أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

امريكا والكورد.. من الاستقبال بالورود الى الرمي بالحجارة

امريكا والكورد..
من الاستقبال بالورود الى الرمي بالحجارة
بقلم سوران بالاني

الكاتب سوران بالاني -المنتصف
الكاتب سوران بالاني -المنتصف

صحيفة المنتصف
ان اتفاق شهر اكتوبر والذي اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن طريق التويتر انسحاب القوات الامريكية من غرب كوردستان والذي كان بمثابة ضوء اخضر لابادة الشعب الكوردي من قبل احد السلاطين الاتراك الشرسين، قبل مئة عام من الان قام اجداد هذا السلطان بابادة الشعب الارمني والذي يعد احد الشعوب العريقة في هذه المنطقة وان هذه التجربة يتم تكرارها مع شعب عريق اخر هم الكورد.
عندما قامت اخر قافلة للجيش الامريكي بالانسحاب من مدينة قامشلو الكوردية في غرب كوردستان بناءا على اوامر الرئيس الامريكي باتجاه مدينة اربيل في جنوب كوردستان تم رجمها بالحجارة، وان هذه المشاهد اعادت ذاكرتي الى مشاهد استقبال الجيش الامريكي بالورود بعد عملية تحرير العراق في جنوب كوردستان ..
ان المدة الزمنية بين الحادثتين ليست كبيرة وهي 16 سنة ولكنه امر مخجل ومثير للاستياء ان تكون العلاقة بي حليفين الى وان يصبحوا مثار سخرية اعدائهم المشتركين.
ان الكورد والامريكان لديهم تاريخ من العلاقات المعقدة فعلى الرغم من ان الرئيس الامريكي يقول بان الكورد لم يشاركوا في الحرب العالمية الثانية ولم نقدم المساعدة للامريكان ولذلك فانه تخلي الامريكان عن الكورد في عهد كيسنجر كان سببه ذلك، ولكن بعد احداث 11 سبتمبر كان الكورد حلفاء مهمين للامريكان في محاربة الارهاب في الشرق الاوسط والعالم.
في هذه الفترة قامت الجماعات المتطرفة واعداء امريكا بقتل الاف الجنود الامريكان، و لكن الجيش الامريكي لم يتعرض الى اي هجوم او استهداف في المناطق التي يسيطر عليها الكورد، وانما اصبحنا درع لحماية هذه القوات في المنطقة، بالمقابل فان حلفائنا الامريكان تركونا لقمة سائغة للاخرين في الوقت الذي لسنا متهمين باستهداف وقتل الامريكان.
هذا حقيقة باننا نناضل من اجل حماية كرامتنا ومبادئنا الاخلاقية و لولا استشهاد 12 الف شخص في غرب كوردستان و3 الاف في جنوب كوردستان واصابة 20 الف اخرين من الكورد فان المنطقة والعالم كانت ستكون في فوضى وعدم استقرار اكبر.
هنالك حقيقة مرة هي ان الكورد تستند في عملها على المبادئ الاخلاقية وبسبب ذلك فاننا نعتمد على الوعود وكلام من يعتبرون انفسهم حلفائنا، واننا من اجل اثبات وفاءنا لاصدقائنا، مستعدين للتضحية بحياتنا ولذلك فانه عندما يتركوننا أصدقائنا، ويخونون الكورد، فانهم يتركوننا وبدون اكتراث لسيوف اعدائنا. هذا امر صعب و العار لهم.
انه امر صعب جدا ان يكون العالم بهذه الدرجة من انعدام الاخلاق وان بتخلى رئيس اكبر دولة في العالم” التي قمنا بتقديم هذه التضحيات الكبيرة لحمايتهم” عن الكورد بهذه السهولة ويقول بانه اعطاهم المال مقابل تضحياتهم.
ان الكورد لديهم تجربة مع انعدام الاخلاق وانعدام الخجل من قبل حلفائهم وانعدام الرحمة من قبل اعدائهم في القرن العشرين، ، لكن في الوقت الذين الجميع يتحدث عن الاخلاق والقيم العالمية واصبحنا ضحايا الايادي المظلمة، تاريخ تنعدم فيه الخجل .
انه في عالم تنعدم فيه الاخلاق والقيم وامام انظار الجميع، يتم ابادة الكورد من قبل العالم التي يجب تكريم لهم مقابل قيامهم بتصديم التضحيات، وان ذلك دليل على ان العالم يعيش حالة من انعدام الثقة والمبادئ ويجب اعادة صياغة المبادئ الاخلاقية والقيم فيه.
انظروا كيف ضمير الانسانية قد انعدم ومات فعلى الرغم من ابادة الشعب الكوردي ولكنه لايزال يقوم بحماية وحراسة السجون التي يقبع بها مقاتلي تنظيم داعش ويشيرون الى ان اطلاق سراح هؤلاء سيؤدي الى انعدام الاستقرار لدى الجميع، ولكن ان الامر الغريب في هذا الموضوع ان الرئيس الذي يستند صداقاته على المصلحة يشير بان مايحدث هو اقتتال بين الاطفال .
قبل خمسة سنوات، عندما كنت في اقليم كوردستان، تم دعوتي من وزارة الخارجية الامريكية للمشاركة في دورة استمرت لمدة شهر، وخلال الدورة تمت الاشارة الى القيم والمبادئ العامة والعالمية وتاريخ تاسيس المؤسسات و تعلمت منه كثير. ولكن في أسبوع الماضي عندما شاركت في مظاهرات ضد الهجمات التركية و قرار ترمب سمعت شعارات تدعو امريكا الى الخجل بسبب مواقفها وان ذلك كان محبطا جدا لي، واننا كنا مع ترديد شعارات تدعو ترامب للخجل وليس أمريكا. كوننا لازلنا نعتقد بان اكثرية المواطنين الامريكان ومسؤوليهم متعاطفين معنا. ففي الوقت الذي نتعرض فيه للابادة الجماعية لازلنا متمسكين بالمبادئ الاخلاقية والوفاء لاصدقائنا. اشخاص مثل ليندسي كراهام واخرين من اصدقائنا في امريكا يجب عليهم ان يعلموا بان الكورد لايزالون يعولون على وفائهم ودعمهم
وانا متاكد بان مايحدث الان من ابادة للشعب الكوردي سيتحول الى جانب ابادة الشعب الارمني والهولوكوست والجرائم الكبرى الاخرى الى صفحة سوداء في تاريخ البشرية، وسياتي يوم يطلب العالم الاعتذار والصفح منا، ولكننا سنستمر في نضالنا كي لايخلو العالم من المبادئ والقيم الاخلاقية وكي تحس الانسانية بالخجل عنما حصل للكورد وتطلب الاعتذار منا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى