ليست مثل كل مرة، إنها حاسمة…بقلم د. فلاح العموش
ليست مثل كل مرة، إنها حاسمة…بقلم د. فلاح العموش
صحيفة المنتصف
بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ في الثانية من فجر يوم الجمعه الموافق 21-5-2021 بين الطرفين المقاومة الفلسطينية الصامدة , وقوات الاحتلال الاسرائيلي الهامدة , انطلقت تكبيرات العيد في غزة وفي كل فلسطين , واجتاحت الشعوب الفرحة الغامرة , وتوجهت الحشود الى الساحات والاماكن العامة للاحتفالات بالنصر ,مما يدل على صحوة جديدة جاءت بعد سنين عجاف , تكاسلت فيها القوى الاسلامية والعربية عن تحديد موقف واضح وحازم , وهذا يحدث عبر المراحل التاريخية في العالم اجمع , إنما هذة المرة والتي أثبتت فيها المقاومة بإدارتها وجهازها العسكري ومناصريها , أن لا شيء مستحيل وأن هذا الكيان الذي أرعب العالم وتتراكض اليه الدول والجماعات لتقديم الولاء والطاعة , قد سقطت هالته والرائي لتصريحات النتن .. ياهو خلال مؤتمره الصحفي الذي حاول فيه الاستعراض للانجازات الوهمية التي قادها , والتي لم تقنع لا عربي ولا غربي , وادرك أن حتى الاسرائيليين افرادا ونقادا وسياسيين يعلمون فشل ياهو وضعفه ويؤمنون بانتصار فلسطين وعلى الوجه الآخر ما تم التصريح به من قبل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية اسماعيل هنية , كان أقرب الى التعقيب على احدى معارك المسلمين وغزوات الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) إذ كان خطابه متزنا متوازنا مليء بالشجاعة والايمان ولم يهول الانجاز رغم هالته , الا انه وصف الواقع وهيء للمرحلة المستقبلية , وكان خطابه واضحا بتغيير قواعد اللعبة السياسية وأن المقاومة أعطت درسا لأؤلائك الذين يوالون اسرائيل , ويكفي أن خطابه لم يكن استعراضيا بل خطاب سياسي ديني فكري عقائدي , يرتقي بكل من يسمعه الى الشعور بالقوة والارادة والعزيمة , وكي ننصف من كان طرفا في النجاح والانتصار , كانت قناة الجزيرة التي نقلت الحقيقة كما هي بأداء منقطع النظير , وبجهود الطاقم الاعلامي مراسلين ومذيعين ومخرجين وفنيين , إذ كانت حيادية رغم روحها المائلة الى الشعب الفلسطيني , فتحية لقناة الجزيرة وطاقمها كنتم مثالا للتميز , وفي النهاية على اسرائيل ان تدرك ان الحضارات العظمى التي حكمت العالم مئات السنين وكانت تسمى حضارات لا تغيب عنها الشمس مثل بريطانا وروما ومقدونيا وغيرها , عليك ان تدرك يا اسرائيل اولا بأنك لا تشبهي تلك الحضارات العظيمة التي تركت لها أثرا حتى يومنا هذا , وأنت لم تتركي سوا الارهاب والتمييز والكراهية والحقد , ثانيا انك تعلمين حقا من خلال رجال الدين اليهود أن وعد الله فوق اسرائيل وفوق العالم كله , ستزولين قريبا ما عليك سوى أن تنتظري مشيئة الله , قد يطول الظلم والطغيان ولكنه لا يبقى للأبد , واشير في آخر مقالي أننا كأردنيين نشبه الفلسطينيين في كل شيء , في الشكل واللهجة واسم العائلة والعادات والتقاليد حتى في العلم الاردني الذي لا يختلف عن العلم الفلسطيني سوى في النجمة السباعية , ما من فلسطيني الا له علاقة نسب باردني وما من اردني الا تربطة بفلسطين صلة رحم , كل هذا بعد الايمان والعقيدة الراسخة بأن القدس عاصمة فلسطين الابدية , الاردنيون يحبون فلسطين والقدس وغزة وهنية والمقاومة وشوارع القدس وتراب الارض المقدسة .