التسول يتفشى في الشوارع الغزية تحت ذرائع إنسانية
التسول يتفشى في الشوارع الغزية تحت ذرائع إنسانية
صحيفة المنتصف
غزة من وردة بن جرمي – شهد قطاع غزة تراجع حاد في الإقتصاد لأسباب عدة أهمها الحصار المفروض عليها منذ 15 عام و يزيد ، و هذا أفرز العديد من المشاكل التي أصبحت تأرق المجتمع الغزي في السنوات الأخيرة ، و لعل ظاهرة التسول من الظواهر الأكثر إنتشاراً ، حيث لم تعد تقتصر على المحتاج فقط بل أصبح الكثير من الأشخاص يتسولون طلباً للمال ليشبعوا رغبات قد تجر كارثة عليهم و على المجتمع الذي يعيشون فيه .
فما خطر تفشي هذه الظاهرة ؟ و هل أصبحت مهنة بالنسبة للبعض ؟ أم هي مجرد عادة نفسية !؟
التفاصيل خلال التقرير التالي :-
الظروف الصعبة
أمينة محمد (25 عاماً) ترى أن سبب انتشار التسول يرجع إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية بسبب الفقر و البطالة و الحصار و قطع رواتب الموظفين ، بالإضافة إلى عدم وجود جهات مختصة تقوم بتشكيلها الدوائر و المراكز الأمنية تعمل على ملاحقة المتسولين و التصدي لهم لمنع تفشي هذه الظاهرة داخل المجتمع .
مظلمة لصاحب الحاجة
هاني عبد الهادي (49 عام) لفت إلى أن هذا المال المجلوب بطريقة دنيئة و غير شرعية يجعل المتسول يتصرف به بطريقة تفسد الخُلق و قد تعمل على تدمير المجتمع ، لأن ما يسهل جمعه يسهل انفاقه .
و أضاف أن التسول يعتبر مظلمة لأصحاب الحاجات الحقيقة للمساعدة ، و بالتالي شيوع انتشار التسول بهذه الطريقة يجعل المجتمع مهدد أخلاقياً و سلوكياً .
و من جانبه أكد خالد حمد (30 عام ) أحد نشطاء التواصل الاجتماعي أن التسول تطور فلم يعد يقتصر على الطرقات و عند أبواب المحال التجارية بل طال الفضاء الإلكتروني ، حيث ترى كل يوم عشرات الرسائل على تلك المواقع يطلب أصحابها المال بحجة الفقر أو العلاج .
مرض نفسي
و من جهتما أكدت الاخصائية النفسية و التي فضلت عدم الكشف عن اسمها : أن ظاهرة التسول تعد من الظواهر المزعجة يستغلها البعض في الحصول على الأموال بطريقة غير أخلاقية تحت ذرائع إنسانية .
لذلك يجب على المسؤولين متابعة تلك الظاهرة و العمل على الحد منها من خلال وضع قوانين صارمة لردع هؤلاء المتسولين ، بالإضافة إلى تكثيف الحملات التوعوية للمواطنين بعدم التعاطف مع المتسولين حتى لا يتمادوا في الشكوى و الكذب و التظليل ، فهناك جهات مختصة تساعد الفقراء و المحتاجين بدون أن يلجئوا لتسول و يزعجوا الآخرين بتصرفاتهم الغير لائقة ، و تابعت هناك دراسة تم إجراءها على عدد كبير من المتسولين تأكد أن 80 ٪ منهم يحصلون على مخصصات الشؤون الإجتماعية .
و ختمت حديثها بالقول أن ظاهرة التسول مرض نفسي أكثر من أن تكون مهنة يمتهنها البعض تحت ذرائع إنسانية .