أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

توجيهي” SAT ” بدون مقدمات بقلم… بشرى عربيات

توجيهي SAT ، بدون مقدمات
بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف

رافقت أزمة كورونا عدة قرارات فيما يتعلق بالتعليم بشكلٍ عام، سواءً كان تعليماً عن بُعد أو عن قرب، وتركزت قرارات وزارة التربية والتعليم – كما هو معتاد – على المرحلة الثانوية وخصوصاً الثانوية العامة، أو ما يسمى بالتوجيهي. وقد كانت قرارات وزارة التربية والتعليم تتأرجح، حتى استقرت – وقبل الإمتحانات العامة بأسبوع – على أن تكون الأسئلة موضوعية من نوع الإختيار من متعدد، كما أنها أشارت إلى نموذج الصح والخطأ، والتي خلَت منها إمتحانات الثانوية العامة.
واليوم نرى المجتمع بأكمله يترقب نتائج هذا الإمتحان، خصوصاً في حالة الصمت التربوي الذي لم نعهده من وزارة التربية والتعليم، ونحن كتربويين نتوقع نتائج مذهلة كما هي في العام الدراسي الماضي وربما أعلى من ذلك ، حيث حصل الأول على الثانوية العامة – الفرع العلمي – في العام الماضي على معدل مائة، الأمر الذي لم نشهده منذ عقود، ناهيك عن الأعداد الكبيرة للطلبة الحاصلين على معدلات فوق التسعين. لستُ ضد التفوق ولكني قرأت المشهد يومها بأن الهدف كان إنجاح تجربة العام الواحد وأن لا يتم تقديم الإمتحان على فصلين، وهذا ما حدث! حيث سكت الناس عن إعتراضهم على الفصل الدراسي الواحد مقابل إرضاءهم أو ترضيتهم بنتائج لا يقبلها العقل ولا المنطق.
غداً السبت سوف يتم إعلان نتائج الثانوية العامة لهذا العام 2020، ويبدو أن النتائج ستكون مرتفعة بحيث تفوق كل التوقعات، إذ لا توجد حجة للتربويين المتابعين للشأن التربوي للإعتراض على معدل المائة هذا العام، ذلك لأن طبيعة الأسئلة تغيرت وصارت من نوع الإختيار من متعدد، وهذا يذكرني بأحد البرامج الدولية وهو SAT ، إذ أن جميع الأسئلة في المرحلة الأولى SAT 1 من نوع الإختيار من متعدد، ولكن الفرق بين الثانوية العامة وهذا البرنامج أنه لا توجد نسبة في معدل الطالب من علاماته المدرسية، ولربما نشهد ذلك في قادم الأيام، ذلك لأننا مقبلون على مرحلة إنحدار مستوى التعليم – للأسف الشديد – وهذه المرحلة تتطلب تراجع في مخرجات التعليم، حتى ولو كانت المعدلات النهائية مرتفعة، وحتى لو كانت نسبة النجاح عالية جداً.
وكما نتوقع أن تكون نسب النجاح عالية جداً مقارنةً بالسنوات الماضية، هذه النسب ليست لأن التعليم تطور فجأة، وليست لأن الطلبة ارتفع تحصيلهم العلمي فجأة، وليست لأن فكرة التعليم أو التعلُّم عن بعد نجحت! بالتأكيد لا ، هذه النسب تقول لكل من يفكر في أن التعليم عن بعد لم يكن فاعلاً، أنه كان . ولكن نتائج الثانوية العامة لم ولن تكون يوماً مؤشراً على نجاح المنظومة التعليمية، فقد تراجع التعليم في المدارس وفي الجامعات منذ سنواتٍ طويلة، وارتفع عدد حاملي الشهادات العلمية الناتجة عن عمليات التلقين والغش وغيرها من العمليات التي لا ترتقي بالمجتمع ولا بالأجيال الحالية والقادمة.
عذراً أنني قلت أن عدد حاملي الشهادات قد ارتفع، لكنه في واقع الأمر زاد عدد من تحملُهم الشهادات وهم لا يحملونها.
وللحديث بقية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no