أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

لقاء عباس اولمرت نقطه ضوء في اخر نفق السلام

لقاء عباس اولمرت نقطه ضوء في اخر نفق السلام
المحامي راجح ابو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف
وسط صخب اليمين الاسرائيلي الذي يملؤه فضاء اسرائيل الرافض لايه تسويه للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفق قرارات الشرعيه الدوليه وقوانين حقوق الانسان التي تنص على ان من حق اي شعب من شعوب العالم ان تكون له دولته المستقله بحيث يحكم نفسه بنفسه دون اي تدخل خارجي كل هذا الصخب والضجيج الذي زاد حده وارتفاعا بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب صفقه القرن ارتفعت اصوات سلام اسرائيلين عاقله تنبه من مخاطر اضاعه هذه الفرصه النادره لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتحقيق سلام عادل وشامل ودائم يفتح صفحه جديده من التعاون سعيا لتوجيه كل الجهود في
هذه المنطقه من اجل ازدهار شعوب هذه المنطقه .
وكان صوت رئيس وزراء اسرائيل السابق ايهود اولمرت هو احد اهم الاصوات الرئيسيه الاسرائيليه التي ارتفعت مؤخرا الداعيه الى التعقل والنظر الى المستقبل والمحذره من سياسات الضم والتوسع والاستيطان في الاراضي الفلسطينيه ووأد حل الدولتين ولذا فان قرار اولمرت التوجه الى مدينه نيويورك ولقاء الرئيس عباس هناك يعد بمثابه نقطه ضوء في نهايه نفق السلام المظلم يعطي املا ولو كان ضيئلا بان ما زال هناك فسحه من الرجاء لتحقيق السلام وهنا لا بد من الاشاده بالموقف الشجاع الذي اتخده اولمرت بلقاء الرئيس عباس وسط هذا الهدير الصاخب لليمين الاسرائيلي الذي انتشر بمواقف ترامب المتبنيه لمواقفه الداعيه الى ضم معظم الاراضي الفلسطينيه وفي مقدمتها منطقه الاغوار التي تشكل حوالي ثلث مساحه الضفه الغربيه وكذلك ضم منطقه شمال البحر الميت وفرض القوانين الاسرائيليه على
مستوطنات الضفه الغربيه وضم معظم اراضي منطقه “ج” وقبل كل ذلك الاعتراف بضم القدس الشرقيه باعتبارها مع القدس الغربيه عاصمه اسرائيل الابديه والموحده .
لقد امتلك اولمرت الشجاعه والقوه للذهاب الى نيويورك ولقاء الرئيس عباس حيث اعلن بكل جرأه وشجاعه وتحد ان الرئيس عباس الشريك الوحيد لعمليه السلام وقد اورد في مقال كتبه في صحيفه معاريف الاسرائيليه يوم الجمعه قبل الماضي ونشرت ترجمته صحيفه القدس يوم السبت الماضي وحمل عنوان ” لماذا التقيت مع ابو مازن ” اورد في ذلك المقال الاسباب التي دفعته الى لقاء الرئيس عباس ولماذا راى ان من الصواب عقد ذلك اللقاء ومن بين مبررات اللقاء قال اولمرت ان خطه ترامب هي فقط بين اسرائيل والولايات المتحده بينما تجاهلت الطرف الاساسي في الصراع وهو الفلسطينيون وتساءل قائلا : هل من الممكن صنع السلام او البدء باجراء مفاوضات لتحقيقه والتوصل الى اتفاق بشأنه دون الحديث مع زعماء وممثلي الفلسطينين واشار الى ان هناك شخص واحدا يعتقد بان هذه اي تجاهل زعماء وممثلي الشعب الفلسطيني حيله ممكنه وقال ان ذلك الرجل هو رئيس حكومه تصريف الاعمال نتنياهو المتوقع ان ينهي مهام منصبه بعد عده اسابيع وقال اولمرت : ان نتنياهو لم يقصد حقيقه تبني خطه ترامب للسلام بل اعتقد ان بامكانه ان يجعل منها مناوره اخرى من تلك المناورات التي يبرع بها وتساءل اولمرت قائلا لماذا يعقد نتنياهو سلاما مع الفلسطينيين اذا كان ممكن ضم غور الاردن من طرف واحد وكذلك بسط القانون الاسرائيلي على كل المستوطنات والبلدات في مناطق يهودا والسامره يعني اولمرت الضفه الغربيه وفي ذات الوقت احاطه المناطق الاخرى التي تبقى ظاهرا تحت سيطره السلطه الفلسطينيه بتواجد عسكري مكثف للجيش الاسرائيلي وقوات الامن الاسرائيليه ولا شك ان اولمرت وهو يعرف نتنياهو معرفه عميقه وضع يده على الحقيقه وهي ان نتنياهو وكما قال الرئيس عباس مؤخرا رجل لا يؤمن بالسلام وان كل احاديثه وتصريحاته التي سبقت اعلان صفقه القرن وكل المفاوضات التي اجراها مع الجانب الفلسطيني مباشره كانت ام غير مباشره كانت مجرد مناورات لكسب الوقت وفرض مزيد من الوقائع على الاراضي الفلسطينيه من خلال اقامه مزيد من المستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمه واقامه المزيد من الطرق الالتفافيه واحاطه المناطق الفلسطينيه بمزيد من الجدران
والبوابات وكل ذلك من اجل جعل اقامه دوله فلسطينيه متواصله جغرافيا وقابله للحياه امر مستحيلا .
وما ان اعلن ترامب عن صفقه القرن وهي ترجمه تماما لمواقف نتنياهو حتى اعلن نتنياهو عن مواقفه الحقيقيه الساعيه الى ضم اكبر جزء من الاراضي الفلسطينيه وفرض القوانين الاسرائيليه على مستوطنات الضفه ورفضه الصريح لاقامه دوله فلسطينيه وكذلك رفضه الاعتراف بالقدس الشرقيه عاصمه لتلك الدوله وقد تمثل ذلك باعلان مؤخرا تشكيل لجنه اسرائيليه لرسم خريطه اسرائيل الجديده التوسعيه وفي هذا الاطار فقد اعلن الاسبوع الاسبوع الماضي ان لجنه رسم الخرائط الاسرائيليه الاميركيه بدأت عملها من اجل تحديد المناطق التي ستفرض عليها السياده الاسرائيليه في الضفه الغربيه وفقا لما
ذكرته” صحيفه” اسرائيل اليوم “وذكرت الصحيفه ان مسؤولا اميركي رفيع المستوى اكد انه تم اختيار اعضاء اللجنه الاميركيه الاسرائيليه التي ستناقش فرض السياده الاسرائيليه على عدد من مناطق الضفه الغربيه وتضم هذه اللجنه من الجانب الاميركي سفير واشنطن لدى اسرائيل ديفيد فريدمان ومستشاره ابيل لاتستون وكذلك سكوت ليث المسؤول عن ملف الشؤون الاسرائيليه الفلسطينيه في مجلس الامن القومي الاميركي اما من الجانب الاسرائيلي فتضم سفير اسرائيل في الولايات المتحده رون دريمر والوزير ياريف ليفين ومدير عام ديوان رئيس الوزراء روبين بيرتس وبالعوده الى اولمرت فانه حذر في مقاله من ان خطوات احاديه الجانب لضم اراض فلسطينيه من شانها ان تشعل نار العنف والارهاب
وكذلك تقوض السلام الهش بيننا وبين الاردن وربما ايضا تقوض السلام مع مصر .
وبهذا فان اولمرت يحذر كما حذر الكثيرون ان من شأن قيام اسرائيل بضم المزيد من الاراضي الفلسطينيه من شأنه ان يشكل موجه جديده من العنف والارهاب في المنطقه كذلك من شأن ذلك تعريض اتفاقيه السلام الاردنيه الاسرائيليه للخطر وقد كان وصف اولمرت لتلك الاتفاقيه بانها هشه اي ضعيفه لان الشارع الاردني لن يرضى بضم اسرائيل للاراضي الفلسطينيه في الضفه الغربيه وهو رافض تماما لصفقه القرن والموقف الرسمي الاردني الذي يتبناه العاهل الاردني منسجم تماما مع الموقف الشعبي حيث كرر اكثر من مره اللاءات الثلاث وهي : رفض المساس بالوضع العربي والاسلامي في القدس ورفض فكره الوطن البديل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن .
ومعلوم ان الموقف الاردني من صفقه القرن واضح تماما ايضا حيث اعلن العاهل الاردني رفضه لتلك الصفقه واكد انه لا حل للصراع الا من خلال رؤيه الدولتين دوله فلسطينيه الى جانب دوله اسرائيل كما
اعلن رفضه الشديد اعتزام اسرائيل ضم اراض فلسطينيه خاصه غور الاردن وشمال البحر الميت التي تحاذي الحدود الاردنيه واكد اولمرت في مقاله انه على قناعه بان الحاجه الى الانفصال عن الفلسطينيين
والموافقه على قيام دوله فلسطينيه مستقله الى جانب اسرائيل هو مصلحه جوهريه لاسرائيل وقال :
انه لا يشك بان قسما هاما من الجمهور الاسرائيلي يريد وقف السيطره على ملايين الفلسطينيين ممن لا يمكنهم ان يقيموا حياه حره بحيث يتمتعون بحقوق المواطنه الكامله في الدوله التي يريدون ان يعيشوا فيها وهي دولتهم الفلسطينيه ولا شك ان البديل الوحيد لاقامه الدوله الفلسطينيه هو الدوله الواحده التي
التي يحذر كثير من القاده الاسرائيليين العسكريين والامنيين والسياسيين من انها ستهدد مستقبل اسرائيل وستكون دوله عنصريه على غرار دوله جنوب اسرائيل سابقا كما ان العرب سيصبحون فيها اكثريه وحتى ترامب صاحب صفقه القرن حذر مره من ان رئيس وزراء اسرائيل سيكون اسمه محمدا !!
وقال اولمرت في مقالته لماذا التقيت مع ابو مازن ان هناك حاجه للعوده الى الحديث مع القياده الفلسطينيه وذلك من اجل بدء مفاوضات ناجحه تؤدي الى اتفاق تاريخي من خلاله تقام دوله فلسطينيه مستقله عاصمتها القدس الشرقيه واكد انه مقتنع بان يجب الحديث مع ابو مازن ولهذا التقاه رغم وجود فوارق كثيره بينهما واضاف لو كان بيننا توافق كامل لتوصلنا الى اتفاق وسلام قبل 12 سنه وختم اولمرت مقاله قائلا : ان رغم تحريض نتنياهو ضده اثر لقائه ابو مازن فان ذلك التحريض لم يمنعه من ابداء رايه والعمل بالطريق الذي يعمل فيه الناس في دوله ديمقراطيه ومتسامحه كي يحققوه .
وكان نتنياهو هاجم بشده اولمرت لاجتماعه مع الرئيس عباس ووصف الاجتماع بانه نقطه انحطاط في تاريخ اسرائيل وان ذلك اللقاء عار ومخز اما سفير اسرائيل في الامم المتحده دانون وهو من حزب الليكود فقد ادعى ان اجتماع اولمرت بعباس اعطى دفعه لما زعم انه الارهاب الفلسطيني ولا شك ان هجوم اليمين الاسرائيلي على اولمرت على خلفيه لقائه الرئيس عباس يؤكد ان اهميه هذا اللقاء وانه كشف ان اليمين الاسرائيلي لا يريد السلام وانما يفضل عليه الاستيطان والتوسع والضم ورغم ذلك فان ذلك اللقاء يعد نقطه ضوء في اخر نفق السلام المظلم ولا شك ان ذلك الضوء لن ينطفئ لان الشعب الفلسطيني شعب محب للسلام ولان بين الاسرائيليين عقلاء عديدون يؤمنون بذلك السلام . والله الموفق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى