أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الرئيسيةمقالات

الضياع في زمن الإستسلام “فيلم جابر ” بقلم أسعد العزوني

الضياع في زمن الإستسلام..فيلم جابر 

اسعد العزوني
المنتصف / الكاتب الاردني اسعد العزوني

المنتصف

صحيح أن الصهيونية نجحت من خلال مراكز ضغطها ولوبياتها في واشنطن وأخطرها بعد الإيباك مركز بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية”MEMRI”،بفصلي من جريدة “العرب اليوم”المغدورة عام 2012 ،والتي تم إغلاقها بعد عام تنفيذا لقرار غير معلن،بسبب نشرها مقالا لي بعنوان”إسرائيل والسلام لا يتفقان “في 29-11-2011،لكنهم “فشروا “في منعي من الإستمرار في منهجي التي إرتضيته لنفسي وأنا أعرف جليا عواقبه .
لن تستطيع الصهيونية وكافة أذنابها فصلي عن مبادئي ومعتقداتي وما أومن به ،أن الصهيونية حركة عنصرية وهي مغلفة بأطياف سامة في مقدمتها الماسونية،وتتضمن حركات هدامة تدور في فلك الماسونية خدمة للصهيونية ،ومع شديد الأسف انها وجدت منطقتنا رخوة وقابلة لها ،ما جعلنا ندفع الثمن منذ نجاح المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في العثور على بقايا التيه اليهودي، قطّاع الطرق في جزيرة العرب وأبرزهم أبناء مردخاي سلول الخيبريين الصهانية المغتصبين لأرض الحجاز والحرمين والشريفين ،والساعين للسيطرة على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لبيعهما للصهيونية.
ما أود قوله خلال هذه الصرخة أن إتفاقيات أوسلو التي ورط بها النظام السعودي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ،بأن قرار إنشاء الدولة الفلسطينية بأيديهم ،إبتلعت كل فلسطين ،وفاقمت الإستدمار ،وأراحت الإحتلال من مواجهة المقاومة ،لأنها جعلت من سلطة أوسلو حارسة أمينة للإحتلال الذي أصبح أرخص إحتلال على وجه الأرض.
أما نحن في الأردن فقد فشل الصهاينة وهم في أوج تهورهم وقوتهم عام 1968، بعد أن هيء لهم أنهم حققوا نصرا مؤزرا على العرب في حزيران 1967 وسيطروا على كامل فلسطين وهضبة الجولان وصحراء سيناء وشريط حدودي في كل من الأردن وجنوب لبنان،دون علم منهم اننا نعرف أن ما جرى في ذلك الحدث ،كان عبارة عن مسرحية متفق على نتائجها sلفا ،وكانت بمثابة “سلّم وإستلم”،ولا نغفل طبعا إستبسال العديد من الضباط العرب وخاصة في الجيش الأردني في المواجهة أمثال صالح شويعر بطل وشهيد معركة وادي التفاح بنابلس ،وعبد الحليم الملاعبة بطل معركة وادي الصرار في القدس ،وأبطال المواجهات على أسوار الأقصى بالقدس والزبابدة في جنين.
لم يتمكن جيش الإحتلال الذي كان يقوده الأعور موشيه ديان من إحتلال جبال السلط بسبب التلاحم الأردني -الفلسطيني الذي جسده الجندي الأردني وأخيه الفدائي الفلسطيني ،وتمت هزيمة الأعور دايان ولم يتمكن من إخلاء قتلاه وجرحاه وآلياته المعطوبة التي تم عرضها في جبال عمان فرحة بالنصر.
لكنهم في زمن الإستسلام لهم بعد توقيع معاهدة وادي عربة ،أصابهم الجنون فوق جنونهم ، وأخذوا يعملون على تحقيق أمانيهم ورغباتهم التوراتية الدفينة ،بتكريس نظرية أن “شرق الأردن “جزء من أرض إسرائيل الكبرى ،ووصل الأمر بهم الإدعاء أن البتراء ووادي رم لهم ،ولا يريدون الإعتراف أنهم خرجوا من مصر وعبروا البحر الأحمر إلى جزيرة العرب، بعد أن تاهوا أربعين يوما، وتسللوا إلى فلسطين والشام مع الرومان ،بمعنى أنه لا علاقة لهم في أرضنا بلاد الشام مطلقا ،وأنهم أقاموا طويلا في جزيرة العرب،وها هي حصونهم في يثرب وخيبر تعود إليهم بعد إعلان النظام السعودي عن تصهينه وردته مع انهم لم يسلموا أبدا وإنما كانوا وما يزالون منافقين.
آخر خزعبلاتهم التي تزكم رائحتها أنوفنا هي إنتاجهم لفيلم صهيوني بتمويل أمريكي بعنوان “جابر” يثبت ملكيتهم للبتراء ووادي رم ،ومع شديد الأسف انهم وجدوا من ضعاف النفوس منا من ينفذ لهم الفكرة ،دون خوف من ضمير أو وجل من الله لأن مثل هذه الفكرة تعد تفريطا مباشرا بتراب الوطن ،وتضييعا متعمدا للحق .
لا يكلون ولا يملون ،مع ان كبير علماء آثارهم وهو البروفيسور فرانكشتاين أقر في ورقة عمل محكمة نشرها في مجلات علمية رزينة ،أن مستدمرة إسرائيل فشلت في إثبات تواجد اليهود في القدس ،بعد فترة حفر إستمرت أكثر من مئة عام،وإنهم لم يعثروا ولو على “شحفة “فخار صغيرة ،ومع ذلك أخذوا القدس عن طريق الطرمب ترمب ،وهاهم يعيدون الكرة في الأردن ،رغم ان التاريخ لا ينسى وجود الملك المؤابي ميشع الذي لقنهم درسا لن ينسوه وهزمهم شر هزيمة بعد أن كانت عصاباتهم تتحرش بأراضيه ،بعد ان كانوا عصابات يطلق عليهم العبرانيون في المنطقة.
الدليل الأقوى على عدم علاقتهم بالمنطقة وأعني بلاد الشام أنهم يسمون عبرانيين ،وصاحب الأرض لا يقبل مثل هذا التعبير ،ولكن ما أقوله ان ما حققوه ليس بقوتهم بل بضعفنا وتآمر الآخرين علينا الذين أرادوا التخلص من فسادهم وإفسادهم إلى الأبد بمنحهم فلسطين وطنا قوميا،وكانت أولى أدواتهم عبد العزيز بن مردخاي الخيبري.
لا بد من التذكير أن يهود بارعون في التزوير والتضليل ،فهم يعلمون جيدا عدم علاقتهم بالمكان ،ولذلك قاموا بدس قطع آثار مصنعة في العديد من الأمكنة ،ليقولوا بعد فترة انهم إكتشفوا آثارا تدل عليهم ،وقد فعلها موشيه دايان بعد إحتلاله الضفة الفلسطينية ،وشارون بعد إحتلاله جنوب لبنان ،وقد فعلوها عن طريق جواسيسهم “السواح”في المناطق الأردنية..وليس فيلم جابر عما نقول ببعيد.
عزاؤنا أن نقابة الفنانين الأردنيين تنبهت للفخ مبكرا ،وغنسحب أعضاؤها من المؤامرة التي لم تخطر على بالهم في البداية نمع إننا نعرف واقع الحال بالنسبة للفنان الأردني الذي يقبض على جمر الشرف والعزة دفاعا عن وطنه وامته ،ولذلك وجب علينا توجيه التحية لنقابة الفنانين الأردنيين ،وتثمين مواقف الرجال الرجال فيها الذي إنسحبوا من الفيلم قيد قراءة النص،ونطالب الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أن تعي دورها الوطني جيدا فقد طفح الكيل.
إن اليهود الصهاينة ينتقمون من الشعوب التي رفضتهم وأولها الشعب المصري ،ويليه شعب فلسطين والشعب الأردني والعراق ولبنان ،وهذا هو مبعث حقدهم ،ورغبتهم في الإنتقام منا ،وليتهم يواجهوننا منفردين بدون دعم خارجي ومؤامرات داخلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى