أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

تقييم التعليم… بقلم بشرى سليمان عربيات

تقييم التعليم
بقلم : بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف
في أزمة كورونا، بدأت تجربة التدريس عن بُعد سواءً من خلال إطلاق منصات شارك فيها العديد من الشركات – الربحية – الخاصة، والتي تبدو للوهلةِ الأولى أنها تقوم بمسؤوليتها الإجتماعية تجاه أبنائنا الطلبة، ولكنها في ذات الوقت تسعى للإنتشار في مساحات الوطن المختلفة، وقامت باستخدام أساليب دعائية – غير مباشرة – للأساتذة العاملين معها، إذ قام – على سبيل المثال – خمسة أساتذة في شرح مادة الحث الكهرومغناطيسي في مبحث الفيزياء، وبالطبع كل أستاذ له أسلوبه الخاص، فكما يقال : لكل شيخ طريقة!! وهذا الأمر يؤثرُ سلباً على الطلبة وعلى مخرجات العملية التعليمية.
لن أخوض طويلاً في هذا الموضوع، ولكن الأهم من ذلك هو ابتعاد معظم الأساتذة التابعين لتلك الشركات عن الكتاب المدرسي، فبدلاً أن يشيروا للطلبة إلى صفحة داخل الكتاب، فإنهم يشيرون إلى صفحة داخل الدوسيهات التجارية والتي يدَّعي البعض أنه قام بتأليفها، وما هي إلاّ مجرد تجميع وترقيع من الكتاب المدرسي ومن أسئلة سنوات سابقة، ومن هنا إذا أردنا تقييم التجربة بشكل منطقي وبمستوى عالي من الأمانة والمهنية، فإنه لا فضل لهؤلاء على الطلبة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن.
أضف إلى ذلك – ومن خلال ملاحظات عديدة من الطلبة وأولياء الأمور – فإن المادة العلمية تعطى بشكل مكثف ولا يتم إعادتها على المنصات المطروحة، الأمر الذي يؤدي إلى عدم إيصال بعض المفاهيم بالطريقة الصحيحة، إضافةً إلى إرباك الطلبة خلال أزمة كورونا، وكأن وزارة التربية والتعليم موافقة على استغلال تلك الشركات للطلبة فور عودتهم إلى مقاعد الدراسة – وربما قبل ذلك -، حيث تمكنت معظم الشركات من الوصول إلى قاعدة بيانات الطلبة على تلك المنصات، ومن هنا تبدأ خطورة مساهمة تلك الشركات في العمل من خلال وزارة التربية والتعليم. لا شك أن الأزمة كانت مفاجأة للجميع، ولكن هناك الكثير من الخبرات التربوية من أبناء الوزارة كانوا على أتم إستعداد للعمل في هذه الفترة – طالما أن البث على شاشة التلفزيون الأردني.
ومما يقلق أيضاً فكرة التقييم عن بعد، والتي لم ولن تكون عادلة بين الطلبة لأسباب عديدة، أهمها إمكانية الغش وإمكانية إستغلال البعض للطلبة وأولياء أمورهم مادياً من أجل الحصول على علامة متميزة.
على الجانب الآخر، قامت بعض المدارس الخاصة باستخدام مواقع التواصل الإجتماعي لتمرير معلومات للطلبة، وأقول ( تمرير ) وليس تعليم، لأنها كانت مجرد أوراق مكتوب عليها بعض الأمثلة والتعريفات، يتخللها ألفاظ غير تربوية ولم يستفيد هؤلاء الطلبة من ذلك، والأمر الأسوأ أنه تم تقييم الطلبة – عن بعد – في ساعات متأخرة وضمن شروط تمكِّن الطالب من اللجوء لأي شخص لمساعدته في حل الإمتحان.
لا ننكر أنها تجربة، ولكن لا بد من تقييمها بشكل موضوعيّ ومحايد، ولا داعي لأن نعلن أننا نجحنا، لأن مقياس النجاح والفشل يعتمد بالدرجة الأولى على مخرجات التجربة، فكما يقال أن المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة. وتقييم أي تجربة جديدة يحتاج إلى وقت، ويحتاج إلى سماع آراء الآخرين، وليس فقط آراء القائمين على هذه التجربة، يحتاج إلى معرفة الأثر العلمي والنفسي على الطلبة الذين تعرضوا لضغط نفسي نتيجة الأزمة، ناهيك عن عدم توفر الأجهزة والإنترنت للكثير منهم، إضافةً إلى الأثر الصحي عليهم نتيجة استخدام الهواتف الذكية للدخول على أي موقع – حتى التلفزيون -، الأمر الذي يؤثر على البصر والتركيز والعمود الفقري. كل هذه الأمور يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار قبل إعلان نتيجة التجربة.
أحياناً يكون التقييم أليم، لكنه بالتأكيد يؤدي إلى نتائج مرضية. واستمرار التقييم يؤدي إلى مخرجات صحيحة.
وللحديث بقية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no