أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

الرئيس السيسي والخطاب الديني…بقلم د.محمد الحسيني

الرئيس السيسي والخطاب الديني

العلامة السيد محمد علي الحسيني

د.محمد الحسيني - المنتصف
د.محمد الحسيني – المنتصف

صحيفة المنتصف

شهدت مصر في الآونة الأخيرة تغيرات جديدة في أعلى المراكز والمؤسسات الدينية، حيث تم تكليف الشيخ الدكتور أسامة الأزهري وزيرًا للأوقاف المصرية خلفًا للشيخ الدكتور محمد مختار جمعة، ولاشك أن هذا التغيير يعكس رؤية القيادة السياسية لتعزيز الخطاب الديني المعتدل والوسطي الذي يحتاجه المجتمع المصري اليوم، ناهيك عن تعيين فضيلة الدكتور نظير عياد مفتياً للجمهورية المصرية خلفًا للمفتي الشيخ شوقي علام، وهي تغييرات تساهم في الحفاظ على استقرار الخطاب الديني، وتجسد التزام الدولة بالتصدي للأفكار المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع.
تأتي التغييرات في القيادات الدينية بمصر في إطار توجيه دقيق من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يسعى إلى تحسين الخطاب الديني وتجديده مع تأصيله، وتعيين الشخصيات المؤهلة والمشهود لها بالكفاءة يعزز من قوة المؤسسات الدينية ويعيد لها الثقة بين أفراد المجتمع، كما أن القيادة المصرية على بصيرة من أهمية وضرورة مواجهة الأفكار الضالة وتعزيز الوعي الديني الصحيح الذي يراعي التعددية ويحترم الاختلافات.

تكليف الشيخ الأزهري وزيرا للأوقاف

إن تكليف الشيخ الدكتور أسامة الأزهري وزيرًا للأوقاف لم يكن قرارا عشوائيا، بل يعتبر خطوة استراتيجية لتحسين الأداء داخل الوزارة، فهو معروف بنزعته الفكرية الوسطية واهتمامه بالتعليم الديني الصحيح، والتأكد من توجيه الرسائل الدينية بشكل صحيح يسهم في تخريج أئمة وعلماء قادرين على مواجهة التحديات الحالية.

تعيين الدكتور نظير عياد مفتيا للجمهورية

أما عن تعيين الدكتور نظير عياد مفتياً للجمهورية العربية المصرية فهو يأتي في ظروف تتطلب قيادة دينية تتسم بالحكمة والاعتدال، فالدكتور عياد يمتلك خبرة واسعة في مجالات الفقه والشريعة، وهذا يضمن أن الخطاب الذي يخرج من دار الإفتاء يكون مواكبًا لأحدث المستجدات ومتسمًا بالاعتدال، مما يساهم في التصدي للأفكار المتطرفة.

نهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني

إن نهج الوسطية والاعتدال هو حجر الزاوية في الخطاب الديني في مصر في المرحلة الراهنة، فهو يهدف إلى نشر ثقافة التسامح والحوار بين المذاهب الإسلامية، ما من شك أن تعزيز هذه القيم يعكس صورة إيجابية للمجتمع المصري في العالم الإسلامي ويعزز من تماسكه الداخلي، فالمرحلة الحالية تتطلب تعزيز الحوار البناء بين المذاهب الإسلامية،ومن المعلوم أن التسامح يساعد في تقليل التوترات بين الطوائف المختلفة ويعزز من قيم العدالة والمساواة، والعمل على التقريب بين القلوب ضرورة ملحة لأجل بناء مجتمع متماسك يسود فيه السلام.

مصر منارة الفكرالمتنور

لطالما كانت مصر رائدة في العالم الإسلامي في مجال الفكر المتنور، فهي تحتضن الكثير من العلماء والمفكرين الذين نسجوا منطق العقل في مجالات الدين والسياسة، فالتراكم التاريخي للتجارب والمواقف يجعل من مصر مركزاً للفكر المعتدل الذي تحتاجه الأمة.

دعم الرئيس السيسي للعلماء والمؤسسات الدينية

لا يمكن أن نغفل الدور الذي يضطلع به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم العلماء والمؤسسات الدينية، فالرعاية التي يقدمها تعكس روحا إيمانية قوية وتؤكد على أهمية الفكر الديني الصحيح، كما أن دعم الدولة يعد عاملاً أساسياً في تعزيز المؤسسات الدينية وتقديم الدعم للعلماء لبناء مجتمع بعيد عن التطرف.

ونختم بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث الإسلامي وأصالته وتعزيز الروح الإيمانية الروحانية في المجتمع يعد أمراً حيوياً، فتراثنا هو هويتنا، والحفاظ عليه يلعب دوراً مهماً في ترسيخ قيمنا الأصيلة بين الأجيال، وإن تكاتف الجهود بين الدولة والعلماء هو السبيل الوحيد نحو تحقيق هذه الأهداف النبيلة.
كما لاننسى أن الخطاب الديني يمثل في مصر حافزًا لتوحيد الصفوف ونشر ثقافة الاعتدال، لذلك نجد أن التغييرات الأخيرة في القيادات الدينية تعكس تلك الروح الرائدة التي يحملها العلماء في استعادة نظرة المجتمع نحو الدين.
ومن هنا نتوجه بالشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على رعايته ودعمه للنهج المعتدل الذي يضمن للمجتمع المصري مستقبلاً ينطلق من قيم التسامح والإخاء.
*أمين عام المجلس الإسلامي العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى