ماكرون: يعترف بأن قوات بلاده قتلت المناضل الجزائري “علي بومنجل”
صحيفة المنتصف
قالت الرئاسة الفرنسية، الثلاثاء، إن ماكرون استقبل 4 من أحفاد المناضل الجزائري بومنجل، وأبلغهم أن الأخير “لم ينتحر وإنما عُذب ثم تم اغتياله”، إلا أنه لم يقدم اعتذارا للشعب والدولة الجزائرية على جرائم الاستعمار.
ونقل التلفزيون الجزائري الخميس عن مصدر رسمي قوله “سجلت الجزائر بارتياح إعلان ماكرون، الثلاثاء، عن قراره تكريم المجاهد الشهيد علي بومنجل”.
وأضاف أن الرئيس الفرنسي “اعترف بالمسيرة النضالية للفقيد وأنه ألقي عليه القبض في الجزائر سنة 1957 قبل أن يسجن سرا ويتعرض لشتى أنواع التعذيب الذي أفضى إلى استشهاده”.
ووصف المصدر الجزائري ما قام به ماكرون بأنه “مبادرة طيبة تدخل في إطار النوايا الحسنة والرغبة الحقيقية في تكثيف الحوار بين الجزائر وفرنسا بخصوص الحقبة الاستعمارية في الجزائر”.
وذكر المصدر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سبق وأن “شدد على أن ملف الذاكرة حساس يتطلب حوارا بدون خلفیات، حتى يتسنى البحث عن سبل دفع التعاون الجزائري الفرنسي دفعا صحيحا في إطار المصالح المشتركة بين البلدين”.
وبومنجل (1919 ـ 1957) محام وأحد أبرز مناضلي الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954 ـ 1962)، الذين كانوا هدفا للإدارة الاستعمارية.
ويقول مؤرخون من الجزائر وفرنسا، إن فرقة من المظليين (قوة استعمارية أرسلتها باريس آنذاك للقضاء على الثورة التحريرية الجزائرية) ألقت القبض على بومنجل في فبراير/ شباط 1957، بأحد أحياء العاصمة، قبل أن تعذبه 43 يوما، لتعلن بعدها وفاته في 23 مارس/ آذار من السنة نفسها.
وقدمت الإدارة الاستعمارية، آنذاك، رواية تزعم انتحار بومنجل، لكن قيادة الثورة الجزائرية ومؤرخين قالوا إنه أُلقي من الطابق الخامس لعمارة في حي الأبيار، وسط العاصمة.
وعلى مدى عقود، تكررت دعوات لفرنسا من عائلة بومنجل ومنظمات جزائرية، إلى الكشف عن الرواية الحقيقية لوفاته، لكن باريس ظلت تتجاهل ذلك.
وجاءت خطوة الرئيس الفرنسي بعد أسابيع من تسلمه تقريرا حول الحقبة الاستعمارية من المؤرخ بنجامان ستورا، تتضمن توصية بضرورة كشف حقيقة هذه الحادثة.
وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، سلّم ستورا للرئيس الفرنسي تقريره حول استعمار الجزائر، تضمن مقترحات لإخراج العلاقة بين البلدين من حالة الشلل التي تسببت بها قضايا ذاكرة الاستعمار العالقة بينهما.
ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962؛ حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب حملات تهجير ونهب الثروات