عندما تطلق الغازات المسيلة للدموع على المعلمين..إقرأ على الدنيا السلام
عندما تطلق الغازات المسيلة للدموع
على المعلمين..إقرأ على الدنيا السلام
صحيفة المنتصف
أسعد العزوني
قال الشاعر أحمد شوقي :قف للمعلم وفّه التبجيلاXكاد المعلم ان يكون رسولا
وروي أن الرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا، صادف رجلا مسنا فطلب من مرافقه التوقف عنده لتحيته ،وعندما سأله عن هوية الرجل أجابه انه معلمه في المدرسة،ولا نغفل أن المعلم هو أبو الوظائف والمهن كلها من صانع القرار إلى الميكانيكي.
كما أننا قرأنا مؤخرا ما قالته المستشارة الألمانية القوية ميراكل في تبريرها لرفض مطالب القضاة الألمان بمساواة رواتبهم برواتب المعلمين ،إذ قالت لهم :”وهل من المعقول أن تتساوى رواتبكم مع رواتب من علموكم؟”
إن ما سبق ذكره دليل أكيد على مكانة المعلم الطبيعية في الدول والمجتمعات التي تسعى للتقدم والتميز ،ولن يتم ذلك بطبيعة الحال إلا عن طريق المعلم ،فهو المفتاح الذي يوجه المجتمع إما إلى السؤدد أو إلى الجحيم ،وهذا ما يبرر واقعنا العربي في كافة الدول العربية ،لأننا لا نحترم المعلم ولا نقدر قيمته ،ولا نهتم به.
اليوم إشتعلت وسائل التواصل الإجتماعي بتداعيات إعتصام المعلمين الأردنيين ليس للمطالبة بحق سياسي ،ولا لتنفيذ إنقلاب عسكري ،بل مطالبة بإنقاذ الأردن من خلال إنقاذ المعلم الأردني الذي يعاني من الجوع ومن سوء ورداءة المناهج التي ستنعكس سلبا على النشء في الأردن.
لم أقرر الكتابة عن الإعتصام ،مع شعوري التام مع المعلمين كوني عملت مدرسا في الخارج لخمس سنوات ،لمست بأم حواسي واقع التعليم في الوطن العربي ،ولكني وبعد ان شاهدت إطلاق الغازات المسيلة للدموع على المعلمين ،قررت توجيه النداء :بأن إطلاق الغازات السامة على المعلمين إنما هو دعوة للجميع بأن يقرأوا على الدنيا السلام.