شخصيات مقدسية وفلسطينيه أشادت بخطابه الأخير أمام مجلس الأمة الملك عبدالله الثاني يؤكد موقف الأردن الثابت من فلسطين والقدس ومقدساتها..بقلم المحامي راجح أبو عصب
شخصيات مقدسية وفلسطينيه أشادت بخطابه الأخير أمام مجلس الأمة
الملك عبدالله الثاني يؤكد موقف الأردن الثابت من فلسطين والقدس ومقدساتها
المحامي راجح أبو عصب
صحيفة المنتصف
في خطابه , في افتتاح الدورة غير العادية لمجلس الأمة الأردني , يوم الخميس قبل الماضي أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مجدداً الموقف الأردني الثابت من سبل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من قرن من الزمان , وبالتالي تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة , وطي صفحة العداوات والحروب , وفتح صفحة جديدة من الأمن والأمان والتعاون من أجل تحقيق الإزدهار لكافة شعوب المنطقة .
وقد أعلن جلالته أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا السلام المنشود , إنما يتمثل في تطبيق رؤية حل الدولتين
دولة فلسطينيه مستقلة , كاملة السيادة , قابلة للحياة , في الضفة الغربية وقطاع غزة , بعاصمتها القدس الشرقية , على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 .
والواقع أن العالم كله , بإستثناء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب , الذي أوشكت شمسه على الغروب حيث في العشرين من شهر كانون الثاني القادم , سيغادر البيت الأبيض ليحل محله الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن , وأيضا بإستثناء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته , التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ الحكومات الاسرائيلية .
ومعلوم أن حل الدولتين هو في الأساس رؤية أميركيه لحل الصراع , طرحها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن وذلك في خطابه , الذي القاه في الرابع والعشرين من شهر حزيران من عام 2002 حيث قال : “رؤيتي هي حل لدولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن ” وتابع قائلا :” هناك مصلحه كبيرة أيضا لاسرائيل في نجاح قيام دوله فلسطينيه , ذات طابع ديمقراطي , فدوام الاحتلال يهدد هوية اسرائيل وديمقراطيتها , وقيام دوله فلسطينيه مستقرة ضروري لتحقيق الأمن الذي تتوق له اسرائيل لذا أدعو اسرائيل إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتأكيد قيام دولة فلسطينيه لها مقومات البقاء وذات مصداقية .
والواقع أن بوش الابن في الفقرة السابقة من خطابه : اشار إلى أمرين غاية في الأهمية : الأول هو أن استمرار الوضع الراهن , دون قيام الدولة الفلسطينية يهدد هوية اسرائيل وديمقراطيتها , وهذا الأمر يجمع عليه كثير من القادة الاسرائيليين السابقين : من أمنيين وعسكريين , حيث يحذرون من أن الفلسطينيين سيصبحون أكثريه في اسرائيل , حتى أن الرئيس ترامب الذي ألغى رؤية حل الدولتين قال في إحدى خطبه :” إن رئيس وزراء اسرائيل سيكون اسمه محمداً ” !! .
وأما الأمر الآخر في كلام بوش الابن هو اشارته إلى قيام دوله فلسطينيه مستقرة ومسالمه ضروري لتحقيق الأمن الذي تتوق اليه اسرائيل , وهذا ما يراه معظم قادة العالم , وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس , الذي أكد أن قيام الدولة الفلسطينيه لن يكون على حساب اسرائيل وكذلك فإن كثيرا من القادة الاسرائيليين السابقين , بما فيهم إعلاميون كبار يحذرون من أن عدم قيام الدولة الفلسطينيه هو وصفه
لإستمرار الصراع والنزاع , وكذلك فإن قرارات الشرعية الدولية , وشرعه حقوق الانسان , تؤكد أن من حق الشعب الفلسطيني , كأي شعب من شعوب العالم , من حقه ان يحكم نفسه بنفسه , وأن تكون له دولته المستقله ذات السيادة , والقابلة للحياة والمتواصله جغرافيا .
والواقع أن الملك عبدالله الثاني الذي يمثل الحكمه والرؤية الثاقبة , ويحظى باحترام العالم بأسره , إنما يرى أن لا حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي دون قيام الدولة الفلسطينيه المستقله حيث أكد , في خطابه الأخير أمام مجلس الأمه الأردني :” أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعه , هو السبب الرئيسي لبقاء المنطقة رهينة الصراع وغياب الاستقرار ” ولا شك أن نهاية عهد الرئيس ترامب , وبدء عهد الرئيس جو بايدن , في العشرين من كانون الثاني القادم , قد يفتح نافذة أمل في كسر الجمود الذي دخلته عملية السلام , جراء التعنت الاسرائيلي , وتبني ترامب المواقف اليمينيه الاسرائيليه, حيث أعلن بايدن خلال حملته الانتخابية , أنه سيعيد العلاقه مع القيادة الفلسطينيه كما سيعيد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينيه في واشنطن الذي أغلقه ترامب , وسيستأنف تقديم المساعدات الماليه للسلطة , ولا شك أن موقفه من حل الدولتين موقف ايجابي , وهو ذات الموقف الذي تبناه الرئيس السابق باراك اوباما الذي كان بايدن نائبا له .
وبالعودة ألى خطاب الملك عبدالله الثاني , في الدورة غير العاديه لمجلس الأمة الأردني فإن جلالته أعلن مجدداً موقف القيادة الهاشمية من القدس ومقدساتها , ومن الوصاية الهاشميه عليها . حيث أكد : أنه لن يتوانى يوما عن الدفاع عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها” . وقال :” الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلاميه والمسيحيه , واجب والتزام , وعقيدة راسخه , ومسؤولية نعتز بحملها منذ أكثر
من مئة عام ” .
وأشار العاهل الاردني إلى أن :” القدس هي عنوان السلام , ولا نقبل أي مساس بوضعها القانوني والتاريخي , والمسجد الأقصى المبارك , وكامل الحرم القدسي الشريف , لا يقبل القسمة والشراكة ولا التقسيم وقد جاء هذا الموقف الهاشمي الحازم من القدس ومقدساتها , وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف في الوقت الذي تخلى فيه العديد من الدول العربية عن القدس ومسجدها المبارك , وفي الوقت الذي ازدادت فيه محاولات اليمين الاسرائيلي , لتغير الوضع القائم في المسجد الاقصى , ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا .
والواقع أن هذا الموقف الأردني الصارم والقاطع هو الذي حمى المسجد الأقصى والحرم القدسي من مسعى المستوطنين المتطرفين , لإقامة واقع جديد فيهما , والعمل على تقسيمهما زمانيا ومكانيا .
وقد أشادت فعاليات مقدسية وفلسطينيه , وشخصيات مقدسية وفلسطينيه كذلك دينيه وسياسية واقتصادية بموقف العاهل الأردني الحازم من القدس والمسجد الأقصى المبارك , والحرم القدسي الشريف , وخاصة ما جاء في خطابه الأخير أمام مجلس الأمة الأردني . والله الموفق