أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الأردنمقالات

السطو على هدوء المدينة والناس .. ابراهيم عبدالمجيد القيسي

السطو على هدوء المدينة والناس ..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي.

ابراهيم القيسي
الكاتب الاردني ابراهيم القيسي / المنتصف

المنتصف

غدا الخميس تظهر نتائج الثانوية العامة، وأتمنى النجاح لكل مجتهد، ومعدلا عاما يكافىء تعب واجتهاد ابنتي الصغرى أسماء، ويؤهلها لكلية الطب في الجامعة الأردنية بتنافس حر يجنبنا شرّ الحاجة وقلة المال لتدريسها دراسة تليق بمستواها المعهود.. تراها تعبت وهذا هو مستواها من الصف الأول الأساسي، علما أنها لم تدرس ساعة واحدة في مدرسة خاصة، فمدارس الحكومة “بعضها أعني” يتمتع بمستوى تعليم وإدارة كبيران وهو مستوى مدرسة اسكان الجامعة الأردنية للبنات، أعرفها جيدا فهي تبعد عن منزلي 150 متر فقط، وكل بناتي تعلمن فيها.

هل أتناسى عنوان المقالة عامدا متعمدا وأستمر بالحديث عن أبنائي وبناتي؟..سأفعل طبعا، فأنا أعتز بهم جميعا لأنني لا أتقن الا شيئا واحدا في حياتي حتى اليوم، وهو رعايتهم ليصبحوا مواطنين فاعلين وجديرين بالمستقبل الأردني الواعد، وأتمنى لأكبرهم “الحارث” أن يتجاوز كل العثرات “جذورها قلة المال في يدي أنا”، وينهي عامه الخامس في كلية الصيدلة، نسيت شيئا مهما ..لم أبارك بعد للكبرى بلقيس التي قالت لي أمس بأنها نجحت في الماجستير من الجامعة الأردنية ولم أقم بالتأكد “فالخبر يأخذ طابع التسريبة وليس رسميا”..سأتذرع بعدم تأكدي من النتيجة حتى أكون جاهزا، وأتمنى أن تقبل سمية أن تنخرط في دراسة الماجستير، بعد عام من النوم في المنزل بانتظار وظيفة قال، فعليها أن تفعل كبلقيس الكبرى وتتابع الدراسة حتى الدكتوراة، لأن الدراسة أفضل من انتظار وظيفة لن تأتي قريبا، أما عن دعاء فأتمنى لها سنة أخيرة يسيرة في كلية طب الأسنان في الجامعة الأردنية، فهي ستكون “معزبة” ومعلمة لاستقبال أختها الصغرى أسماء بمشيئة الله، علما أن أختها أسماء تتنافس معها منذ أيام المدارس، فتقول لدعاء: جبتي في الصف “أي صف دراسي مدرسي” معدل 99 أنا رح أجيب في الصف نفسه أكثر منك، وهكذا تفعل كل عام، وتؤكد: ودي أجيب معدل كمان هذي السنة أكثر من معدل دعاء لما كانت في الصف نفسه، علما أن دعاء تكبر أسماء بأربع سنوات، وهي تدين لها بأنها كانت معلمتها الفعلية في الصف الأول والثاني.. كل البنات كن طالبات في مدرسة حكومية، وحصلن على معدلات في الثانوية فوق 93 ونص سوى الكبرى بلقيس، حيث كنت أتعامل مع “التوجيهي على دورها كما كان على دوري في الكرك”..

أما عن الصغيران المزعجان عبدالمجيد وأحمد، فهما في حالة حرد وغضب هذه الأيام ويمضيان عقوبة “حرمان”، لأنني قمت بإطلاق حملة قاسية على الانترنت وال PlayStaion، فكسرت خط النت، وأتبعته هاتف موبايل يستخدمانه، ثم أعدت جهاز ال PlayStaionالى”الكرتونة”، ودفعتهما دفعا بأن يتخليا عن تضييع ذهنيتهما وعقليهما في تحقيق الفوز في مراحل فورت نايت ومارتال كومبات.. أريد لهما أن يعودا بعد العطلة الصيفية الى مدرستهما الحكومية وهما بكامل عافيتهما الذهنية..الشغلة مش لعبة.

أنا بيتي ما زال مدرسة، فالدراسة لا تتوقف في يوم واحد من أيام السنة، والهدوء هو أهم ما نهتم به في الشقة الصغيرة المستأجرة بالقرب من مدخل الجامعة الأردنية، احنا ساكنين فيها لندرس فقط، لكن لماذا يسرقون أجواء الدراسة وهدوءنا في الليل وفي النهار لا سيما الصيف؟!.

أصوات “طرطرة” المطرطرين، التي لا أعلم أية متعة يحصلون عليها هؤلاء، حين يركبون سيارة تصدر مثل هذا الصوت، أو دراجة مصنوعة فقط للطرطرة؟..يسرقون الليل منا والنهار، وكم من مرة صحوت ليلا ولولا وجود شقتنا طابق رابع “بلا مصعد”، لقفزت الى الشارع وتفاهمت مع “الطراطير وطرطرتهم”..لكن مدير السير العقيد باسم الخرابشة يحاول حل مشكلتي ومشكلتكم ويفعل جميلا:

فإدارة السير تقوم بجهد مبارك ومهم في هذا الإطار، توقف أية مركبة أو دراجة نارية تخالف القانون، لا سيما التي يضع صاحبها عليها إضافات من أجل إصدار “الطرطرة”، يقومون بحجزها لفترة ما حسب مقتضيات وتعليمات قانون السير، ثم يحولون المكرر لهذه الفعلة الى جهات مختصة أخرى كالحاكم الاداري أو غيره، فالاعتداء على الراحة العامة وخصوصية الناس وحقهم بالهدوء والسكينة، عمل خارج عن القانون، وفي الرسائل والنصائح التي يجب أن أقولها للقراء:
أنصحكم أن تقوموا بتركيب كاميرات مراقبة لتصوير الشوارع المجاورة لمنازلكم، وفي حال التقاط صورة لأية مركبة “تطرطر” أو “تخمّس” عليكم التواصل مع 911 للتبليغ عنها وارسال الفيديو أو الصور، فتنظيف الشوارع وأفنية المنازل من هذه الظاهرة، هو عمل يقع على المواطن أيضا، حين يقوم بالإبلاغ عن الطرطرة وأهلها..

مستمرون في الدراسة وطلب العلم، وأرجو أن تحصل أسماء على المعدل الذي تتوقعه في التوجيهي العلمي (فوق 98 )، غدا النتائج ..اللهم أخلف خيرا وبركة على كل جهود يبذلها البشر يلتمسون فيها علما نافعا..فقولوا آمين، لا نعلم متى تكون ساعة الاستجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى