المقاتل أساس تكوين الجيوش… بقلم مشهور المومني
الخبير العسكري الأردني العقيد المتقاعد مشهور المومني
المقاتل أساس تكوين الجيوش…بقلم مشهور المومني
صحيفة المنتصف
ان حرب غزة شكلت موسوعة عسكرية كبيره ،أعداد صفحاتها تجاوزت عدد ساعات الحرب، وفصولها تساوي عدد أيام القتال، وهنا ساتصفح فصل المقاتل من الطرفين واثره في مجريات الحرب واحداثها.
١. جندي الجيش الإسرائيلي ،وهنا نجد ان جنود الجيش ثلاثة اقسام
أ. جندي نظامي.منتسب للجيش والعسكرية مهنته وحرفته، يتقاضى راتب شهريا ويتلقى تدريب مستمر ضمن برامج وخطط تدريبية.
ب. جندي احتياط تم استدعاءه بعد بدء العمليات العسكرية وهذا جندي تدرب ثم سرح يتلقى تدريب سنوي على فترات محددة ولكنه يعمل بوظيفة مدنية، فقد يكون مهندس او ممرض او معلم او تاجر او مزارع او اي مهنه اخرى ليس لها اي علاقة بالعمل العسكري.
جـ. جندي من المرتزقة يقاتل مقابل المال ،وهذا المقاتل قد يكون من أي دولة في العالم وغالبا ما يكونوا من اصحاب خبرات قتالية عالية في جيوشهم واصحاب مهن عسكرية مختلفة أيضا ،فمنهم الطيار والدفاع الجوي والمدفعي وضابط الدروع والقوات الخاصة او الهندسه او اي مهنة اخرى.
٢. جندي المقاومة الفلسطينة وهذا جندي ينتمي لاحد الفصائل المقاومة المتواجدة على ارض غزة، وهو جندي من سكان غزة، واهله من غزة وقد يكون مزارع او معلم او حرفي او طبيب او مهندس او يمهتهن مهنة مدنية اخرى، يتلقى تدريب في اوقات فراغه ويتفرغ للقتال ايام القتال.
ولكن التساؤل “ما هدف كل مقاتل من خوض غمار هذه الحرب”؟
نبدأ بالجندي الاسرائيلي فتتعدد الاسباب عند كل منهم فبعضهم يقاتل لانه عسكري وهذه مهنته, والاخر يقاتل لانه مجبر على ذلك وبالقانون والقسم, الثالث يقاتل من اجل المال الذي سيتلقاه مقابل مشاركته في القتال او من اجل الاستمتاع بالقتل عند البعض الذي يرى ان الحرب لعبة يمارس من خلالها القتل.
وفي المقابل هناك مقاتل المقاومة الذي يقاتل دفاعا عن ارضه وعرضه ودينه, و لا يتلق اي مال، بل قد يطلب منه تقديم المال لتوفير متطلبات القتال لنفسه او لغيره ، دافعه ديني بحت ، استعد للشهادة ولتقديم التضحيات ، فبعضهم قدم روحه واخر قدم افراد عائلته وبعضهم قدم بيته وماله ومنهم من جمع بين العديد منها او كلها .
تسلح جندي الجيش الإسرائيلي باحدث الاسلحة واسندت مهمته بقصفٍ جوي ومدفعي، واحتمى بالدبابات وناقلات الجند المدرعة ، وزود بالمعلموات عن طريق الاقمار الاصطناعية والطائرات المسيرة ومجموعة من استخبارات العالم مثل استخبارات إمريكا وبريطانيا ،كما جهز باحدث التجهيزات العسكرية من لباس عسكري وواقيات رصاص وأجهزة رؤية ليلية وحمل القنابل واحدث الرشاشات والبنادق.
اما جندي المقاومة فقد قاتل بما توفر له من سلاح ٍ وذخائر وصلت الى قطاع غزة، او صُنع داخلها، اعدادها محدودة وذخائرها معدودة ، فلا يمكن التفريط بقليلها ولا تعويض النقص فيها ،واحيانا قاتل بلباس عسكري وبعضهم لم يجد، فلبس لباس النوم وبعضهم ظهر حافي القدمين ، لكنه اعد نفسه لمثل هذه المواجهة، فحفر الانفاق وصنع السلاح ووضع الخطط وجهز اتصالات بديلة ولم يغفل او يستسلم لامر واقع .
كيف كان الاداء لكل جندي: فبينما يخاف الجندي في الجيش الإسرائيلي ،وينسحب كما حصل مع احد قادة السرايا، والذي حول للمحاكمه بعد سحب سريته او عبر عنها افراد لواء جولاني واحتفالهم بسحبهم من ساحة القتال او قتلهم لاسرى منهم ظهروا يحملوا رايات بيضاء ، نجد ان جندي المقاومة وصل في رسمه لاقصى لوحات البطولة، بوضع عبوة تحت الدبابة او على ظهرها وتصوير ذلك، ووجدنا ان خططه فاعله واربكت عدوه فحشد كل قواه واستعان بحلفائه الذين امدوه بجسر جوي وبحري ، ونقلوا اطنان الذخائر والاسلحة والمعدات، ولكنه لم يستقوي بها الا على المدنيين والمستشفيات ودور العبادة ودمار للبيوت .
فلله دركم اهل غزة ، علمتمونا الخطوة الاولى في بناء. الجيوش، فالجيش بقدرات المقاتل وايمانه بدينه وقضيته وولاءه لامته وثقته بقيادته ، وليس بكثرة الانفاق ولا برفع الرواتب ولا تكون القيادات بالحصول على الامتيازات والسلطات والصلاحيات وحمل الاوسمه والنياشين، بل بالتسابق على تقديم البطولات والتضحيات ، والوقوف امام الجند كقدوة ، يسابقهم على طلب الشهادة بعد صنع المعجزات