أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

الرأي و الرأي الآخر بقلم: شفيق الدويك

الرأي و الرأي الآخر

بقلم: شفيق الدويك

الكاتب شفيق الدويك/المنتصف
الكاتب شفيق الدويك/المنتصف

صحيفة المنتصف 

لبيان و تأكيد مسألة تباين شخصياتنا، و بالتالي الآراء التي نحملها و نعبر عنها في مواقف معينة، فإننا بحاجة الى تفسير ذلك مع جلب الحُجة و البرهان الملموس ، وهذا يقودنا الى الغور، قليلا في هذه العجالة، في أعماق النفس البشرية المعقدة التركيب . سبحان المعبود.

أوزع في دورات سلوك المستهلك، علم نفس التسويق، بضع قصاصات من الورق الأبيض على الحضور، و أطلب منهم إبداء الرأي عن طريق إجابة خمسة أسئلة متعلقة بخيارهم الأول فيما يتعلق: باللحوم، بالشراب، بالألوان، بالمعادن الثمينة و بماركات الأجهزة الكهربائية شريطة التركيز، الجدية و عدم التحيز تجاه موضوع الأسئلة.

ثم أستعرض الإجابات و التي ترد متباينة وفق ما هو متوقع منها، و أعزز النتيجة تلك بإستعراض نتيجة تجربة أخرى قد أجريت في نفس مجال إثبات حقيقة تباين الشخصيات و الآراء، و مفادها أن إجابات من طُلب منهم إبداء الرأي في كوب الشاي الذي تناولوه بكلمة واحدة لم تكن جميعها متطابقة، بل متباينة و بصورة غريبة، حيث كتب المستجيبون كلمات مثل: ساخن، بارد، مُر، حلو، ممتاز، عادي، غامق، فاتح، قليل، كثير، متقن، سيئ، مفيد، مضر، معطُر …. الخ. ذاك التباين يعطي دلالة مهمة، من بين الدلائل العديدة التي يعطيها، و هي أن أذواق الناس، مثل أرائهم، متباينة كذلك، و كفاءة حواسهم التي تدرك ليست متساوية.

تُرى من هو الشخص الذي يمثل الرأي الصائب أو الأقرب الى الصواب في مسألة، ظاهرة أو أمر ما ؟، و هل تكفي كلمة أو عبارة أو فقرة أو أكثر لتمثيل الرأي أو التعبير عنه؟ و ما هي العوامل التي تؤثر في تباين و تماثل أو تطابق الآراء في ظل تباين الشخصيات تباينا خلقيا، و تباين قدرات حواسهم الإدراكية، و تباين كمية و نوع مدخلاتهم ؟

من المعلوم أن الرأي ينتج في العادة عن تفاعل الشخص بأي شكل من الأشكال مع الحدث أو الظاهرة أو الموضوع و يبرزعلى شكل تعبير، و هو يمثل إعتقاده، إتجاهه أو ميله الذي يسيطر عليه إزاء أمر ما. بعبارة أخرى هو منحى عقلي بُني على تراكم خبرات و ظروف سابقة، فينحو العقل نحو التأييد أو الحياد أو المعارضة أو حتى اللامبالاة.

الرأي قد يكون مثقفا، أو مسيطرا، أو منقادا بسبب تدني مستوى الثقافة أو حتى الأميّـــة ، أو متقلبا، أو متحيزا وبدون عدالة، أو مؤيدا، أو معارضا أو لامباليا.

في الوقت الذي تؤرقنا فيه قضايا مثل الفقر و البطالة و تفاقم عجز الموازنة وغيرها، ما أحوجنا الى إجراء عملية فرز لإختيار آراء يتصف أصحابها بأن شخصياتهم شفافة، لا تقودهم غرائزهم، أمينة، مهتمة، واعية ، ناضجة، مثقفة، حكيمة، ميدانية، مطلعة ملمة و مخلصة…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    دكتورنا العزيز كل البشر ليست سواسيه منذ خلق الله الكون وكل الاختلافات ترجع في كثير من الاحيان للتربية والدينة والمجتمع والشارع ايضا فهناك مثل يقول لولا الاذواق لبارت السلع اسعدك الله دكتورنا العزيز ووفقك لما فيه خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى