أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
ملفات

هل تنسحب امريكا من سوريا باكملها بعد الانسحاب من الشمال السوري.. رامي الدباس

تحليل سياسي : هل تنسحب امريكا من سوريا باكملها بعد الانسحاب من الشمال
 
رامي الدباس
المنتصف / الكاتب الأردني رامي الدباس

صحيفة المنتصف
ان ما قام به الرئيس ترامب في شمال سوريا بكل بساطة هو بيع احد اكبر حلفاء امريكا في سوريا “الاكراد” الى تركيا و بدون اي مقابل حيث ان  بعد الهجوم التركي على قوات قسد و الاكراد بشكل عام خرج ترامب بالتهديد و الوعيد ضد اردوغان و تركيا و منذ البداية كان هذا خطأ استراتيجيا و كان عليه عدم الانسحاب باجماع كبار سياسيي الحزب الجمهوري و الديمقراطي في امريكا.
ان ما قام به ترامب في شمال تركيا قد يقوم به في سوريا بأكملها و خاصة بعد اقالة مستشار الامن القومي السابق و كبير الصقور الجمهوريين جون بولتون الذي يعتبر مهندس خروج امريكا من الاتفاق النووي الذي يشكل تهديدا على امن الشرق الاوسط باكمله بشكل خاص و العالم بشكل عام و هذه دلالة على نية ترامب عقد صفقة سلام مع الايرانيين و التخلي عن شعار المواجهة.
الفوضى السياسية التي يقوم ترامب بصناعتها في سوريا ستؤثر حتما على الانتخابات الامريكية المرتقبة في 2020 لكن التوقعات تشير انه سيفوز بشكل كاسح بعد الانجازات الاقتصادية التي قام بها ترامب و التي لم يقم بها اي رئيس امريكي منذ عهد ابراهام لنكولن حيث ان معدل البطالة في امريكا هو الاقل منذ 60 عاما و خصوصا ان قاعدة ترامب هي ليست من السياسين المرموقين او الدولة العميقة بل هي قاعدة شعبية واسعة من المواطنيين الامريكيين الكادحيين.
ما يقوم به ترامب هو اعلان بشكل غير مباشر عن تخليه عن حلفائه من العرب و ربما اسرائيل ايضا التي لن تسمح بتزايد النفوذ الايراني في سوريا و خاصة في الجنوب السوري , حيث كل هذا يثبت ان ترامب لا يمت للسياسة و الدبلوماسية بل  يمكن وصفه بمقاول يحكم امريكا.
الاكراد في الشمال السوري ساهموا بشكل رئيسي بالقضاء على تنظيم داعش في سوريا و الشيء نفسه ينطبق على اكراد العراق الذي قام بالتخلي عنهم و هاهو الان يقوم بتوجيه الصفعات لحلفائه العرب و ربما اسرائيل لاحقا و خاصة في تغريده له قال ان التدخل في شؤون الشرق الاوسط كان القرارالاسوء لامريكا في التاريخ كاشفا من وجهة نظر اقتصادية ان هذه النزاعات في الشرق الاوسط قد كلفت الخزينة الامريكية ثمانية الالاف مليار امريكي.
هذا الكلام له دلالة واحدة ليس فقط في سوريا بل ايضا دول الخليج العربية التي على ما يبدو انه في رسالة مبطنة لهم يقول ان يذهبوا للخامنئي و التصالح معه.
الرهان في الملف السوري و النفوذ الايراني هو اسرائيل و النفوذ الاسرائيلي في واشنطن حيث ان اسرائيل حريصة كل الحرص على عدم تحول سوريا الى عراق اخر على الاقل الجنوب السوري و اي تفاهمات ستحصل لاحقا بين اسرائيل و ايران او مع نظام الاسد فقط عن طريق موسكو.
خيانة ترامب للاكراد من الممكن ان تتكرر مع اي جهة او دولة اخرى و اول من فهم الرسالة هم الاسرائيليون انفسهم حيث هنالك شعور في اوساط الدولة العبرية بان ترامب قد قرر الانسحاب بشكل نهائي سياسيا و عسكريا.
طبعا هذا التحول الكبير و الصادم في موقف ترامب يعود لاسباب عديدة :
اولا, بالنسبة لسوريا وجود القوات الامريكية و دعم العمليات في سوريا هو شيء مكلف اقتصاديا لامريكا, و وجود امريكا في الدول العربية ايضا مكلف لامريكا و السبب ان امريكا قد اصبح لديها فائض من النفط و اصبحت اكبر منتج للنفط بالعالم حاليا.
ثانيا, مواجهة ايران و محورها اصبح ايضا شيء مكلف للغاية.
ثالثا, الى الان العقوبات لم تجدي نتيجة مؤثرة في سياسات ايران و حلفائها.
رابعا, ترامب في ال 2015 قد وعد جمهوره بالانسحاب من كافة الشرق الاوسط و عارض حرب العراق و افغانستان لكن ما حصل هو ابتزاز للدول النفطية العربية باكبر قدر ممكن.
ختاما, انسحاب امريكا من شمال سوريا و تحرك انقره عسكريا و ايضا اتفاق قسد  اللاحق هو انتصار دبلوماسي تركي على ادارة الرئيس ترامب.
الخلاصة, ان انسحاب امريكا من كامل سوريا هو احتمال وارد و بقوه و هو المرجح, الا ان الرهان يبقى على اسرائيل و نفوذها في واشنطن في مواجهة النفوذ الايراني في سوريا لضمان عدم تحويل سوريا الى عراق آخرعلى الرغم ان اسرائيل تعيش حاليا حالة عدم استقرار سياسي و عدم تشكيل حكومة الى الان في ظل انتخابات ثانية خلال 6 اشهر و الامور من الممكن ان تتطور بشكل اكبر الى حل الكنيست و اجراء انتخابات ثالثه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى