
ويشار الى ان وضع حجر الاساس للمعهد العربي الكويتي جرى خلال احتفال جرى في شهر اذار من عام 1966 تحت رعاية الامير الشيخ صباح السالم الصباح والعاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهما الطاهر وفي عام 1979 احتفل بافتتاح كلية العلوم والتكنولوجيا بتمويل من دولة الكويت الشقيقة والتي كانت نواة تأسيس جامعة القدس وبفضل الدعم المالي الكويتي اتسعت جامعة القدس حيث اصبحت 15 كلية و29 مركزا ومعهدا كما ساهمت الكويت ماليا في انشاء مستشفى المقا صد .
وفي اطار الدعم المالي الكويتي للشعب الفلسطيني فقد قدمت دولة الكويت منحة مالية بقيمة 200 مليون دولار لاعادة اعمار قطاعات واسعة ورئيسية في قطاع غزة ومن ضمنها مشاريع البنية التحتية التي خصص لها مبلغ 35 مليون دولار وفي ذات السياق فان الكويت قدمت في شهر تشرين الثاني من عام 2018 دعما ماليا لموازنة السلطة الفلسطينية بقيمة خمسين مليون دولار .
من كل ما سبق يتبين ان الكويت الشقيق يعد من اكثر الدول العربية والاسلامية ارتباطا بالشعب الفلسطيني وذلك اضافة الى ان الاردن الشقيق ومصر والعربية السعودية . ويذكر التاريخ ان اول بعثة فلسطينية وصلت الى الكويت في عام 1922 وضمت عددا من رجال الدين وذلك من اجل جمع تبرعات لترميم المسجد الاقصى المبارك وهذا يؤكد ان الكويت كانت وما زالت حضنا دافئا وعطوفا لابناء الشعب الفلسطيني ولذلك لم يكن الفلسطينيون في الكويت يشعرون انهم غرباء لانهم كانوا محل ترحيب واسع من امير البلاد ومن ابناء الشعب الكويتي الشقيق حيث فتحت دولة الكويت كافة مجالات العمل امامهم وكانت الكويت اول دولة عربية تسمح للفلسطينيين باجراء انتخابات لاختيار اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني على اراضيها وكذلك كانت اول دولة عربية اصدرت قانونا يسمح باستقطاع خمسة في المئة من رواتب موظفي الدولة لصالح الصندوق القومي الفلسطيني .كما فتح الكويت الشقيق لابناء الشعب الفلسطيني المقيمين على ارضه لممارسة الانشطة الثقافية والفنية والرياضية وقد برزت اسماء لامعة لرياضيين وفنانين فلسطينيين تخرجوا من دولة الكويت اضافة الى العديد من الاعلاميين الفلسطينيين ومن بين اولئك الاعلام الفلسطينيين الذين انطلقت شهرتهم من الكويت الاديب والكاتب غسان كنفاني والرسام الفلسطيني الاشهر ناجي العلي صاحب شخصية حنظلة التي ابتدعها خلال عمله في الكويت ولا بد من الاشارة هنا الى ان الملكة رانيا العبد الله عقيلة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امضت طفولتها في الكويت وقالت جلالتها ان للكويت مكانة خاصة في قلبي .
ولا بد من الاشارة هنا بمواقف االكويت في المحافل الدولية خاصة في مجلس الامن عندما كانت عضوا غير دائم فيه حيث دافعت بشدة عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينيه .
والامر المؤسف في العلاقة الفلسطينية الكويتية هو ما شاب هذه العلاقة اثناء الغزو العراقي الكويتي عام 1991 حيث وقفت القيادة الفلسطينية انذاك الى جانب الرئيس العراقي صدام حسين ما الم الشعب الكويتي الشقيق وامير البلاد وكان ذلك موقفا خاطئا ادى الى مغادرة 200 الف فلسطيني من بين قرابة نصف مليون كانوا يقيمون في الكويت وطنهم الثاني الكويت وقد اثار هذا الموقف من القيادة الفلسطينية المؤيد لصدام حسين الاما كبيرة وجرحا واسعا وغائرا لدى الكويت اميرا وشعبا وقد استطاع الرئيس محمود عباس تجاوز هذه المرحلة القاسية في العلاقات بين الشعبين حيث قدم اعتذارا رسميا للاشقاء الكويتيين عن ذلك الموقف وذلك في عام 2004 وقد تسامى الاخوة الكويتيين فوق ذلك الجرح والالم حيث اعادوا فتح السفارة الفلسطينية في الكويت عام 2012 وهكذا عادت العلاقات الاخوية الوثيقة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين اقوى من السابق , والله الموفق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى