بين العميق والعقيم.. بقلم ليث عكروش

بين العميق والعقيم.. بقلم ليث عكروش 

صحيفة المنتصف

تندرج معظم نقاشاتنا في جلساتنا الاجتماعية، او اي حوار يجري بيننا في اي مجال كان، تحت مظلة النقاش العقيم ، مبتعدين بارادتنا ، ومع سبق اصرار وترصد، عن النقاش العميق الهادئ المتزن.

فنحن في معظم النقاشات ، نسعى وننتظر الفرصة دون صبر للبدء بالتحدث ، من دون أن نعطي لأنفسنا الفرصة للاستماع للآخر ، او الاصغاء لطروحاته، متمترسين خلف دروع صلبة من التكبر وتعظيم الأنا ، تمنعنا من تقبل الرأي الاخر ، حتى اننا دائما ما نجنح في نقاشاتنا للاستعراض الممزوج بالتعالي ، الهادف للتقليل من اهمية افكار الآخرين وارائهم.. ساعين دائما وبكل ما اوتينا من قوة لشخصنة الامور ، متناسين الحكمة التي تقول.. الخلاف في الرأي.. لا يفسد للود قضية.

والكل منا يعلم ان أساسيات النقاش العميق المتزن، ان نحسن الاستماع، واحترام الرأي دون تعصب، وان نضع نصب أعيننا دائما الالتزام بآداب الحديث ، دون اللجوء لاستعراض العضلات، وجلب الانظار، وإثارة الجدل.

فما المانع بان تكون نقاشاتنا لتبادل الآراء، مع المحافظة علاقاتنا الاجتماعية الإنسانية مع الآخرين ، وان لا نلجآ لالحاق الأذى المعنوي والنفسي بالآخر ، وان لا نستخدم أدوات الإرهاب الفكري اتجاهه، لأننا فقط لا نملك الحجة القوية المبنية على حقائق ثابته، ونعجز عن إقناعه بالنقاش الهادئ المتزن السليم، المعبر عن اسمى معاني القيم الإنسانية المتحضرة ، وعن تقديرنا لعقله وعقول الآخرين من حوله.

فمصطلحي (عميق وعقيم) يمتلك كل منهما ذات الحروف.. مع تبدل المواقع.. لكن الفرق شاسع.