أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

الاعتماد على الله والثقة بالنفس والمهارة في ادارة الازمات صفات الجيوش التي لا تقهـــر

الاعتماد على الله والثقة بالنفس والمهارة في ادارة الازمات صفات الجيوش التي لا تقهـــر

فواز عطية
القاضي المقدسي فواز عطيه /المنتصف

بقلم: فواز ابراهيم نزار عطية
قاضي المحكمة العليا الفلسطينية
​التاريخ 16/8/2019

صحيفة المنتصف

تناولت الصحف المحلية والعالمية على مدار اليومين الماضيين اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي في أول أيام عيد الأضحى المبارك الموافق ل 11/8/2019 ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل غاز باتجاه المصلين الفلسطينيين الموجودين فيه، كما اعتدت بالضرب على رئيس مجلس الأوقاف والمفتي العام للقدس وسائر الديار الفلسطينية وعلى عدد من المصلين العُزل وسالت الدماء في الحرم الشريف دون وجه حق.
هذا الامر ليس بجديد على سلطة الاحتلال ولن يكون الاول أو الاخير، مادام وزير الامن الداخلي للسلطة المحتلة و مدير شرطة الاحتلال في القدس صرحا وبعد حادثة الاعتداء على المصلين، بعدم علمهما لمصطلح دولي متعارف عليه “الستاتيكو” الذي يقصد منه ابقاء الحال على ما هو عليه، وادعا أن من غيّر الستاتيكو هم المصلون حيث ساعة صلاة العيد وفق ما هو متعارف عليه الساعة السادسة والنصف ايام الصيف وليس السابعة والنصف.
دون التطرق لأقوال مدير شرطة الاحتلال في القدس ووزيره التي تمتاز بدعاية انتخابية تحريضية لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود المتزمتين المتشددين والتي تعد خارج السياق عن رجل امن مسؤول عن توفير الامن والنظام ، ودون التطرق لموضوع معارضة كثير من السياسين الاسرائيلين لأقوال مدير شرطة الاحتلال في القدس ووزيره وعدم الانصياع لقرار سياسي بمنع دخول المتطرفين لباحات المسجد الاقصى في ذلك اليوم، ودون تفنيد ذلك القرار السياسي الذي كان يخشى الزحف والتواجد العربي الاسلامي في البلدة القديمة بعشرات الالاف من المصلين، حيث قُدر عدد المصلين في المسجد الاقصى بأكثر من 120ألف مصل وكأنه يوم جمعة من أيام رمضان.
يجب أن نقف على عنوان المقالة ونبدأ الحديث عن باب المغاربة الذي نسيه معظم الناس، ذلك الباب الذي يُعد جزءا لا يتجزأ من الحرم القدسي بما في ذلك حائط البراق، حيث شكلت عصبة الامم المتحدة عام 1930 لجنة لتقصي الحقائق حول احداث ثورة البراق واقرت تلك اللــجنة أن:” للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي باعتباره جزاء لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف…”
وبموجب قرار مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2334 الصادر بتاريخ 23/9/2016، حثّ على وضع نهاية للمستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية ونصّ على مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وعدم شرعية انشاء اسرائيل للمستوطنات في الارض المحتلة منذ عام 1967 .
من هذا القرار الصادر عن السلطة التفيذية للأمم المتحدة وهو مجلس الامن وبالاستناد لقرار اممي تاريخي وهو قرار لجنة عصبة الامم المشار اليه اعلاه، يجب على القيادات العربية والاسلامية في مختلف الاقطار أن تعيد بناء الثقة بالنفس بعد الاعتماد على الله، بحُسن إستغلال القرارين في مختلف المعارك الدبلوماسية مع الجانب المحتل والتلويح بهما في كل جلسة ولقاء مع مختلف الاطراف الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية للتذكير واعادة تذكير المجتمع الدولي أن الشرعة أو الشرعنة الدولية مع الحق الفلسطيني منذ تسعين عاما ويزيد وما زالت.
هذا المقال يختلف عن مقالات كثيرة كُتبت حول موضوع استباحة سلطات الاحتلال ليوم فرح ويوم سرور، يوم التذكير بأن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن صدّق الرؤيا وفداه الله بذبح عظيم، ابراهيم عليه السلام من أُولي العزم والد اسحاق واسماعيل، منهاجه سار عليه اليهود والنصارى والمسلمون في كثير من تشريعاتهم، ولهذا اقتدى المسلمون بهدي أبيهم ابراهيم وجعلوا يوم النحر يوم عيد وسموه بعيد الاضحى، وللأسف أول من خرق قواعد سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام هم اليهود وسلطتهم المحتلة، بأن استباحوا يوم فرح للمسلمين، يوم يتذكر فيه المسلمون اسماعيل ولد ابراهيم وهو على المذبح، فنغصوا عليهم بهجة العيد واحتفال الاطفال بيوم منتظر مرة واحدة كل عام.
نعم باب المغاربة الذي حُرمنا من وطئه بإقدامنا والوصول للمسجد الاقصى من خلاله منذ سنوات طوال، ونُمنع من الخروح منه للوصول الى بيوتنا في حي البستان الحي الذي يبعد حوالي 300متر من المسجد الاقصى واحياء اخرى تحيط به من الجهة الجنوبية تقع في حارة سلوان، واليوم اصبحت بلدة لإكتظاظها بالسكان.
نعم باب المغاربة الذي كنا ندخل ونخرج منه الذي يطل على حائط البراق وهو جزء من تراثنا المقدسي اصبح بعيد النظر وبعيد السير من جانبه، حتى أن الجيل الجديد لا يعرف شيئا عنه سوى التسمية دون ملامسة المكان مع التجوال فيه.
إن الستاتيكو وهو الوضع القائم اول من خرقه سلطة الاحتلال منذ سنوات، وقامت باغلاق باب المغاربة في وجه العرب والمسلمين دون اكتراث لقرارات الشرعية الدولية منذ عصبة الامم المتحدة وحتى تاريخ اليوم، وسكوت بعض القيادات العربية على هذا الصد والعدوان ما هو الا تخاذل ضمن سلسلة التخاذلات والتنازلات دون وجه حق.
نعم من حق اهل بيت المقدس تغيير ميقات الصلاة بالتقديم أو التأخير ضمن معطيات الامر الواقع وضمن الاجراءات السلمية لمنع تدنيس المسجد بالاعتداءات المتكرر من المتطرفين اليهود، مادام هذا التغيير لا يخالف الشرع الحنيف، ولكن جهل مدير شرطة الاحتلال ووزيره لميقات صلاة العيد المشروعة بعد شروق الشمس بقدر رمح حتى قبل زوال ذلك اليوم، جعله يتحدث عن أمر ديني دون تعقل.
نعم إن من واجب السلطة المحتلة ممثلة بوزير الامن الداخلي وفق القرارين المشار اليهما اعادة العمل بالوضع الذي كان قائما منذ سنوات ” الستاتيكو”، بفتح باب المغاربة في وجه العابدين المصلين المسلمين دون قيد أو شرط للسماح لهم ممارسة حرية المعتقد، تلك الحرية التي كفلتها مواثيق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان وغيرها من الشرعة الدولية.
لذلك على أهل القدس ومِن خلفهم القيادات الشريفة في الوطن العربي وفي الدول الاسلامية السير بثقة واعتزاز في مشروعهم الديني والقومي بالحفاظ على القدس والمقدسات، بجميع السبل السلمية والادوات القانونية المتاحة داخليا ودوليا، لأن واثق الخطوة يمشي ملكا والثقة بالنفس روح البطولة وهي البداية لكل النجاحات وول أول مستلزمات النجاحات العظيمة.
وهكذا يجب أن يكون دأب كل مسؤول فلسطيني كل في موقعه، فمهما واجهتنا الصعوبات والتقلبات، ومهما حاول بعض الشرذمة من هنا وهناك تسويق ضعف المرحلة وأنها من اوهن المراحل التي مرت على الامة وأنه لا أمل في الصلاح والإصلاح، فلا يجوز السماع اليهم وإلى افكارهم الموبوءة، لأنها احباط للمعنويات وتكسير لمجداف النجاة من الاعصار الذي لن يطول.
فسلاحنا هو سلاح الحق، والحق اسم من اسماء الله الحسنى فإذا كان الله معنا فمن علينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى