صحيفة المنتصف
نادت سوريا، اليوم الإثنين، بوجوب عدم التدخل الخارجي في عمل أي لجنة قد تتشكل لصياغة دستور جديد للبلاد، مشيرة إلى أن دمشق لا تزال مصرة على ضرورة أن تحترم تلك الخطوة سيادتها.
وشددت سوريا على موقفها الذي تتبناه منذ فترة طويلة، بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في نيويورك التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل اللجنة. وأضاف أن الهيئة ستجتمع في الأسابيع المقبلة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)؛ أن وزير الخارجية وليد المعلم قال بعد لقائه بيدرسن في دمشق، اليوم الإثنين، إنهما بحثا الحاجة لوضع آلية واضحة للعمل ودور اللجنة الدستورية بعيدًا عن أي ”تدخل خارجي“.
ولم يتضح من تقرير سانا ما إذا كان المعلم يرد على إعلان جوتيريش.
وكثف بيدرسن في الشهور القليلة الماضية جهوده للانتهاء من تشكيل اللجنة.
وعقد محادثات في موسكو والعواصم الغربية وتشاور مع المسؤولين الإيرانيين والأتراك، والتقى كبير مفاوضي المعارضة نصر الحريري هذا الشهر. وقال إنه سيتوجه إلى نيويورك لإطلاع مجلس الأمن على جهوده.
وقال بيدرسن للصحفيين عقب اجتماعه مع المعلم: ”اختتمت اليوم جولة أخرى من المباحثات الناجحة للغاية… تطرقنا لجميع القضايا المعلقة الخاصة باللجنة الدستورية“.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة: إن تشكيل لجنة دستورية عامل حاسم بالنسبة للإصلاحات السياسية والانتخابات الجديدة الهادفة إلى توحيد سوريا، وإنهاء الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت زهاء نصف سكان سوريا، الذين كان يبلغ عددهم 22 مليونًا قبل الحرب.
وكان مؤتمر عقدته روسيا، وهي حليفة رئيسية للرئيس بشار الأسد، العام الماضي، قد كلف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، وذلك بعد فشل عدة جولات من المحادثات لإنهاء الحرب.
وترتكز الخلافات على من يجب إدراجهم في عضوية اللجنة ونطاق عملها. وبينما تسعى دمشق لتعديل الدستور الحالي، تطالب المعارضة بصياغة دستور جديد تمامًا.
ويقول دبلوماسيون إنه ما لم تتدخل موسكو بقوة، فإن الضغط على الأسد لحمله على الموافقة على عملية سياسية تشمل المعارضة المدعومة من الغرب لن يجدي نفعًا.
وحقق الأسد مكاسب عسكرية كبيرة بمساعدة روسيا وإيران، مما مكنه من انتزاع السيطرة على معظم مناطق البلاد من المعارضة ومسلحي تنظيم