ضم مصر والأردن وفرنسا والمانيا ” المؤتمر الرباعي” يدعو إلى إحياء عملية السلام وتحقيق حل الدولتين … المحامي راجح أبو عصب
ضم مصر والأردن وفرنسا والمانيا
” المؤتمر الرباعي” يدعو إلى إحياء عملية السلام وتحقيق حل الدولتين
المحامي راجح أبو عصب
صحيفة المنتصف
عقد يوم الاثنين الماضي إجتماع رباعي في العاصمه المصرية القاهرة , ضم وزير خارجية مصر سامح شكري , ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي , ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس ووزير خارجية فرنسا جو إيف لودريان وقد هدف هذا الاجتماع الرباعي إلى إحياء محادثات السلام الفلسطينيه الاسرائيليه .
وكانت هذه اللجنة الرباعية : العربية الأوروبيه , قد تأسست في شهر شباط من العام الماضي , وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن وذلك من أجل تحريك عملية السلام الفلسطينيه الاسرائيليه التي توقفت منذ عام 2014 . وفي تبريره لعقد هذا الاجتماع الأوروبي , قال المتحدث بالنيابة باسم الخارجية الالمانية كريستوفر بورجر :” إن التطورات أظهرت أن هناك احتمالا لتحريك موضوع أسيء فهمه في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط ” .
وكان الوزير المصري سامح شكري قد أجرى , يوم الاربعاء قبل الماضي , اتصالا مع وزير خارجية اسرائيل جابي اشكنازي وذلك ضمن إطار التحضير لهذا الاجتماع الرباعي في القاهرة , كما أجرى الوزير شكري إتصالا مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي , وذلك في إطار التنسيق المصري الفلسطيني وقد جاء هذان الاتصالان في سياق مساعي مصر للتوصل الى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية .
وفي المؤتمر الصحفي للوزراء الأربعة : شكري والصفدي وماس ولوديان , الذي عقدوه عقب اجتماعهم في القاهرة , قال الوزير شكري :” إن موقف مصر من التسوية السياسيه في الشرق الاوسط لم يتغير باقامة دوله فلسطينيه مستقله على حدود العام 1967 ” وأكد أن :” مصر ترحب بأي جهد لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينيه ” وقال :” ان الاجتماع الرباعي ناقش سبل إطلاق عملية تفاوضية جاده “.
وأشار الوزير شكري الى أن هناك مسؤولية ملقاه على عاتق اللجنه الرباعيه الدولية لإطلاق المفاوضات المجمده منذ سنوات , للتوصل إلى سلام عادل وشامل , وأكد أن مصر تدرك الدور المحوري الهام للولايات المتحده في عملية السلام في الشرق الاوسط .
ومن ناحيته فإن الوزير الصفدي قال : إن هذا الاجتماع الرباعي يؤكد التزامنا جميعا بأن القضية الفلسطينيه يجب حلها على أسس السلام العادل , خاصه وأن الامور تشهد تدهورا في عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين , ونحن مستعدون للعمل , ومستمرون كذلك في سبل تحقيق السلام , كما أن علينا التحرك بوضوح تجاه إستمرار اسرائيل في سياسات التوسع الاستيطاني , وأكد أنه لا بد من السلام لأن البديل عنه هو مزيد من الصراع والتوتر في المنطقه .
اما الوزير الفرنسي لورديان فقال في المؤتمر الصحفي :” إن الإستيطان الاسرائيلي يتعارض مع القانون الدولي , وإذا استمر فإنه يقتل فرص إقامة دوله فلسطينيه , وفي ذات الاطار فإن الوزير الالماني ماس قال : إن بلاده الى جانب فرنسا ومصر والاردن تسعى الى إحداث تقدم جديد في عملية السلام في الشرق الاوسط . وقال : إنه بحث مع وزراء خارجية مصر وفرنسا والاردن الخطوات الملموسه للتقارب بين اسرائيل وفلسطين , وكيفية دعمها وأكد أن حكومة بلاده تعمل وفق صيغة ميونخ من أجل إحراز تقدم في عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل وفلسطين .
وقال الوزير الالماني أيضا : إنه في أعقاب انتخاب الرئيس بايدن , فإن ألمانيا وشركاؤها يأملون أن تعود الولايات المتحده كوسيط نزيه في عملية السلام , مشيرا إلى أنه في عهد إدارة الرئيس ترامب لم تلعب أشكال الوساطة مثل اللجنة الرباعية للشرق الاوسط , أي دور مؤخرا . والمعلوم أن اللجنة الرباعية الدولية تضم : الولايات المتحدة , وروسيا , والتحاد الأوروبي , والأمم المتحدة .
ويكتسب هذا اللقاء الرباعي العربي الاوروبي في القاهرة , أهميه لأنه يضم الدول العربيه الرئيسيه المعنية مباشرة بالقضية الفلسطينيه وهي : مصر والأردن وكذلك ألمانيا التي تقود اليوم الاتحاد الأوروبي وكذلك فرنسا ويعد الاتحاد الاوروبي أكبر مانح للمساعدات المالية للسلطة الفلسطينيه , بينما يعتبر الاتحاد الاوروبي الشريك التجاري الأكبر لاسرائيل , وذلك رغم العلاقات السياسية المتوترة بين الجانبين .
وفي البيان المشترك الذي أصدره الوزراء الأربعه في أعقاب إجتماعهم في القاهرة , اكدوا مواصلة الجهود والتنسيق والتشاور حول عملية السلام في الشرق الاوسط وإيجاد أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعله بين الفلسطينيين والاسرائيليين من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين كما رحبوا بقرار السلطة الفلسطينيه استئناف التعاون القائم على التزام اسرائيل بالاتفاقيات الثنائية السابقة . وشددوا على أن حل الدولتين لا غنى عنه لتحقيق سلام شامل في المنطقة , وأكدوا التزامهم بهذا الحل القائم على ضمان قيام الدولة الفلسطينبه المستقلة القابلة للحياة , على أساس خطوط الرابع من حزيران من عام 1967 و وقرار مجلس الامن الدولي , التي من شأنها أن تفضي الى العيش الى جانب اسرائيل آمنة ومعترف بها .
وأكد البيان المشترك كذلك على دور الولايات المتحده في هذا السياق , وأعربوا عن استعدادهم للعمل مع الولايات المتحدة من أجل تسيير المفاوضات التي تؤدي إلى سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة ودعوا الى وقف جميع النشاطات الاستيطانية الاسرائيليه بما في ذلك في القدس الشرقية , وشددوا على أهمية التمسك بالوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة في القدس , وكذلك أهمية الوصاية الهاشمية على تلك المقدسات , كما أكدوا على أهمية دور وكالة الغوث الدولية الأونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين ودعوا إلى دعمها لتخطي أزمتها المالية .
ولا شك أن هذا البيان المشترك وضع الخطوط الاساسية لاعادة عملية السلام المجمدة الى مسارها من خلال مفاوضات جاده ومثمرة , محدودة بسقف زمني معين ووفق قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية
واتفاق اوسلو كما أن ذهاب إدارة ترامب , التي اصابت عملية السلام في مقتل وتولي إدارة بايدن رئاسة الولايات المتحدة , من شأنه أن يساهم في دفع عملية السلام , كما أن الجانب الفلسطيني وفىَ بكل ما التزم به في عملية السلام , ولكن حكومة نتنياهو فضلت التوسع والاستيطان على السلام العادل والشامل ورفضت الالتزام بما تعهدت به حكومة رابين في اتفاق اوسلو .
إن الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي , وعلى اسرائيل ألا تفوت هذه الفرصة الذهبية لتحقيق سلام عادل وشامل . والله الموفق