التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل “أسبابه وتداعياته”.. بقلم فاطمة الحسيني
صحيفة المنتصف
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط توترات متصاعدة أبرزها بين لبنان وإسرائيل، هذا التصعيد ليس ظاهرة جديدة، بل هو نتيجة متوقعة لعقود من الصراعات والخلافات، والتحليل الدقيق لهذا التصعيد يكشف طبقات معقدة من الأسباب والدوافع، مما يجعل فهم هذه الديناميكية أمراً ضرورياً لأي محاولة لاستشراف مستقبل العلاقات بين البلدين.
إن الأسباب وراء النزاع بين لبنان وإسرائيل متعددة ومتشابكة، وتشمل الصراعات على الحدود، والنفوذ الإقليمي، ومؤخراً ما حصل في السابع من أكتوبر بين غزة وإسرائيل، الذي سبّب التوترات المتزايدة، التي تجلت في سلسلة من الاشتباكات المسلحة والعمليات العسكرية التي هددت بإشعال حرب شاملة في المنطقة.
ولفهم هذا التصعيد من المهم العودة إلى الوراء ودراسة العلاقة المعقدة بين البلدين، فمنذ إعلان إسرائيل كدولة في عام 1948، مرت هذه العلاقة بمراحل من الحرب والهدوء الحذر. الصراعات كالتي حدثت في 1978 و1982 و2006، كانت بمثابة نقاط تحول ساهمت في تشكيل الديناميكيات الحالية.
إن الدور الذي تلعبه القوى الإقليمية مثل فرنسا وإيران والدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية عامل لا يمكن إغفاله، فهذه القوى تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الصراع، من خلال التدخل والدعم العسكري والسياسي لطرفي النزاع، وجعلهما أدوات أو صندوق بريد واستخدامهما ساحة للصراعات الإقليمية مما يعقد من تحقيق أي حلول سلمية.
إن الوضع السياسي الداخلي في كلا البلدين يلعب دوراً كبيراً في التصعيد، فلبنان بلد يرزح تحت أزمات اقتصادية وسياسية عميقة، فيما تجد إسرائيل نفسها في مواجهة تحديات أمنية دائمة، هذه الديناميكيات تضع الحكومات تحت ضغط لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً.
الاستراتيجيات العسكرية المستخدمة من قبل الطرفين
تعكس الاستراتيجيات العسكرية للطرفين تجذر الصراع والحاجة إلى الحفاظ على الأمن والنفوذ، من استخدام حزب الله للطائرات المسيّرة وللصواريخ ذات الدقة العالية إلى الضربات الجوية الإسرائيلية، كل طرف يسعى لتعزيز موقفه من خلال القوة العسكرية، أما الأبعاد الإنسانية لهذا الصراع فإنها مدمرة، فالمدنيون يدفعون الثمن الأكبر، مع خسائر في الأرواح، ودمار للبنى التحتية، وتشرد الأسر، فالأزمة الإنسانية المتفاقمة تتطلب اهتماماً دولياً وجهوداً إنسانية لتخفيف معاناة الناس.
رغم التحديات الجسيمة، لا يزال هناك أمل ضئيل في إيجاد حلول دبلوماسية تنهي خطر التصعيد العسكري المرتقب، الحوار والتفاوض، مع الدعم الدولي، يمكن إلى حد ما أن يسهم في تخفيف التوترات وإبعاد خطر التصعيد العسكري، نعتقد بأن الطريق طويل وصعب ومليء بالتحديات والوقت قد نفد وزمن المعجزات قد ولى.