الكتابة مخاض ومعاناة… بقلم صافي خصاونة
الكتابة مخاض ومعاناة… بقلم صافي خصاونة
صحيفة المنتصف
عندما أُعاني مخاض ولادةِ الحرف ينتابني الشعورُ المطلقُ بالامومه فأعانق أدوات الكتابة وكأني اعانق وليدي الرضيع ، اعانق القلم والورقة بحنو حتى يخرج من رحم القلم حروف تشكل ولادة فكرة جديدة ، تولد ضاحكة لا باكية مبشرة لا منفرة وهكذا دواليك يستمر العناق وتتكرر الولادات ، فلم يحدث ان حصلت ولادات دون اكتمال الجنين وخروجه بلا تشوهات بل يخرج مكتملا يعبر عن ذاته ويعلن ان قدومه ليس تطفلا ولا زيادة أعباء .
هذه هي الكتابة من وجهة نظري ، معاناة ، مخاض ، الم ، ثم ولادة طبيعية لا قيصرية .
هذه هي الكتابة الهادفة ، الكتابة التي تعالج فكرة والفكرة التي تعالج حالة يعيشها الكاتب او يشعر بها من خلال الحس المميز الذي يتمتع به .
الكاتب صاحب رسالة وعنده وجهة نظر وهو كذلك يقرأ المستقبل ويتنبأ بما هو آت …
كم نقرأ لادباء تحدثوا بأمور حصلت بعد وفاتهم بسنين وكأنهم كانوا على علم بما تخفيه الايام وما ذلك الا للإحساس المرهف الذي كانوا يتمتعون به وصفاء الذهن الذي كشف لهم ما تخبئه
الايام …
فعندما يتفاعل الكاتب او الاديب مع أحداث مجتمعه ويعيش المعاناة الحقيقية لهذا المجتمع فانه يصبح لسان حال هذا المجتمع وتصبح كتاباته تعبر عن عن مكنونات هذا المجتمع ومعاناته .
ولا بد من التنويه هنا الى ان الكاتب تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة جدا من حيث تبني الأفكار التي تخدم مجتمعه والدفاع عن سنن الخير والفضيلة فيه .
والكاتب هو جندي يدافع عن الوطن ويشحذ الههم من أجل الدفاع عنه والاستبسال في الذود عن حماه …
الكتابة اذن مسؤولية وضمير ومعاناة …
#صافي_خصاونة