القضية الفلسطينية محور وصلب تطلعات الاشقاء العرب بقلم: الدكتور حنا عيسى
القضية الفلسطينية محور وصلب تطلعات الاشقاء العرب
بقلم: الدكتور حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
صحيفة المنتصف
رغم الاوضاع الجارية في بعض البلدان العربية نتيجة الانتكاسات الذي سببها بما يسمى بالخريف العربي تبقى القضية الاهم لشعوبنا العربية هي القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الام وجوهر الصراع العربي – الاسرائيلي. ولا ننسى بأن جميع المواقف الرسمية وغير الرسمية في البلدان العربية تؤيد الحل القائم على العدالة بما يعيد للفلسطينيين حقوقهم الشرعية وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة رقم 194 لسنة 1948.. ويتساءل البعض – لماذا الشعوب العربية في انتكاساتها بما يسمى بالخريف العربي لم ترفع صوراً أو شعارات تخص القضية الفلسطينية؟ فالإجابة تقول بأن هذه الشعوب لها أولويات داخلية تكمن بلقمة العيش والبطالة والحقوق والحريات العامة ومسائل الديمقراطية والتعددية.. الخ. وهذا لا يعني مطلقاً بأن هذه الشعوب نسيت القضية الام فلسطين بل على العكس القضية الفلسطينية راسخة في قلوب ووجدان كل العرب اجمعين.. حالياً هناك مشاكل داخلية بحاجة لحل ومن ثم ستتفضى الشعوب العربية الى مساندة الشعب الفلسطيني في قضاياه العادلة.. لكن الملفت للنظر بأن اسرائيل تتحجج بالأوضاع داخل بعض الدول العربية لتتهرب من مستحقات العملية السلمية لتطبيق مبدأ حل الدولتين وترجع ذلك الى عدم الاستقرار في هذه البلدان.. وهذه الحجة عارية عن الصحة تماماً بأن الذي يزيد التوتر في المنطقة العربية هو رفض اسرائيل العودة الى المفاوضات وتحديد مرجعية عملية السلام.
ونحن كفلسطينيين نقدر للشعوب العربية حالياً ظروفها وأولوياتها للوصول الى الاستقرار وتشكيل الحكم السديد لحل المشاكل الداخلية فيها أولاً ونعلم جيداً بأن العرب مجتمعين يؤيدون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما نحن نعلم جيداً بأننا نقف على نفس المسافة من اشقائنا العرب في دعم قضاياهم الداخلية كما تقررها شعوبها ثانياً ومواقفنا الداخلية كفلسطينيين نابعة من أن قوة الموقف العربي المشترك اساس المساندة الحقيقية لنا كفلسطينيين ثالثاً ونحن مع قرارات الشعوب العربية في تحقيق مصيرها وتحديد نظام الحكم فيها على قاعدة عدم التدخل في شؤونها الداخلية رابعاً.
وعلى ضوء الاوضاع السائدة والمتغيرات في بعض البلدان العربية تبقى القضية الام فلسطين محور وصلب تطلعات الاشقاء العرب استناداً الى الحق الفلسطيني غير القابل للتصرف من جهة وان القدس تبقى روح الامة العربية بمسلميها ومسيحييها على اعتبارها مهبط الديانات السماوية الثلاث من جهة اخرى.
لذا، فإننا كفلسطينيين نتطلع الى امتنا العربية في الوقوف الى جانب شعبنا في حق تقرير المصير الذي يقوم على اساس حق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها، أي التحرر من الاستعمار والسيطرة وتأسيس دولة مستقلة ذات كيان سياسي مستقل بناءً على أن الشعوب متساوية في هذا الحق، فمن الطبيعي أن يكون للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، وفي انشاء دولته المستقلة التي عاش فيها منذ الاف السنين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.