سلام مسافر عن الحرب الروسية الأوكرانية “الدول الخاسرة هي التي لها علاقات متوازنة مع طرفي النزاع”
صحيفة المنتصف
أكد الإعلامي سلام مسافر، كبير المذيعين في “روسيا اليوم”، أن تطورات الحرب الأوكرانية الروسية أصبحت كل ساعة بل كل دقيقة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع سقف العقوبات المفروضة على الجانب الروسي، أمس، حينما حظر استيراد النفط والغاز المسال والفحم من روسيا، مشيراً إلى أن العقوبات الاقتصادية على الجانب الروسي أصبحت 5552 عقوبة منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا أو ما تطلق عليها روسيا في الداخل العملية العسكرية الخاصة داخل الأراضي الأوكرانية.
وأوضح مسافر أنه من الصعب حصر الآثار على الاقتصاد الروسي، فلا توجد تقارير يمكن الاعتماد عليها في ظل وجود تقارير دعائية مختلفة من وسائل إعلام غير محايدة من كلا الطرفين، بالطبع توجد آثار اقتصادية، والدليل على ذلك انخفاض الروبل الذي وصل إلى أقل من سنت، والسؤال هنا: هل يستمر ما يحدث لفترة طويلة؟ وكيف سينعكس على حياة المواطنين في روسيا؟ وما الموقف الذي سيتخذه بوتين تجاه تلك العقوبات؟
وبيَّن مسافر أنه من الواضح أن مواقف بوتين ما زالت متشددة، والأمل معقود على المحادثات الثنائية بين الجانبين الروسي والأوكراني في تركيا، فهل تنجح أنقره كلاعب إقليمي مهم في هذه المفاوضات؟ مؤكداً أن دخول تركيا كوسيط يعطي قوه كبيرة لدول الشرق الأوسط وسيعزز دور تركيا الإقليمي.
وتابع مسافر: ربما يقول البعض: إن هناك دولاً ستستفيد من الحرب الروسية الأوكرانية، ومنها إيران، وذلك بعد محادثات فيينا والجلوس على طاولة الاتفاق النووي، ولكن أعتقد أن إيران غير قادرة على توظيف كل طاقتها لزيادة الإنتاج في ظل الأزمة الاقتصادية داخلياً.
أما الحديث عن دخول “إسرائيل” كطرف في الصراع أمر مبالغ فيه، هي فقط تسعى لتخليص مواطنين لها يحملون جنسيات مزدوجة كانوا يعيشون في أوكرانيا عبر الأراضي الروسية، هم فقط متحفظون في موقفهم؛ لأن لديهم علاقات قوية مع روسيا بالإضافة إلى علاقاتها مع أوكرانيا، على الرغم من أن من يتابع تصريحات المسؤولين يعلم أنها تميل إلى الجانب الروسي.
وأشار مسافر إلى أن الصراع الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط انتقل إلى شكل نوعي جديد، مبيناً أن المفارقة هي أن الروس الآن يدعون الجانب الأمريكي للعودة إلى قواعد اللعبة في فترة الحكم الباردة؛ بمعنى أننا وصلنا في العلاقات الأمريكية الروسية إلى مرحلة أسوأ مما كانت عليه في الحرب الباردة.
وأكد مسافر أن العلاقات الروسية الأمريكية في مرحلة الحرب الباردة بل على مر التاريخ لم تمر بعقوبات شديدة إلى هذه الدرجة من القساوة، فالعقوبة الوحيدة التي فرضت على الاتحاد السوفييتي كانت تخص عدم السماح لليهود السوفييت بالهجرة إلى الخارج، ولم تشهد العلاقات آنذاك هذه العقوبات القاسية التي فرضت الآن.
وأوضح مسافر أن الخطاب السياسي بين البلدين لم يصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط وعدم التهذيب والتهديد، بل إن هناك من يدعو إلى اغتيال بوتين، بالإضافة إلى ما نسمعه يومياً من الشتائم المتبادلة من السياسيين في موسكو وواشنطن، مؤكداً أن العودة إلى قواعد الحرب الباردة محاولة للبدء بترتيب العلاقات في ضوء النتائج التي ستتمخض عنها العملية العسكرية في أوكرانيا التي يطلق عليها في الداخل الروسي العملية الخاصة في الأراضي الأوكرانية، مبيناً أن هذه العملية يشوبها قدر كبير من الغموض خاصة في وصول المعلومات للمتلقي الروسي الغربي، فالمؤسسات الغربية قطعت عن المتلقي الروسي كل وسائل التواصل الاجتماعي ما عدا التيليجرام؛ لأنها روسية، مشيراً إلى أن ما تمر به العلاقات الروسية الأمريكية الآن هي مرحلة قتل الوعي والمعلومة ومنعها من الوصول إلى المشاهدين، والطرفان يساهمان فيها، فالحقيقة مجهولة في غياب وسائل إعلام مستقلة.
وبيَّن مسافر أن الدول التي ستخرج من هذه الحرب بخسارة ستكون الدول التي لها علاقات متوازنة مع طرفي النزاع، ومنطقة الشرق الأوسط مرتبطة بالطرفين في ظل وجود بعض الدول المرتبطة بـ”الناتو”، ففي مرحلة ما قبل الحرب كان الوقوف في المرحلة الرمادية هو الأسلم، أما الآن فالوضع مرتبك، ودول الشرق الأوسط أيضاً في وضع لا تحسد عليه، في ظل وجود بعض الدول التي تقوم باستيراد العديد من المواد الغذائية من روسيا وأوكرانيا؛ مما قد يسبب مشكلة في الأمن الغذائي لها إذا ما استمرت العقوبات على روسيا.
وقال مسافر: إن اليمن الآن أصبح مادة للمساومة بين روسيا وحلف “الناتو”، والتساؤل الآن: هل ستتخلى روسيا على موقفها الداعم ضمنياً للحوثيين؟ وإذا ما خرجنا من اجتماع تركيا القادم بالنتيجة صفر، فما الخطوات القادمة لبوتين؟ مشيراً إلى أنه لا أحد يقرأ ما في عقل بوتين، فلديه حسابات خاصة، ولا يوجد من يقف مع روسيا 100% بما في ذلك الصين، فالصين بدأت تقترب من مصالحها أكثر فأكثر على حساب الشراكة الإستراتيجية بين الصين وروسيا، صحيح لم تصدر تصريحات من مسؤولين تؤكد هذا الأمر، لكن كل المؤشرات تؤكد ذلك، كما أن هناك أيضاً ضغوطاً تمارَس على بلدان إقليمية مهمة، مثل الهند وباكستان، وهذان البلدان لديهما علاقات مع موسكو، فكيف سيتم التعامل مع موسكو في ظل هذه العقوبات؟
تعليق واحد