الفنان “كمال سليمان” نجم ساطع يشرق على عدة كواكب..بقلم عمري حسنين

بقلم : الاعلامي عمري حسنين

الفنان “كمال سليمان” نجم ساطع يشرق على عدة كواكب!

صحيفة المنتصف

فنانٌ من نوع خاص؛ وبدون مقدمات سأدون في هذا المقال المتواضع كلمات موجزة عن مسيرته الفنية الحافلة بالإبداعات، ومسيرته العلمية المحفوفة بالنجاحات، ومسيرته العملية التي تُحدثنا عن مدى اتساع آفاق فكره.. ومن هنا يتبادر الى ذهني بأن أُشبهه بالشجرة المثمرة التي تلوح فروعها في علياء السماء، فهو شعلة لا تنطفئ، ومنارة فكرية وفنية وعلمية موقدة…

ولد الفنان “كمال سليمان” في قرية ترشيحا، تعلم في مدارسها الابتدائية ثم انتقل برفقة عائلته الى قرية المزرعة حيث أكمل تعليمه الابتدائي والاعدادي هناك، والتحق بمدرسة ترشيحا الثانوية.

نشأ بين أحضان عائلة كانت تهتم بالفن والموسيقى وقدمت له الدعم والتشجيع عندما بدأت موهبته بالظهور في عمر 12 عام، وكان اول صعود له على خشبه المسرح في جيل 13 عام خلال مشاركته في مهرجان رياضي قَدم من خلاله ثلاث أغنيات، ثم شارك في مهرجان تلفزيوني لبرنامج “براعم” وسجل بعض الأغنيات في تلفزيونات روميما في القدس، وكانت انطلاقته من هناك حيث اشتعلت موهبته ونمت وبدأت خطواته تندرج نحو تأسيس هويته الفنية، فتم تعيينه صولان في الجوقة المدرسية بدعم وتشجيع من أعضاء الجوقة ومُعلميه في المدرسة، ثم اخذ يرافق بعض الموسيقيين ويتشرب من خبراتهم حتى اتجه نحو دراسة الإيقاع وأصبح عازف على الطبلة، ومن هناك تعمق في عالم الموسيقى والغناء حتى صقل شخصيته الفنية وبزغ نجمه في جيل 17 عام واتجه نحو الاحتراف.

التحق بمقاعد الجامعة وحصل على شهادة في موضوع الكيمياء وشهادة في مجال التمريض، وذلك بالتزامن مع مشاركاته في بعض العروض الموسيقية والحفلات الغنائية، والتحق ايضاً ببيت الكرمة في حيفا ودرس موسيقى وصولفيج وعزف عود ونوتا وغناء شرقي عند الأساتذة مارون طنوس وسهيل رضوان.

في عام 1985 أسس فرقته الموسيقية “ليالي الأُنس” في حيفا بمشاركة بعض الموسيقيين الذين كانوا طلاب في دار المعلمين في فرع الموسيقى والأصدقاء الموسيقيين الذين رافقوه في بداياته الفنية، وهذه كانت بمثابة انطلاقة الى قلب مجال الفن والموسيقى العربية في البلاد، اقام على شرفها احتفال كبير عام 1986 في ساحة بيت الكرمة ومن هناك لمع نجم الفنان كمال سليمان على الساحة الفنية العربية.

كانت فرقة ليالي الأُنس تسير بنظام كعقارب الساعة، ولازالت تحافظ على نهجها بالالتزام بالوقت والزي الرسمي للفرقة واللوازم والنوتات الموسيقية، وشاركت في عدة مهرجانات محلية، وكانت لها مشاركات كبيرة في عدة عروض وحفلات وبرامج تلفزيونية متنوعة، منها دردشات ونجوم الغد..

كما قدم الفنان كمال سليمان عدة برامج تلفزيونية مهمة منها برنامج زخارف وبرنامج نجوم الغد وبرنامج جاليريا الذي كان يعرض لقاءات أدبية وثقافية وفنية، كما قدم لعدة سنوات برنامج مهرجان عرفزيون مرة برفقة الفنانة سلمى خشيبون ومرتين برفقة الفنانة سوزان حجار ومرة قدمه بشكل منفرد.

عام 1988 بدأ الفنان كمال سليمان بتسجيل أولى اغنياته الخاصة في الإذاعة بعد ظهوره على الشاشات المحلية في عدة مقابلات تلفزيونية، وفي عام 1989 أصدر اولى البوماته الغنائية من انتاج شركة نيوساوند تحت عنوان “جرحونا”، حيث لاقى رواجا كبيرا وحقق نسبة مبيعات مرتفعة لينتشر بذلك اسم الفنان كمال سليمان قطريا وليس محليا فقط.

في بداية التسعينيات حققت فرقة ليالي الأُنس نجاحات كبيرة وانتشاراً واسعاً ترأسه اسم الفنان كمال سليمان الذي لم يكتفي بالنجاح المحلي والقطري، بل اتجه الى تحقيق نجاحات دولية سعى من خلالها الى مد جسور التواصل مع الجاليات العربية في دول اوروبا، ورسم افاق واسعة لفرقته التي يرى من خلالها سماء أحلامه، حيث كانت أولى حفلات فرقة ليالي الأُنس في أوروبا عام 1993 انطلاقاً من المانيا وصولا الى النمسا وبلجيكا وهولندا وكندا وامريكا، حيث أحيت حفلات وقدمت عروض غنائية للجاليات الفلسطينية والعربية في انحاء أوروبا واستمرت هذه الحفلات حتى قبل سنوات قليلة.

كما شارك الفنان كمال سلمان في عدد من المهرجانات في تونس منها مهرجان “قرطاج” و “صفاقس” و “مسرح المدينة”، كما شارك في عدد من المهرجانات في المغرب منها مهرجان “طنجة” و “فاس” وموازين” ومهرجان “ابداع الاغنية العربية” ومهرجان “مراكش”، وكانت له مشاركات دولية أخرى منها مهرجان الموسيقى العربية في دار الاوبرا – القاهرة، ومهرجان القصر الثقافي الملكي – عمان، ومهرجان التلفزيون الأردني.

وشارك أيضا عدة مرات في مهرجان تتويج ملكة جمال كل العرب، حيث قدم اغنية من تأليفه في كل مرة شارك فيها في المهرجان، وكانت له مشاركات عديدة في مهرجانات اقيمت على مستوى فلسطين منها مهرجانات طبريا ومهرجان يوم الطالب، وقدم عدة عروض على مدار سنوات طويلة في عدة جامعات محلية، وشارك في عدة مهرجانات وحفلات في التلفزيون الاردني وتلفزيون art، حيث كان من المطربين المعتمدين لديها وقدم حفلات غنائية عبر شاشاتها وانتجت له عدد من البرامج وكليب بعنوان “جرح قلبي” وكليب “بيك بيك”

هذه المهرجانات والمشاركات الدولية للفنان كمال سليمان ساهمت في اثراء ثقافته الفنية ودعم موهبته وتمكينها، فكانت له لقاءات مع عدد من عمالقة الفن العربي منهم جبل لبنان الفنان الراحل “وديع الصافي” حينما كان عريفا لحفله الكبير الذي أقيم في عام 2003 حيث كتب له كلمته التي القاها في الحفل، وتعلم من خبرته ومدرسته الفنية الشامخة، كما التقى بالفنان العملاق “صباح فخري” عدة مرات وكانت الاوفر حظا بالنسبة له عندما رافقه في القاهرة على مدار 4 أيام بلياليها خلال مشاركته في مهرجان دار الاوبرا المصرية – القاهرة، وكان له الحظ الاوفر أيضا بلقاء الفنانة الكبيرة نجاح سلام على مدار 7 أيام خلال مشاركته في مهرجانات المغرب، والتقى بالفنان الكبير ملحم بركات والفنان الكبير كاظم الساهر والفنانة فله الجزائية، والتقى أيضا بالفنان راغب علامة في تونس ودعاه على حفله برفقة كل الوفد الفلسطيني الذي كان متواجد هناك، وكانت له لقاءات بالفنان الكبير لطفي بشناق والفنان الكبير صابر الرباعي وعدد من الفنانين الذين استقبلوه بحفاوة وترحاب.

لطالما سعى الفنان كمال سليمان الى اثراء ثقافته الفنية والاجتماعية والسياسية والأكاديمية، والابحار في عدة مجالات لكسب المعرفة والخوض في غمار تجارب وعلوم جديدة، فهو فنان، وممرض مؤهل، وحاصل على شهادة في موضوع الكيمياء، ودبلوما في التنمية البشرية، واختصاص في التنمية الأسرية، وحاصل على شهادة في الإرشاد الأسري، حيث يقدم محاضرات في هذا المجال بما يخص التوعية للأزواج الشابة من ناحية الحقوق والواجبات وحل المشاكل الزوجية.. وحاصل على لقب أول في مجال إدارة الأعمال.. ولقب في الشريعة من كلية كفر كنا تحت رعاية جامعة البلقاء التطبيقية في عمان، ووفي عام 2009 أنهي دراسته لمجال المرافعة الشرعية بنجاحه في امتحان الوزارة وتميزه في امتحان المقابلة الشفهية امام القضاة الشرعيين.. ليسير بعد ذلك الى جانب زوجته في المجال ذاته حيث يعملان في مكتبهما المختص في مجال المرافعة الشرعية، ومن الحري بالذكر هنا ان الفنان كمال سليمان أب لثلاثة أبناء أكبرهم رياض الذي يعمل فنان وممثل سينمائي شارك في أكثر من 30 عمل سينمائي حققوا نجاحا محليا وعالميا، وربيع يعمل يقيم في المانيا ويعمل مبرمج برامج موسيقية ويختص بهندسة الموسيقى والصوت والإضاءة ويعزف على آلة العود ولديه موهبة الغناء، وأحمد تعلم عزف البيانو على مدار 8 سنوات والآن يتعلم العزف على الة القانون من 4 سنوات.

يشارك الفنان كمال سليمان الآن بحفلات مع الفرقة الاندلسية منذ أكثر من 8 سنوات بإدارة الفنان المايسترو توم كوهن، حيث يغني معهم في برنامج كلثوميات ويقدم أغاني للفنانة أم كلثوم والفنان عبد الحليم حافظ والموسيقار الفنان محمد عبد الوهاب والفنان فريد الأطرش، ولا يزال الفنان الحيفاوي المتألق كمال سليمان مستمر في تقديم فنه الجميل لجمهوره الواسع، ولا ينضب سعيه نحو اكتساب المزيد من العلم والثقافة في مختلف المجالات الى جانب تألقه ونجاحه على الساحة الفنية في انتاج وتقديم اغنيات منوعة بشكل راقي مميز كما عهدناه دوما، وسيبقى قامة فنية وثقافية وعلمية هامة نفخر ونقتدي بها.