أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

“قناة المملكة”النص والصورة والنبرة… بقلم جهاد المومني

الكاتب الأردني جهاد المومني -المنتصف
الكاتب الأردني جهاد المومني -المنتصف

صحيفة المنتصف

من الانصاف الاشادة بقناة المملكة في تغطيتها الاعلامية لاحداث فلسطين والجرائم الاسرائيلية التي ترتكب جهاراً نهاراً في قطاع غزة وفي القدس ومحيط المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح ،لتبرهن المملكة بكل وضوح ومهنية رفيعة المستوى على اننا نملك وسيلة اعلام قوية ومؤثرة يمكنها ان تنوب عن الدولة الاردنية في إيصال الموقفين الرسمي والشعبي دون ان تحمل الدولة المسؤولية عما يصدر عنها او يعرض على شاشتها من مواقف وبرامج إخبارية وتصريحات لمختلف الاطياف السياسية بما فيها تلك التي لم تحظ يوماً بفرصة التعبير عن نفسها ومواقفها من خلال وسيلة اعلام اردنية رسمية او حتى شبه رسمية .

المملكة نجحت في ان تكون المصدر الخبري في أكثر من حدث داخلي ،وتابعها الاردنيون بشغف لمعرفة التفاصيل ومتابعة التحليلات ومختلف الاراء منذ حادثة البحر الميت الشهيرة وفي تغطيتها الاحترافية لجائحة كورونا وتداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية على المواطنين وعلى اقتصاد البلد ،واليوم تبرهن المملكة من جديد على انها منصة اردنية ضرورية على كافة الصعد المحلية والاقليمية والدولية ولا تقل شأناً وكفاءة عن اية فضائية عربية أخرى انفقت مئات الملايين من الدولارات واستحوذت على اعجاب الاردنيين واصبحت مرجعاً لهم حتى في الشأن الداخلي الاردني ،والمملكة اليوم وهي تتجاوز الحدود لتتصدر الفضائيات العربية في تغطيتها لجرائم اسرائيل في غزة وانتفاضة اهلنا في القدس وفي جميع المناطق الفلسطينية المحتلة ، تقدم البرهان القوي على اننا كاردنيين لا نقدم للعرب وللعالم الاعلاميين المحترفين الذين نهضوا باعلام الدول الاخرى فقط ، بل نقدم وسيلة اعلامية رفيعة الاداء وقادرة على اخذ نصيبها من المشاهدين خارج حدود الاردن ولديها القدرة ليس فقط على الإخبار كمهمة اساسية للإعلام ،وانما التاثير في صناعة الرأي العام العربي ايضاً وتوجيه هذا الرأي للالتفات الى قضية فلسطين التي اصبحت في صدارة قضايانا الوطنية والقومية والى الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الاسلامية والمسيحية .

المملكة في واقعها اليوم ليست مجرد مشروع إعلامي استنفذ جزءا يسيراً من اموال الدولة ولم يقدم في المقابل رسالة اعلامية مهمة نافذة الى خارج الحدود ،انها قصة نجاح ادعي أنني صاحب فكرة قيامها ربما ليس على هذا النحو الذي هي عليه الآن ،فقبل رؤيتها النور واطلاقها بسنوات تقدمت بمقترح مكتوب وبالتفصيل لاطلاق فضائية اردنية اسميتها (الفضائية الاردنية ) وسلمت مقترحي لرئيس الديوان الملكي آنذاك دولة د.فايز الطراونه مع مقترح آخر لانشاء مركز دائم للحوار الوطني ينعقد عند الضرورة لمناقشة كافة الاراء حول فكرة معينة او قانون معين او ازمة تلم بالبلد وتقتضي الحوار والنقاش حولها ،وفي حينه اشاد الطراونه بالمقترحين وقال انه سيناقشهما مع اولي الامر والمختصين واصحاب القرار ،وعلمت فيما بعد انه ارسل المقترحين الى الجهات المختصة والتي لم اعرف الى اليوم ما هي هذه الجهات المختصة التي تسلمت فكرة ولم تراجع صاحبها ولو لمجرد سؤال ،وبعد فترة اتصل بي هاتفياً دولة د. عمر الرزاز وكان يشغل موقع رئيس مركز الملك عبدالله للتنمية ودعاني الى جلسة حوار حول مقترح (المركز الوطني للحوار ) واتفقنا على بعض الامور المتعلقة بالمركز ،لكن احدا لم يسألني عن فكرة الفضائية وفوجئت بانطلاق المشروع وتعيين القائمين عليها دون اي ذكر لصاحب الفكرة او حتى الاشارة اليه ،ولم احاول ان اسأل لانني تعودت في هذا البلد على تجاهل اصحاب الشأن وحشو المشاريع المهمة والاستراتيجية بطرق التفافية على غرار طرق المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ،فليست هذه هي الفكرة الوحيدة التي نفذت وجرى تجاهل صاحبها فهذه واحدة من خصائص الادارة الاردنية .

على اية حال ليست قضيتي الشخصية التي دفعتني الى كتابة هذا المقال وانما شهادتي بهذه الفضائية واعترافي انا وغيري بالنجاح الباهر الذي تحقق في اكثر من حدث سجلت فيه المملكة لنفسها رصيداً جعل منها اليوم الاخبارية الاولى من بين عشرات الفضائيات الاخبارية التي تعبر سماء الوطن الاردن والتي لم يكن لها في السابق ند وطني يلجأ اليها الاردنيون كما هي الحال اليوم ،فالمملكة تقدم الاردن الرسمي وتتبنى الموقف الشعبي بكل شجاعة وتوازن وحرفية .

ليست المملكة فضائية محايدة عندما يتعلق الامر بقضايا وطنية تمس جزءا عزيزاً من شعبنا وامتنا وتهدد مصالحنا القومية ،وبخلاف بعض المحطات الفضائية العربية منها والعابرة للحدود،فأن المملكة ليست مجرد شاهد على جرائم اسرائيل وناقل لها ،ولكنها صاحبة موقف ينعكس بجرأة في النص والصورة والنبرة ،ولا تمارس استراتيجية الدهلزة والكذب وادعاء الحياد كي تمرر الدسائس والمواقف المخجلة لدول تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان بينما تمارس اسوأ اشكال الديماغوغيا وخداع الناس وتقف الى جانب القاتل وتخاطب الناس بلغتين العربية للتباكي على مأساة الشعب الفلسطينية والانجليزية لمخاطبة اصدقاء اسرائيل وحلفائها بمضمون مختلف 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no