لقاء مركزي الحرية والتغيير بالمكون العسكري ..حسابات الربح والخسارة
لقاء مركزي الحرية والتغيير بالمكون العسكري ..حسابات الربح والخسارة
صحيفة المنتصف
الخرطوم خاص : رحاب فضل السيد
شهد يوم الأربعاء الماضي انطلاق عملية سياسية جديدة في المشهد السياسي السوداني ، أعدت لها الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونتامس) والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيغاد ، لكن لم تسِر السفينة مثلما خطط لها الرّبان ، حضر الجميع إلى المكان، قادة المكون العسكري ، حركات مسلحة ، كيانات سياسية داعمة لإنقلاب 25 أكتوبر ، وهؤلاء جميعهم وجهتهم واحدة .. غاب اللذين اتخذوا موقعهم في الضفة الأخرى وهم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وقوى المقاومة السلمية بمختلف مسمياتها شاهرين شعاراتهم أمام الجميع (لاشراكة – لاتفاوض – لاشرعية) وهو ما خيب الآمال وجعل الرّبان يعيد حساباته مرة أخرى حتى يعبر النهر .
حوار غير مباشر
كانت المؤشرات تشير إلى أن الجلسة الأولى لحوار الآلية الثلاثية المباشر كانت دون التوقعات ولا يرجى منها حل بشكلها الذي عليه ، وهذا ما لم يخفيه مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان محمد الحسن ولد لبات الذي دعا الأطراف السودانية إلى الوحدة وتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه بلادها، مضيفا أنه لا يتصور حلاً سياسياً إلا بمشاركة الأطراف السياسية التي لم تشارك في جلسة الحوار ، والأطراف التي لم تشارك هي (قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والحزب الشيوعي وحزب الأمة القومي ولجان المقاومة السلمية) ، وبلا شك هذا ما دعا مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي في وسفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم علي بن حسن جعفر لطلب اجتماع وصف بأنه غير رسمي أعلنت عنه قوى الحرية والتغيير في بيان صادر عنها لتخرج ببيان آخر صبيحة يوم الجمعة استعرضت فيه نتائج اجتماعها بممثلين للمكون العسكري ، ومن أهم ما ورد في البيان (طرحت قوى الحرية والتغيير ضرورة إنهاء الانقلاب وتسليم السلطة للشعب، عبر خارطة طريق واضحة وقاطعة وفي إطار عملية سياسية أطرافها هما قوى الثورة والتغيير من جانب والذين قاموا بالانقلاب من جانب آخر، وفي هذا فإن قوى الحرية والتغيير لا تدعي احتكار تمثيل قوى الثورة، بل ندعو كل قوى الثورة لوضع رؤية مشتركة وتعبئة شعبنا والمجتمعين الاقليمي والدولي لمساندة هذه الرؤية وحق شعبنا في نظام مدني ديمقراطي كامل) وأكدت على أنها لم تشارك في مسار حوار (فندق روتانا) أو أي عملية سياسيةٍ زائفة تسعى لشرعنة الانقلاب ، إلى جانب ذلك قالت الحرية والتغيير ستقوم بتسليم رؤية واضحة حول إنهاء الانقلاب وتسليم السلطة للشعب لكل من الآلية الثلاثية والمجتمعين الاقليمي والدولي بعد التشاور مع كل حلفاءها وأصدقائها من قوى المقاومة والثورة.
التمسُّك باللاءات المعلنة
أثارت خطوة قبول الحرية والتغيير الجلوس مع السلطة العسكرية ردود أفعال واسعة بين رافضين ومؤيدين الأمر الذي جعل قوى الحرية والتغيير في مرمى نيران حلفائها ، وأكد تجمع المهنيين السودانيين على موقفه الرافض للتفاوض سواء كان تفاوضاً مباشراً أو غير مباشر، وقال إنه أخطر بذلك دعاة التفاوض الدولي والاقليمي من خلال اللجنة الثلاثية، مع مواصلته في التصعيد المستمر مع شعب السوداني الكتف بالكتف حتى إسقاط السلطة الانقلابية ،وهذا هو السبيل لتأسيس دولة المواطنة أساساً للحقوق و الواجبات وتحقيق العدالة والتحول الديمقراطي وفقاً لبيان أصدره التجمع . ومن ردود الأفعال المثيرة تغريدة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي التي قال فيها (رفض الحوار تحت ضوء الشمس وقبوله بضوء المسرجة ، ما أشبه جلسات اليوم بلقاء بين أنيس الحجّار) ، وقالت المجموعة الثورية غاضبون بلا حدود (في سبيل تحقيق التغيير التاريخي،والإنتقال من دولة ما بعد الإستعمار التي يُديرها النخب إلي الدولة التي يُديرها الشعب،سنناضل ونُعتقل ونُصاب حتي آخر فرد في الكيان. سيظلُ الكيان خنجراً مسموماً في وجه التسوية والتسلق).
بدورها رحبت السفارة الأمريكية بالسودان بالاجتماع الذي تم بين الطرفين بدعم من سفارة المملكة العربية السعودية وبحضور وفد الولايات المتحدة الأمريكية وممثلين من المكون العسكري وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي بغرض تبادل الأفكار حول كيفية حل الأزمة السياسية الراهنة وكذلك الوصول لعملية سياسية تؤدي الي الانتقال الديمقراطي. وقالت السفارة الأمريكية عبر بيان لها (إننا نرحب بالتزام الطرفين لوضع مصلحة بلادهما أولاً والحوار مع اصحاب المصلحة الآخرين. هذا الاجتماع لايشكل باي حال من الأحوال بديل للآلية ولكن يتطابق مع دعم كل المجهودات لبناء الثقة بين الأطراف ) .
Almontsf.com