أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

الدورة الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية… بقلم فاطمة الحسيني

بقلم فاطمة الحسيني

فاطمة الحسيني - المنتصف
فاطمة الحسيني – المنتصف

صحيفة المنتصف

إن الانتخابات الرئاسية الراهنة في إيران، تشكل أحد الأحداث الرئيسية في الساحة السياسية الدولية، حيث تسلط الضوء على الديناميكيات والتوجهات السياسية داخل ايران، وضمن هذا السياق، يبرز دور مجلس الصيانة كحارس للعملية الانتخابية الذي يؤكد على أهلية المرشحين وفقاً لمعايير دقيقة وصارمة، ويقف ستة مرشحين أقوياء على خط الانطلاق، بعد حصولهم على دعمه الرسمي، الأمر الذي يستشرف مرحلة جديدة ومثيرة في السياسة الإيرانية.

أبرز المرشحين المعتمدين في الانتخابات

إن عدد المرشحين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هم ست شخصيات لها وزنها العلمي والسياسي وسنذكرها باختصار:

محمد باقر قاليباف، وهو شخصية بارزة ذات خلفية عسكرية وسياسية قوية ورئيس البرلمان الحالي .

سعيد جليلي، ويعتبر الأوفر حظاً وسط دوائر السلطة، خصوصاً لدى المرشد الأعلى.

مسعود پزشكيان، الذي يعد من بين الوجوه المعتدلة في السباق الرئاسي.

أمير حسين قاضي زاده هاشمي، معروف بإنجازاته ومواقفه السياسية المتميزة.

علي رضا زاكاني، ذو الخلفية العلمية والإنجازات البحثية القوية.

مصطفی پور محمدی، الذي يحظى بتاريخ سياسي طويل ومثير للجدل.

الشخصيات البارزة والدور المتوقع

ضمن القائمة المتميزة من المرشحين، يُنظر إلى سعيد جليلي بوصفه الأقرب لنيل الرئاسة، وذلك بفضل ما يحظى به من دعم لدى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وإن جليلي، خال من أي ملف فساد أو إجرام وملاحقة دولية وهو بخلفيته المتشدده كمفاوض نووي وممثل لخامنئي في مجلس الأمن القومي، يحمل في جعبته تجربة ديبلوماسية وأمنية قوية تمكنه من النهوض بالمهام الرئاسية على أفضل وجه. في المقابل يأتي محمد باقر قاليباف ومسعود پزشكيان كمرشحين يتمتعان بشعبية كبيرة وخبراء في الإدارة والسياسة، وهما قادران على تقديم بديل وسطي يحظى بقبول واسع.

تحليل لتفضيلات المرشد الأعلى وأثرها

لا يُمكن تجاهل تأثير تفضيلات المرشد الأعلى السيد علي خامنئي في توجيه مسار الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إن دعمه أو تفضيله لمرشح معين يمكن أن يعتبر إشارة للمؤسسة الحاكمة وللناخبين على حد سواء. في هذه الدورة الاستثنائية، يبدو أن جليلي يحمل لواء التفضيل الشخصي لخامنئي، ما يضعه في موقع يُحسد عليه في السباق نحو الرئاسة، وهذا الموقف لا يعزز حظوظ جليلي فحسب، بل يسلط الضوء أيضاً على طبيعة الانتخابات كعملية معقدة يشكل فيها الدعم السياسي والتوجيه الإيديولوجي عوامل حاسمة.

التوقعات والأثر الممكن

مع اقتراب يوم الاقتراع في 28 حزيران الجاري، تحوم التوقعات حول من سيشغل أعلى منصب رسمي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. الأثر المتوقع لنتائج الانتخابات لا يقتصر على السياسة الداخلية الإيرانية فحسب، بل يمتد ليشمل العلاقات الدولية، وخصوصاً مع القوى الغربية في خضم الكثير من التحديات التي تعصف بالمنطقة، وإن اختيار الرئيس القادم سيحدد مسار إيران في المفاوضات النووية، وسيقرر كيفية التعامل مع الملفات الإقليمية والتحديات الاقتصادية الداخلية. إذا ما اتجه الناخبون نحو التصويت لجليلي، قد نشهد تعزيزاً للمواقف الحالية، بينما قد يمثل فوز أحد المرشحين الآخرين نقطة تحول في بعض السياسات الإيرانية.

في الختام، تقف الانتخابات الرئاسية الإيرانية كحدث بارز واستثنائي يحمل في طياته تغيرات محتملة قد تشكل مستقبل البلاد، بينما يحظى كل مرشح بخصائص تميزه. يبقى السؤال معلقاً حول من سينال ثقة الشعب الإيراني ويقود دفة الحكم في الأعوام الأربعة المقبلة، سواء كان ذلك من خلال استمرارية السياسة الحالية أو اعتماد نهج جديد، فإن الانتخابات ستشكل لحظة حاسمة في تاريخ إيران السياسي، وللناخبين الإيرانيين الكلمة الأخيرة والفصل في تحديد مستقبل بلدهم، ما يجعل من يوم الاقتراع لحظة تاريخية بكل المقاييس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى