صحيفة المنتصف
قال معهد أبحاث إسرائيلي إن مصر قلقة من إمكانية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، لافتا إلى أن أي توتر بين القاهرة وواشنطن يتعارض مع مصالح تل أبيب، لكنه يحمل في طياته “عدة فرص” للأخيرة.
جاء ذلك في ورقة بحثية لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب (حكومية)، نشرها الثلاثاء، بعنوان “مصر لا تنتظر بايدن”.
وقال المعهد إن الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل “تثير القلق لدى النظام المصري”.
وأضاف أن جوهر القلق المصري يتعلق بالسياسة الخارجية التي سيتبعها بايدن حال فوزه، لافتا إلى أن الأخير ألمح إلى أنه ينوي التدخل بقوة في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر.
وترجح القاهرة أن يُعين بايدن في مناصب مهمة بإدراته مسؤولين لديهم رؤى متعاطفة مع جماعة “الإخوان المسلمين”، وفق المصدر ذاته.
وأضاف المعهد البحثي الإسرائيلي: “رغم تفضيلها دونالد ترامب، امتنعت القاهرة عن اتخاذ أي موقف قد يفسر على أنه دعم لأي من المرشحين من منطلق تفهمها بأن للدولتين مصالح في تقليص التوترات والحفاظ على علاقات ثنائية سليمة حتى إذا ما فاز بايدن”.
وقال المعهد في الورقة البحثية التي أعدها الباحثان “تسفي ليف” و”أوفير وينتر”، إن مصر يمكنها حال فوز بايدن ممارسة ضغط إقليمي على واشنطن بالاستعانة بالسعودية والإمارات لثنيها عن تقوية الإسلام السياسي وإيران، وعدم تكرار “أخطاء” الرئيس السابق باراك أوباما.
كما يمكن إظهار أهمية مصر كلاعب أساسي في الشرق الأوسط، والتهديد بمزيد من التقارب مع القوى المنافسة للولايات المتحدة كروسيا والصين، وفق المصدر ذاته.
وقال المعهد: “سوف يسوء وضع إسرائيل إذا طرأ تباعد كبير بين مصر والولايات المتحدة”.
وتابع: “لإسرائيل مصلحة في استمرار العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين القاهرة وواشنطن”.
وأضافت أن إسرائيل يمكنها إذا ما دعت الحاجة “حث واشنطن على ضمان ألا تؤدي جهودها لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر إلى تقوية جماعة الإخوان المسلمين”.
ورأت الورقة البحثية أن حدوث تباعد محتمل بين القاهرة وواشنطن يمكن أن يشكل “فرصة” لتل أبيب.
وأوضحت: “توتر العلاقات مع الولايات المتحدة قد يدفع مصر إلى التوجه لإسرائيل وطلب المساعدة منها انطلاقا من فهم أن الطريق إلى واشنطن يمر عبر إسرائيل، مثلما حدث تماما خلال حكم أوباما، وقتها عملت إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في واشنطن لصالح القاهرة، لكن هذا السيناريو مرهون بامتلاك إسرائيل تأثير كاف على إدارة برئاسة بايدن”.
ويخوض ترامب معركة انتخابية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للفوز بولاية رئاسية ثانية، ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي تولى منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.