أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الرئيسيةغزة

الأمين العام لحركة الجهاد : الفلسطينيين بحاجة لمقاربة تختلف عن الماضي 

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة : إن الفلسطينيين بحاجة لمقاربة تختلف عن الماضي

زياد النخالة -المنتصف
زياد النخالة -المنتصف

صحيفة المنتصف

وأضاف  في مقابلة عبر قناة (فلسطين اليوم) بمناسبة الذكرى السنوية السادسة للحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع: أن القيادة الفلسطينية قبلت وفاوضت على الوهم عبر اتفاق (أوسلو)، ولا زلنا نراوح في المكان نفسه. 

وتابع: أن السلطة عقدت اتفاق (أوسلو) وركضت خلف الوهم وإسرائيل لن تعطي الفلسطينيين شيئاَ، معرباً عن أسفه بأن السلطة منفتحة على الإسرائيليين ومنغلقة على غزة، وفق تعبيره.

وحول الوحدة الوطنية، قال الأمين العام لحركة الجهاد: إن موقف الجهاد إيجابي في الوحدة الوطنية ومن دون حدود، وندفع باتجاه هذا الموقف حتى لو كان على حسابنا 

وفيما يتعلق بمخطط “الضم” والموقف الأردني، قال النخالة: إن رد الفعل الأردني هو رد الخائف والمتوتر، لأن مشروع الضم سيؤدي لترحيل الفلسطينيين.

وأكد أنَّ المقاومة الفلسطينية كسرت وتجاوزت الحدود والخطوط الحمراء في التعامل مع “العدو” الإسرائيلي، مشدداً على أنَّ غزة وضعت معادلة مهمة مفادها أن أي عدوان إسرائيلي سترد عليه مهما كان حجمه.

وقال النخالة: “في 2014 لم نعتبر استهداف أي مدينة إسرائيلية هو كسر للخط الأحمر فكما يستهدف القطاع بالكامل اعتبرت المقاومة أن فلسطين بالكامل هي هدف لصواريخ المقاومة وعملياتها”، موضحاً “أنًّ المقاومة تتطور يوميا وإمكانياتها تتعزز يومياً، رافضاً الحديث عن المفاجآت التي سيتلقاها العدو الإسرائيلي في أي معركة مقبلة، قائلاً: “الميدان سيتحدث”.

واضاف: “حرب 2014 جرت في ظروف وبيئة سياسية معقدة جدًا لم تكن مواتية على خلاف المعارك السابقة، خلال الحرب كان لمصر موقف من قطاع غزة وكان الانقسام الفلسطيني قائماً والحصار يشتد وكل هذه الظروف أدت لإطالة أمد المعركة”.

وأشار إلى أنَّ القاهرة تقدمت بعد أسبوع من بداية العدوان بمبادرة وقف إطلاق النار، واعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية -آنذاك- غير منصفة، وبالتالي رفضناها لأنها ساوت بين الجلاد والضحية.

ولفت إلى أنَّ العدوان الإسرائيلي على غزة بعد سلسلة من الأحداث في الضفة، منها اعتداء المستوطنين على عائلة أبو خضير، واختطاف ثلاثة من الجنود.

وذكر النخالة أن إسرائيل افتتحت العدوان بقصف نفق لحماس واستشهاد ستة مقاومين وقصف أهداف عدة، مشيراً إلى أنَّ قرار المقاومة كان بالرد على العدوان الإسرائيلي، قائلاً : “وقرار الرد على العدوان هو الذي يجب أن يكون دائما هكذا وابتدأت المعركة المفتوحة”.

وأكد النخالة أنَّ المقاومة ردت بقوة، وكانت القوة ظاهرة، فيما مارست أقصى ما يمكن من القصف للمواقع والأهداف، مشيراً إلى :أنَّ قطاع غزة تعرض لحوالي 75 ألف غارة طيران إسرائيلي شنت على قطاع غزة المحدود جغرافيا”.

وقال: “المقاومة أثبتت لكل من يراقب أنها تستطيع مواجهة هذا العدوان وقوة إسرائيل الطاغية في المنطقة .. المقاومة بإمكانياتها استطاعت مواجهة هذا العدوان ولم تستطع قوات الاحتلال اختراق الحدود مع غزة، وواجهت مقاومة باسلة وشديدة في أكثر من محور وتكبدت خسائر كبيرة وفادحة.
وذكر النخالة أنَّ “اسرائيل” خسرت اكثر من 70 جندياً في المواجهات على حدود القطاع، وأكثر من 3 آلاف إصابة ضمن الجنود نتيجة هذا التصدي ونتيجة قصف المقاتلين.

وعن استهداف تل أبيب ورمزية ذلك الاستهداف، قال: “ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مدن مركزية داخل الكيان الصهيوني ففي 2012 كان هناك قصف لتل أبيب وتم كسر أول خط أحمر في تلك الحرب .. في 2014 لم نعتبر استهداف أي مدينة إسرائيلية هو كسر للخط الأحمر فكما يستهدف القطاع بالكامل اعتبرت المقاومة أن فلسطين بالكامل هي هدف لصواريخ المقاومة وعملياتها”.

وأشار إلى أنًّ المقاومة تجاوزت الحديث عن الخطوط الحمراء مع العدو، قائلاً “نحن نقاتل بكل ما نملك من قوة ولا نعطي أي اعتبار لأي خط أحمر مع العدو الإسرائيلي”.

وفي كواليس اتفاق وقف اطلاق النار، أوضح النخالة أنَّ القاهرة طلبت الاستماع للموقف الفلسطيني بشكل مباشر، مشيراً إلى أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق كان موجودا في القاهرة ولأكثر من أسبوعين لم يتم التواصل معه مطلقا وهذا يظهر مدى البيئة التي أحاطت بهذه المعركة، لافتاً إلى أنَّ عدم التواصل مع حماس كان بسبب الخلافات بين الحركة والقاهرة التي أعقبت 30 حزيران/يونيو.

وقال: “في هذا الوقت كان الحديث في القاهرة عن مخرج لهذا الوضع وضرورة إيجاد موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدوان، ونتيجة الاتصالات تم التوافق مع القيادة الفلسطينية بأن يكون هناك وفد فلسطيني موحد للمفاوضات.

ويرى النخالة أنَّ الاتفاق على وفد فلسطيني موحد بقيادة السلطة يأتي كتعويض عن المبادرة المصرية التي رفضت، وتعويض عن غياب السلطة عام 2012 عن المشهد الفلسطيني، الذي تم حصره بالجهاد وحماس.

وقال: “لإدراكنا جميعا لمصلحة الشعب الفلسطيني تم التوافق أن تقود منظمة التحرير الوفد الفلسطيني وأن يتم تمثيل كل القوى؛ لإدراكنا جميعا لمصلحة الشعب الفلسطيني تم التوافق أن تقود منظمة التحرير الوفد الفلسطيني وأن يتم تمثيل كل القوى”.

وأضاف: “لا أعتقد أن السلطة كانت مقتنعة بأن هذه المطالب تحققها لقطاع غزة في حين أنها غائبة عن القطاع وهذه من ضمن التعقيدات التي واجهتنا في المفاوضات”.

وتابع: “الاخوة في القاهرة تركوا لنا خيار صياغة مطالب جديدة وعندما تفتح المزاد لأكثر من 13 فصيل فلسطيني تكون أمام مأزق حقيقي وليس أمام حل (..) وهنا لا أقصد الانتقاص من حق أحد لكن عندما تجتمع الفصائل الفلسطينية بهذا العدد لا تكون التقديرات في مكانها الطبيعي”.

واشار إلى انَّ “الفصائل الفلسطينية صاغت عدداً كبيراً من المطالب وجزء منها يمكن تحقيقه والأطراف المطلعة أكثر تدرك أنه لا يمكن تحقيقها في بعدها السياسي”، كون غزة محاصرة ولا تمتلك الشرعية وكل المحيط له موقف سلبي.

وذكر أنَّ تحقيق المطالب بهذا السقف العالي كان موضوع عقبة في المفاوضات، مرجحاً أنَّ السلطة أعتقد أن السلطة كانت معنية في ذلك الوقت نتيجة الانقسام أو مصر بتحقيق هذه المطالب بمجملها.

وأشار إلى انَّ المصريين في اللقاء الأول صفوا الحساب في اللغة والخطاب مع حماس على خلفية ما حصل في القاهرة، مستذكراً أنه في لقاء آخر مع جهاز المخابرات المصرية ابلغتهم الاخيرة أنها محايدة في هذه المعركة، وأنهم وسطاء فقط بين المقاومة وبين الإسرائيليين، قائلاً: “هذا شكل لنا خيبة أمل كبيرة عبرنا عنها في اليوم التالي مع الذين شاركوا في هذه المفاوضات واعتذروا عن هذا التعبير ولكن هذا جوهر الموقف المصري وانعكس على الأداء” .

ونفى النخالة أنْ يكون هناك أي ضغط على الوفد الفلسطيني أو الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ ما جرى كان محاولات إيجاد صياغة مع الموقف الإسرائيلي المتعنت، لافتاً إلى أنَّ “اسرائيل” كانت تشعر أن القتال يجري بمعزل عن الجو السياسي.

وقال النخالة: “صياغة مواقف 13 فصيل وكل فصيل له رأي كان تضييع للوقت وليست إدارة بحجم المعركة والعدوان، لكن المقاومة كانت تسجل انتصارات ميدانية وكان الميدان مفاجئا للجميع”.

وأكد النخالة أنَّ الصمود والمقاومة في الميدان أدى بالإسرائيليين لأن يزيدوا الضغط باستهداف المباني السكنية، وهذا رسالة ضغط على المقاومة، ورسالة من الاحتلال على عدم نيته وقف إطلاق النار، وأنه سيهدم غزة بالتالي، قائلاً: “هذه كانت نقطة ضعف، وقررنا انه يجب أن يكون قرارنا وموقفنا مختلفاً حتى لا تستغل إسرائيل هذه النقطة”.

وقال: “تم صياغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة والإسرائيليين، وانجز الاتفاق خلال 24 ساعة”.

وأضاف: “الاتفاق يشير إلى أنًّ غزة لم تستلم، ولم ترفع الراية، وأن المقاومة في الميدان أثبتت أنه لا يمكن كسرها بهذه الطريقة، وهي رسالة كبيرة للمحيط والعدو أن المقاومة تستطيع المواجهة والحفاظ على قطاع غزة لكن لم نقبل بهذه النتيجة”.

وأكد النخالة “أنَّ أنه لم يكن هناك أي طرف مساند للمقاومة في غزة في معركة البنيان المرصوص، مشيراً إلى أنَّ تلك الحالة شكلت عامل ضغط كبير على المقاومة”.

وقال: “اسرائيل في قطاع غزة وعلى المستوى الإقليمي والدولي كان هناك موافقة على كسر القطاع، لكن في النهاية اسرائيل قبلت بوقف إطلاق النار ونحن قبلنا بالحد الأدنى من الإنجازات”.

وذكر أنَّ “المقاومة لم تنكسر، وهذه مسألة أساسية بالنسبة لنا والعدو لم يستطع دخول غزة، على الرغم من أن الاحتلال سعى لذلك مرات عدة وفي محاور عدة”

وتابع: “هيبة إسرائيل كسرت في هذه الحرب أمام قطاع غزة هذه المساحة الجغرافية المحدودة”.

وعن دور الأمين العام السابق الراحل الدكتور رمضان عبدالله شلح، قال: “حضور الدكتور في هذه المعركة وفي المواقف العامة للحركة كان حضوراً مهماً واستثنائياً”.

وأضاف: “حضور الدكتور رمضان كان بارزاً، ولم تنقطع توجيهاته لنا أثناء وجودنا في القاهرة، وكنا نتلقى التوجيهات من قبله، وكان له دور بارز في التغطية الإعلامية والسياسية بحكم موقفه وقدرته المتميزة عن الآخرين، وهو صاحب مبادرة باستمرار ويتابع أدق التفاصيل أثناء الحوارات”.
وعن تأثير حركة الجهاد الإسلامي في المشهد الفلسطيني، قال: الجهاد بعد كل معركة تختلف عما قبلها لكن في الحقيقة لا يدركون حقيقة وجوهر الجهاد حركة إسلامية ووطنية مجاهدة موجودة في الساحة الفلسطينية، في المعارك الكبرى يكتشف الناس أن الجهاد الإسلامي حكاية ثانية على عكس التعتيم الإعلامي، بحكم القوة والحضور والأداء الميداني تكسر هذا التابو الموجود على الحركة”.

وأوضح “أنَّ الجهاد الإسلامي حاضرة في المعادلة الفلسطينية منذ نشأتها، في الرؤية والموقف، مستذكراً معركة جنين الكبرى في الضفة، إلى جانب معارك أخرى في الضفة مثل معركة الخليل وادي النصارى، والمعارك الأبرز في انتفاضة الأقصى، إلى جانب العمليات الاستشهادية”.

وأردف قائلاً: “سجلت حركة الجهاد الإسلامي حضوراً لا يستطيع أحد أن ينكره، ولكن أحياناً المعارك المنفردة تميزها عن الآخرين، أضف لذلك الموقف السياسي الواضح ورؤيتها الواضحة تجاه العدو، إذ لا تبحث الجهاد عن دور أكثر مرونة مع العدو على حساب الثوابت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no