أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

“تجهيل الجيل” بقلم: بشرى سليمان عربيات

تجهيل الجيل
بقلم: بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف
كثيرةٌ هي الأسباب التي تدفعني لكتابة هذا المقال، ولكن أريد توضيح بعض هذه الأسباب والتي بدأت تطفو على السطح في المجتمع بعد غياب الطلبة أكثر من ثلاثة أشهر عن المدارس، وتزامن مع ذلك بدء العطلة الصيفية.
ومن أهم هذه الأسباب السلوكيات التي نشاهدها في الشوارع من فئة الطلبة في المرحلة الأساسية الدنيا والعليا، إذ قام كثير من أولياء الأمور بإطلاق سراحهم بعد انتهاء حظر التجول دون رقابة أو توجيه، وفي المقابل غاب دور وزارة التربية والتعليم في فتح الأنشطة الصيفية بسبب أزمة كورونا، الأمر الذي دفع بهؤلاء الطلبة إلى الشارع، وما أدراك ماذا سينهلون من الأزقة والشوارع!
لقد انتهت قبل أيام فترة إمتحانات هذه الفئة، والتي كان من المقرر عقدها على منصة درسك، ولو سألت أحدهم –على سبيل الفضول– كيف كانت تلك الإمتحانات وكيف كان أداؤهم، لسمعت إجابة شبه مكررة ” لستُ من تقدم للإمتحان”! وقد توقعتً ذلك منذ اللقاء الأول معي خلال هذه الأزمة على إحدى القنوات الفضائية.
وفي كل يوم يزداد يقيني بأنه قد وقع ظلم كبير على هؤلاء الطلبة بسبب التعليم عن بعد، الأمر الذي أدَّى بهم للبعد عن التعليم.ذلك لأن المشكلة لا تكمن فقط في التقييم الإلكتروني، بل إن أساس المشكلة أنه لا يوجد إرتباط معنوي بين الطلبة والمعلمين، ولا شك في أن إضراب المعلمين في بداية العام الدراسي الذي مضى كان له أثراً كبيراً على هذه العلاقة بين المعلم المربي والتلميذ، هذه العلاقة التي جعلت من الطلبة يفكرون بتهديد مصيرهم في حال لم يحصل المعلم على العلاوة! ناهيك عن سنوات عديدة مضت على هذا الجيل من ضعف الإرتباط النفسي والروحي بالمدرسة والمعلم.
لقد وصلنا إلى زمن نفتقر فيه للمعلم الأب القدوة، ونفتقر فيه إلى المعلمة الأم، وجاء التعليم عن بُعد ليزيد من تلك الفجوة ما بين المعلم والطالب، ودليل ذلك ما نسمعه منهم أنهم فرحين بالعطلة المبكرة نتيجة كورونا، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
من هنا يجب علينا كتربويين تقييم الوضع الذي يمرُّ به هذا الجيل، تقييم لا يظلمهم، فقد تعرضوا للظلم بما فيه الكفاية نتيجة الأزمة، حتى لو كانت هناك بعض الجهود المتواضعة، ولكنها لا شك لم تستطع أن تحقق الأمان العلمي لهؤلاء الطلبة، بل ربما كان لها آثاراً سلبية، سوف نشاهد ونسمع عنها في قادم الأيام.
لربما أنقذت تلك الجهود بعض طلبة الثانوية العامة، ولكنها أيضاً ساهمت في دفع هؤلاء الطلبة لمناقشة أبسط الأمور عبر منصات التواصل الإجتماعي حول أسئلة إمتحان الثانوية العامة، وأصبحوا يطالبون الوزارة بأسئلة ضمن شروط معينة بعدما تعرضوا للإمتحان التجريبي على المنصة. الأمر الذي يشير إلى خطورة الموقف، والدفع بهذا الجيل نحو المزيد من التجهيل.
وللحديث بقية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no