أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

حصار قطر..إنقلب السحر على الساحر..بقلم أسعد العزوني

حصار قطر..إنقلب السحر على الساحر

بقلم أسعد العزوني

اسعد العزوني
المنتصف / الكاتب الاردني اسعد العزوني

صحيفة المنتصف
أرادوا إضعافها فإزدادت قوة ومنعة…..وأرادوا بحصارهم شطبها عن الخارطة فإنتشرت بنفوذها في كافة أصقاع الأرض مقدرة ومهابة…وأرادوا نهبها وتعطيل قدراتها ،لكنها إزدادت غنى وإستمرت في تسجيل الإنجازات….ومجمل القول أن السحر إنقلب على الساحر ،وعلى الباغي تدور الدوائر.
هذا ما جرى وبدون رتوش بين دولى البغي “الأخوة –الأعداء” أو حسب التعبير السياسي الأعدقاء ،مع دولة قطر “الصغيرة جدا جدا”،لكنها وعندما جربوها وللمرة الثانية ،أظهرت أنها أكبر منهم مجتمعين بهياطهم ومرتزقتهم وتطبيلهم وتزميرهم ،وهذا ما أذهلهم وزاد من معاناتهم أنهم وجدوا أن دولة قطر”كبيرة جدا جدا جدا”،وهذا دليل على قصور تفكيرهم وسوء تقديرهم.
وظفت دول الحصار المرتزقة من مواطنيها وما دون ،ممن يطلق عليهم زورا وبهتانا إعلاميين ومحللين سياسيين ومراقبين ،وليسوا في حقيقة أمرهم سوى رداحين مطبلين مزمرين ومتنبئين جهلة ،وصلت بهم الأمور أن يتنبأوا بعد فرض الحصار الغاشم على قطر،بأن دولة قطر لن تصمد أكثر من يومين وستنهار بفعل الحصار ،لكنها ويا ويح تفكيرهم تصمد حتى يومنا هذا ،وتقلب السحر على الساحر بفضل طريقة تفكير قيادتها الحكيمة ،وتكاتف شعبها مع القيادة في أجمل لوحة من لوحات الوحدة الوطنية.
لقد تسيّدت دولة قطر المشهد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإقتصادي ،وبدلا من أن تئن تحت الحصار ،أصبحت هي التي تحاصرهم ولكن بكرمها وطيب أخلاق اهلها الذين لم يسيئوا الأدب ولم يتعرضوأخلاقيا في وسائل التواصل افجتماعي لأعراض دول الحصار ،رغم بذاءة الطرف الآخر، وكذلك بحسن تصرف قيادتها،وها هم يتوسلون من دوحة العز”كعبة المضيوم”أن تقف معهم في محناتهم الإقتصادية ويبعثون الرسل سرا لطلب قروض مالية.
ورد على ألسنة المطبلين والمزمرين المرتزقة أيضا أن قطر سترفع الراية البيضاء وتعلنن إستسلامها ، إن لم يكن اليوم فغدا تحت وطأة الجوع،لكنها وبفضل من الله ومنّة بعثت لهم بالأمس قافلة تضم 15 شاحنة محملة ب”البيض القطري” دعما للأشقاء في المملكة التي تقود الحصار الغاشم على قطر،لكن السلطات السعودية ترفض فتح معبر سلوى ،وتجبر قافلة البيض القطري على العودة من حيث أتت ،فالكفر عناد.
ما نلمسه على أرض الواقع هو أن دولة قطر وهي تسجل أروع آيات الصمود ،وتوظف الحصار لمصلحة شعبها ،تمارس عكس أهوائهم المريضة وباتت هي التي تحاصرهم سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ولكن بالأخلاق ،والدعوات المتكررة للجلوس على طاولة الحوار بما لا يخدش السيادة الوطنية للجميع ،من الجزيرة حتى الهرم مرورا بقلاع بني القنينقاع وخيبر وبني النضير، وساحل عمان.
كما أسلفنا فإن قطر وهي تحت الحصار التي وجهت له الضربة القاضية في أيامه الأولى،تعرض مساعداتها عليهم لمواجهة أزمة كورونا،كتعبير أخوي وإنساني يفتقدونه جدا لحصارهم لها دون وجه حق ،ولأسباب دنيئة هم يعرفونها جيدا ،ولم تقصر دولة قطر معهم إذ أنها وفي هذه الأزمة الكورونية قامت بتعويض عجزهم عن حماية مواطنيهم في الخارج ،وقامت بنقلهم من دول الإغتراب إلى بلدانهم ،وإستأجرت طائرات على حسابها لكنهم رفضوا إنزالها عنادا ،ما إضطرها للعودة إلى الدوحة ،وإنزال حمولتها من مواطنيهم ليتلقوا رعاية الدولة القطرية الكريمة بتوجيهات من الشيخ تميم المجد،وهذه في عالم السياسة لها ألف معنى ومعنى،كما ان هذا التصرف الشاذ يسجل ضدهم ولصالح دولة قطر.
الفرق بين من يقفون مع دولة قطر ،ومن يطبلون ويزمرون ويهايطون لدول الحصار ،هو أن “جماعة”قطر عقلانيون ولديهم مصداقية عالية في تحليلاتهم ،وقدرة أعلى على تحمل مسؤولية ما يكتبون ،لأنهم ينطلقون في آرائهم من ذواتهم وقناعاتهم ومن أرض الواقع ولا يشطحون في الخيال ،بعكس جيوش المرتزقة الذين يحلقون عاليا في الهواء ،ليكون سقوطهم الأخلاقي قبل المهني مدويا ،مثل سقوط من يمارس معهم دور “نافخ الكير”.
في هذه المرحلة نحن أحوج ما يكون إلى العقلانية وتغليب الضمير الحي على المصلحة الضيقة ،لأن كارثة الخليج أنهكتنا جميعا ،وسوف لن يخرج منها أحد كاسبا ،وربما أن جماعة الهياط سيكونون أكبر الخاسرين لأنهم سيسقطون من عيونهم قبل ان يسقطوا من عيون مشغليهم،ولذلك نتمنى على الإعلام أن يقود مرحلة المصالحة ويضغط بإتجاه إنهاء الحصار رسميا والدعوة للحوار الهاديء والهادف والموضوعي.
نريد إعلاما يجمع ولا يفرق ،يهديء اللعب ولا يؤجج النار ،فكلنا يعلم أن لكل أزمة نهاية ،فرغم ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة من ظلم لا مبرر له وحسد وطمع وجسد من قبل “ذوي القربى”،إلا أنها لم تخرج من دائرة الأخوّة العربية الصادقة،ولم تتنصل من إلتزاماتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين أو العرب ،فهي ورغم الحصار تواصل دعم الشعب الفلسطيني بكل إمكانياتها المتاحة ،كما أنها تعهدت بدعم الأشقاء في السودان ومد يد العون للجميع ،وتدعم الأردن الذي يتعرض بدوره لحصار مالي وسياسي من دول الحصار التي إرتأت التحالف مع الصهيونية ،وتريد معاقبة الأردن ،لأن قيادته الحرة الشجاعة رفضت الإنصياع لإملاءاتهم والتماهي معهم في جريمة حصار قطر،ورفضت التنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،ورفضت صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية والأردن الرسمي لصالح الصهيونية وآل سعود.
ما تقوم به دولة قطر الشقيقة من عرض مساعداتها على دول الحصار ،وتقديم مساعدتها للأشقاء العرب المحتاجين تحديدا ،هو رسالة غير مشفرة منها إلى دول الحصار وفي مقدمتهم السعودية أنها راغبة بالحوار وأنها لن تتخلى عن دورها تجاه الأشقاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى