صحيفة المنتصف
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم الأربعاء بأننا نهنىء أبناء كنيستنا الارثوذكسية بمناسبة بدء صوم السيدة العذراء والذي يبتدأ اليوم وينتهي نهار عيد رقاد السيدة حسب التقويم الشرقي.
اننا نؤكد أيضا بأننا متمسكون ومتشبثون بانتمائنا للمسيحية المشرقية القويمة النقية وجذورنا عميقة في تربة هذه الأرض المقدسة ، كما اننا في نفس الوقت نرفض التفسيرات المغلوطة للكتاب المقدس والتي تتبناها جهات متصهينة في الولايات المتحدة وفي غيرها من الأماكن وهؤلاء يحللون ما حرمه الله ويفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم وفق مصالحهم واجنداتهم .
اننا متمسكون باستقامة الايمان ونرفض الهرطقات والبدع بكافة اشكالها والوانها وندعو أبنائنا للتمسك بايمانهم والتشبث بانتمائهم لكنيستهم هذه الكنيسة التي لها حضور لم ينقطع لاكثر من الفي عام في هذه الأرض المقدسة .
وبالرغم من كل المؤامرات التي تحيط بنا وتستهدف وجودنا بهدف اضعاف وتهميش كنيستنا وسلبها اوقافها وعقاراتها فإن مقاومتنا لهذا الشر الذي يستهدف حضورنا المسيحي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم يجب ان يكون من خلال تشبثنا باتنمائنا الروحي والايماني وتمسكنا أيضا بهويتنا الوطنية فنحن ننتمي لهذا الوطن وفلسطين هي وطننا وهي قضيتنا وهي ارضنا وهي البقعة المباركة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
لسنا جاليات في اوطاننا ولسنا أقليات في بلادنا فهذا المشرق العربي وقلبه النابض فلسطين الأرض المقدسة انما جمالها وبهاءها ورونقها لا يمكن ان يكون الا من خلال هذا التنوع وهذا التعايش وهذا التلاقي بين أبناء الامة الواحدة والشعب الواحد .
لسنا اقلية او جالية في وطننا وان كنا قلة في عددنا بسبب ما الم بنا وبشعبنا ونرفض ان ينظر الينا احد كأقلية كما اننا نرفض بأن يتم التعاطي معنا وكأننا جالية او بضاعة مستوردة من هنا او من هناك .
لسنا بضاعة مستوردة من الغرب او من أي مكان في هذا العالم فانتمائنا هو لهذا المشرق ، والمسيحية التي ننتمي اليها بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة ففلسطين هي ارض التجسد والفداء والميلاد والقيامة والنور ، وفلسطين هي مهد المسيحية والفلسطينيون جميعا يفتخرون بأن وطنهم انما هو ارض مقدسة ويفتخرون أيضا بأن عاصمتهم هي حاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية .
نفتخر بمسيحيتنا المشرقية النقية القويمة التي بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة ولكننا في نفس الوقت نرفض التقوقع والانعزال ولا نريد لابنائنا ان يعيشوا داخل اسوار مغلقة فهم مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى لكي يكونوا ملحا وخميرة لهذه الأرض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب المناضل والمكافح من اجل الحرية فقضية شعبنا هي قضيتنا جميعا، ومن واجبنا ان ندافع عن عدالة القضية الفلسطينية وان ندافع عن مدينة القدس التي تستهدف مقدساتها واوقافها كما يستهدف أبنائها .
نتمنى من المرجعيات الروحية في عالمنا الا تتنصل من مسؤولياتها فيما يتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية فدافعوا عن القدس عنوان كرامتنا وتاريخنا وتراثنا ودافعوا عن القضية الفلسطينية التي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.
أقول للمسيحيين في بلادنا وفي مشرقنا لا تخافوا اذا ما لاحظتم ان اعدادكم في تراجع ولا تخافوا اذا ما شاهدتم هذا الكم الهائل من المؤامرات التي تحيط بنا وتستهدف وجودنا فإن الرب لن يتركنا حتى وان تخلى عنا سياسيو هذا العصر وتآمر علينا الكثيرون وسعت أدوات الاستعمار لافراغ منطقتنا من مسيحييها ومن غيرها من المكونات الاصلية والاصيلة فيها .
احبوا كنيستكم ومن احب كنيسته احب وطنه لان الكنيسة تبشرنا دائما بالمحبة لا بل ان الكتاب المقدس يقول بأن “الله محبة” والمسيحي الحقيقي هو الذي يجب أن يتفانى ويضحي في سبيل من يحب والوطن يستحق ان نضحي في سبيله وان ندافع عنه حتى تعود الحقوق السليبة الى أصحابها وينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي ناضل ومازال يناضل في سبيلها ومن اجلها قدم التضحيات الجسام .
سيبقى الصوت المسيحي المشرقي في منطقتنا والفلسطيني في بلادنا صوتا مناديا بالحق والعدالة ونصرة المظلومين وستبقى فلسطين قضيتنا حتى وان تخلى عنها البعض وتآمر عليها البعض الاخر .
سيبقى الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني في هذه الديار المقدسة صوتا مدافعا عن فلسطين وقضيتها وشعبها وصوتا مدافعا عن القدس الجريحة والمتألمة والتي يُستهدف أقصاها ويستهدف مسلموها كما يُستهدف أيضا فيها الحضور المسيحي الأصيل والعريق والاوقاف والعقارات المسيحية التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وعراقة انتمائنا لهذه الأرض المقدسة .
لن تؤثر علينا أية أصوات نشاز نسمعها بين الفينة والأخرى وهي تحرض على الطائفية والكراهية والتطرف والعنف ولن تؤثر علينا اية اساءات او تحريض نسمعه من هنا وهناك فنحن قوم لا نخاف من احد الا من الله تعالى الذي يريدنا ان نحبه والا نخافه وهنالك فرق وبون شاسع ما بين المحبة والخوف، لن تؤثر علينا اية أصوات نشاز تريد للصوت المسيحي ان يكون مقموعا وضعيفا وخافتا لا بل يريدنا البعض ان نكون صامتين مكتوفي الايدي لا حول لنا ولا قوة ونحن نشاهد امامنا بأم العين ما يرتكب بحق قدسنا ومقدساتنا واوقافنا وانساننا .
لن نخاف من احد في دفاعنا عن الحق فهذه هي رسالتنا وهذه هي مبادئنا وهذا هو انتمائنا .
نحن مسيحيون 100% وفلسطينيون 100% وهذه هي هويتنا ونحن نفتخر بانتمائنا للمسيحية المشرقية كما نفتخر بانتمائنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتاريخا وتراثا .